وعندما أتكلم عن قطر أعنى حكومة قطر ولا أعنى الشعب القطرى أو على الأدق لا أعنى الأغلبية فى الشعب القطرى الذى يفترض أنه جزء من هذه الأمة العربية. ترى هل تصرفات قطر تصب فى مصلحة شعب قطر؟ أم ترى هل تصب فى مصلحة دول الخليج العربى الذى تقع إمارة قطر على أطرافه؟ أم تصب فى مصلحة العروبة أو الشعب العربى بعامة؟ تقديرى أن تصرفات قطر لا تصب فى مصلحة أى من الجهات التى ذكرت. إذن فى مصلحة من هذه التصرفات؟ لا شك أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومملكة البحرين أصابت عندما سحبت سفراءها من تلك الدويلة. وتقديرى أن مصر عندما اكتفت باستدعاء السفير منذ فترة كانت تتصرف وكأنها تقول إن مصر «لا تعمل عقلها بعقل هذه الإمارة» وإن مصر بحكم وضعها أكبر من ذلك بكثير. كذلك فإن الكويت وهى من الدول العربية القليلة التى تتمتع بكثير من سمات الحكم الديمقراطى ولكونها ستكون المكان الذى ستنعقد فيه القمة العربية القادمة فقد نأت بدورها عن قطع علاقاتها مع قطر، تاركة القرار للقمة العربية التى ستعقد على أرضها. لماذا ترعى قطر الإرهاب ولماذا تموّله بالملايين التى كان الشعب القطرى أولى بها. الإجابة عن هذا التساؤل يمكن أن تكشف عن طبيعة هذا «اللغز» القطرى. قبل ثورة الثلاثين من يونيو فى مصر كانت الجماعة الإرهابية التى تدعى الإسلام – والإسلام منها برىء- تحكم مصر لمصلحة إسرائيل ومن خلفها الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقد قلت هذا الكلام أكثر من مرة وقلته أثناء كانت هذه الجماعة تحكم مصر قبل أن أزاحتها الثورة الشعبية الكبرى فى الثلاثين من يونيو. وتقديرى أن «العبث» القطرى يصب فى نفس الاتجاه الذى كان يصب فيه اتجاه من كانوا يحكمون مصر قبل ثورتها، يصب اتجاه العبث القطرى فى مصلحة إسرائيل وراعيته الكبرى التى يعنيها أن تمزق الوطن العربى إربا إربا وأن تشيع فيه الفتنة الطائفية من كل نوع. والمشكلة الكبرى أمام إسرائيل وأمريكا هى «مصر»، ذلك أن الشعب المصرى على مدى آلاف الأعوام استعصى على كل أنواع الفتن والعنصرية والتعصب الدينى المقيت. لم تعرف مصر فى تاريخها الطويل أن هذا مسيحى وذلك مسلم. الدين لله والوطن للجميع، كما عبر ضمير الشعب المصرى دائماً فى الماضى والحاضر وفى المستقبل بإذن الله. والعلاقة السليمة والسوية بين الأزهر وما يمثله والكنيسة المصرية الوطنية الأرثوذكسية بل كل الكنائس المصرية التى تمثل الأقليات المسيحية كلها تعيش فى وفاق ووئام ولا تعرف غير أن المصريين جميعاً يتساوون فى حقوق المواطنة وكل تمييز بينهم لا يصب فى مصلحة مصر وإنما يصب فى مصلحة الذين يتربصون بها ويريدون لها السوء بدءاً بإسرائيل بطبيعة الحال لأن إسرائيل تدرك جيداً أن القوة الوحيدة التى تواجهها فى المنطقة هى مصر وجيش مصر الوطنى. ماذا نقول إذن عن الذين يساندون إسرائيل فى مواجهة مصر؟ عندما قامت ثورة 30 يونيو وأزاحت حكم الإرهاب وأعلنت المملكة العربية السعودية على الفور وقفتها إلى جانب مصر وثورة مصر ثم زيارة وزير خارجية المملكة إلى فرنسا – هذا الموقف من السعودية كان حاسماً بالنسبة لمصر وثورة مصر ولن ينسى الشعب المصرى أبداً للسعودية هذا الموقف العربى الأصيل. وأضافت السعودية إلى هذا الموقف أخيراً موقفاً آخر عندما أعلنت أن جماعة الإخوان وداعش والنصرة والقاعدة تنظيمات إرهابية وكل من يشايعهم فى الداخل أو فى الخارج. هذا هو الموقف السعودى الأصيل فماذا تقول إمارة البغى والإرهاب إلا أنها تعمل فى خدمة أعداء العرب جميعاً لمصلحة إسرائيل ومن وراء إسرائيل. هل أكرر الكلمة التى قالها الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – فى وصيته لأولاده قبل وفاته والتى سمعتها من جلالة الملك فيصل رحمه الله، وسمعتها من الأمير طلال، أطال الله عمره «ديروا بالكم مصر لا تطيح إذا طاحت مصر طحنا جميعاً». نعم إذا مصر هانت فقد لحق الهوان أمتها العربية كلها عدا إمارة قطر بطبيعة الحال. هل نستطيع أن نقول إننا بذلك استطعنا أن نحل «لغز» العبث القطرى.