بعد انقضاء شهر رمضان و الذي شهد مظاهرات واسعة في جميع أرجاء المدن السورية ، أصبحت سوريا على مفترق طرق بين أن تكمل الثورة سلمية كما بدأتها أو تتجه إلى تسليحها ، و مع تعالي الأصوات المطالبة بتدخل الناتو لإنهاء الأزمة سريعا إلا أنها لا تزال خافتة وسط جموع ما زالت تصر على السلمية ، لكن السؤال الأبرز الآن إلى متى ستستمر السلمية ، خاصة مع سقوط 450 قتيلا برصاص الأمن السوري خلال رمضان فقط و ما زالت آلة الأسد تفتك بالمدنيين العزل ، على خلفية ذلك ترددت دعوات في سوريا مطالبة بدخول مراقبين دوليين لمراقبة ممارسات النظام الوحشية تجاه المتظاهرين السلميين ، كما دعت صفحة الثورة السورية على شبكة التواصل الاجتماعي بالأمس إلى رفع شعارات موحدة في جمعة " الموت و لا المذلة " تطالب بالسماح بدخول مراقبة دولية تابعة للأمم المتحدة دون قيد أو شرط ، و نفت أن تكون هذه دعوة للتدخل العسكري في سوريا . و قد خرجت اليوم مظاهرات حاشدة في جميع أنحاء المدن السورية ردا على تصريحات النظام لحلفائه بأنه قد اقترب من إخماد المظاهرات تماما ، و أن فترة ما بعد العيد سوف تشهد حملات أمنية واسعة للقضاء على ما تبقى من الحركات الإرهابية كما وصفتهم . و مع استمرار التصعيد الأمني اقتحمت اليوم دبابات تابعة للجيش السوري بلدة تلكخ في حمص ، وسط أنباء عن مطاردات لمنشقين عن الجيش ، كما اقتحمت أيضا بلدة الحولة و لقي 4 أشخاص مصرعهم بالأمس فيها ، و توغلت ميليشيات الشبيحة ترافقها قوات الأمن السوري في حي الصابونية بحماه ، و حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان فقد لقي مواطن في السبعين من عمره مصرعه حينما أصابت قذيفة صاروخية منزله ، و في دير الزور قتل شاب على يد الشبيحة . من جهة أخرى دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بممارسة المزيد من الضغط الدولي على الأسد و حمله على الرحيل ، و أضافت بأن الاتحاد الأوروبي بصدد الاتفاق على عقوبات جديدة لقطاع النفط و الغاز السوري ، و طالبت دول الأوروبي بعدم الاكتفاء بالإدانة و اتخاذ خطوات جدية ضد النظام السوري الذي فقط شرعيته .