تؤكد الدكتورة هبة عيسوى أستاذ الأمراض النفسية بطب عين شمس أن كثيراً من الناس يعانون من بعض المشاكل مثل حب الشباب أو قصر القامة أو طول القامة أو السمنة، أو الأنف الكبير أو العيون الضيقة ويتم التركيز على هذه العيوب ووصف أصحابها بها، ونفس الأشخاص يبالغون هم فى الشعور بهذا العيب عندما ينظرون إلى المرآة، لا ينظر إلى نفسه فى مجملها بشكل عام، بل يصوب نظره كله على التفصيل الصغير الذى لا يعجبه فى شكله، مثلاً المرأة ذات الأنف الكبير قد لا ترى فى المرآة إلا هذا الأنف، فهى لا ترى عينيها الجميلتين، هى لا ترى سوى ما يزعجها وهو أنفها، ولو نظرت إلى وجهها فى مجمله، لوجدت أنه جميل حتى مع الأنف الذى لا يعجبها، هذا النوع من الناس يعتقد أنه من دون هذا العيب، لكانت حياته ستكون مختلفة تماماً، وناجحة تماماً، وستكون لديه علاقات أفضل مع الناس وسيكون محبوباً أكثر، فهؤلاء المهووسون بعيوب أشكالهم يكرسون كل حياتهم للبحث عن طريقة لتصحيح ذلك العيب مهما كلفهم الثمن. وتشير الدكتورة هبة إلى أنه إذا زاد الاهتمام بالشكل الخارجى لدرجة أنّه لا يبارح تفكيره، فإن ذلك قد يكون مرضاً نفسياً يسمى "رهاب التشوه".. والشخص الذى يعانى هذا المرض النفسى، يكون مقتنعاً بأنّه بشع المنظر أو أنّه يعانى تشوهاً فى جسمه، وفى الغالب الأعم، يكون تركيزه منصباً على منطقة معيّنة من جسمه، مثل "الأنف، الردفين".. ويلجئون إلى عمليات التجميل وبعد إجراء العملية لا يرضون عن شكلهم الجديد، وغالبا ما يكررون الجراحة مرة أخرى بحثاً عن نتيجة لا توجد إلا فى خيالهم، ويتهموا الجراح بأنّه هو الملوم ولم يوفق فى العملية. وأخيراً يلجأ المريض إلى الطبيب النفسى عادة بعد اليأس من أطباء الجلدية والتجميل، وهو الخيار الأفضل والأكثر فائدة ولعلاج هذه الحالة تقول الدكتورة هبة عيسوى لا ينبغى الدخول فى عمليات جراحية لأنها لن تساعد الشفاء من رهاب التشوه، ولكن العلاج نفسى وخصوصاً العلاج السلوكى المعرفى الذى يخاطب الأفكار الخاطئة والتركيز على الجوانب الإيجابية فى الشكل والعلاجات الدوائية الجيدة فى علاج هذا الاضطراب هى مثبطات ارتجاع السيروتونين مثل البروزاك, السبرام وعقار الأوراب الذى أثبتت فاعلية فى علاج هذا الاضطراب.