بعد أن سيطرت المعارضة الليبية على معظم أنحاء العاصمة طرابلس وأحكمت سيطرتها عليها لا يُعرف مكان القذافي حتى الآن وهناك حالة من عدم اليقين بشأن من سيتولى زعامة ليبيا في حالة سقوط القذافي في أيدي الثوار. وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية قد ضغطت على الرئيس الليبي معمر القذافي حتى يتنحى لكن فراغ السلطة يثير مخاوفها بشأن سلامة مخزونان الأسلحة في ليبيا وخطر سقوطها في أيدي قوى قد تكون معادية لأمريكا وسياستها. وحذر "مايك روجرز" رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب الأمريكي من مخاطر أمنية مع انهيار نظام القذافي وقال روجرز في بيان له: "حتى بعد خروج القذافي من السلطة علينا أن نتدخل ونقود لضمان حماية مصالح الأمن القومي الأمريكي وعلى الأخص علينا أن نتأكد ألا تسقط مخزونان القذافي من الأسلحة المتقدمة والأسلحة الكيماوية والمتفجرات في الأيدي الخطأ". وقالت منظمة منع الأسلحة الكيماوية في فبراير شباط إن ليبيا تحتفظ بما يصل إلى 9.5 طن من غاز الخردل في موقع سرى بالصحراء تحت حراسة الجيش. وأبلغ مسئول أمريكي رويترز أمس الاثنين أن مخزون القذافي من العناصر الكيماوية مازال خاضعا لحراسة القوات التابعة له. وقال مسئولون إن الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي والأممالمتحدة راقبت عن كثب تلك المخزونات طوال الأزمة. وقال المسئول الأمريكي الذي طلب عدم الكشف عن هويته "المخزونات خاضعة فيما يبدو لحراسة جيدة. علينا أن نتذكر أن القذافى دمر فى الواقع الكثير من أسلحته الأكثر خطورة، وأن الكثير مما بقى عفا عليه الزمن او يصعب تشغيله". وأبلغ مسئول من الأممالمتحدة رويترز انه نظرا لقدمها يمكن أن تشكل المخزونات الكيماوية الليبية مخاطر بيئية أكثر من تشكيلها مخاطر عسكرية أو إرهابية. وقال المسئول إنها مكونة من "عناصر كيماوية قديمة جدا وهى غير مفيدة بدرجة كبيرة كأسلحة." ويفسد غاز الخردل مع الزمن كما أن مخزونات القذافى قديمة بدرجة تجعلها ليست خطرة بالضرورة. كما يشعر مسئولون أمريكيون وأوروبيون بالقلق على تأمين مخزونات ليبيا من الأسلحة التقليدية ومنها صواريخ أرض جو وصواريخ مضادة للدبابات وعربات مدرعة وقذائف صاروخية ومتفجرات. وأطلقت القوات الليبية ثلاثة صواريخ سكود أمس الاثنين من منطقة سرت بلدة القذافي. وجاء ذلك بعد هجوم آخر بصواريخ سكود الأسبوع الماضى وكانت تلك هي المرة الأولى التى تستخدم فيها القوات الليبية هذا السلاح منذ بدء الصراع. وقال مسئول أمن أوروبى إن بعض مسئولى مكافحة الإرهاب يخشون من تعرض مخزونات القذافى من الأسلحة التقليدية للنهب أكثر من قلقهم على مخزونات العناصر الكيماوية. والخوف هو أن تسقط هذه الأسلحة أما فى أيدى جماعات متشددة أو فى أيدى متمردين آخرين يسعون لزعزعة حكومات أفريقية أخرى. وقال مسئول أمريكى أنه حتى الآن لا توجد أدلة على تسرب أسلحة أو على مشاركة المتشددين فى القوات الليبية المعارضة للقذافى.