لم يتخيل محمود في يوم من الأيام أن الفتاة التي احبها بجنون ليست من نصيبه .. ولم يستوعب أبدا أن "هانم" التي تسكن بالقرب من مسكنه بمركز شطانوف ستتزوج شخصا آخر غيره وتعيش معه تحت سقف واحد ، لكن الواقع نفذ وتزوجت هذه الفتاة من شاب آخر غير حبيب قلبها تحت ضغوط من اسرتها وإقناعها أن هذا الشاب صاحب اخلاق رفيعة وسمعته وسلوكه الجميع يتحاكي به بالإضافة إلي أنه انسان مقتدر ماليا.. رضخت الفتاة المسكينة إلي هذه الضغوط وتناست لفترة قصيرة حبيب قلبها محمود .. وبالفعل تم زفافها علي كريم الذي يبلغ من العمر 24 عاما وعاشت معه شهر عسل جعلها تنسي كل شيء حتي حبيب القلب القديم .. ومرت الأيام بسرعة وأخذت هانم تمارس حياتها كزوجة مخلصة تنتظر عودة زوجها من العمل حيث انه يشغل وظيفة حكومية في محافظة اخري وهكذا بدأت تعتاد حياتها الجديدة . وفي احد الأيام خرجت هانم في الصباح الباكر لتشتري بعض احتياجات منزلها من السوق .. وأثناء سيرها لمحها محمود صاحب الحب القديم .. اسرع ناحيتها ووقف امامها .. تبادلا النظرات ووقفت الزوجة امامه متسمرة القدمين وظلت تحدق النظر فيه وهو الآخر يبادلها نفس النظرات .. اقترب منها حبيب القلب لكنها اسرعت الخطي من أمامه حتي لايراها احد ويبلغ زوجها .. عاد محمود إلي منزله في حالة نفسية سيئة .. لم يشعر بنفسه .. ألقي بجسده علي سريره وظل يسترجع الماضي الجميل مع حبيبته ويتذكر لقاءاته معها في الاماكن الهادئة .. انتفض الشاب من فوق السرير وأمسك بالقلم وكتب بعض الكلمات التي كان يتوسل فيها إلي حبيبته بالعودة إليه وترك زوجها وأنه لم يكن يتخيل ابدا أن يراها مع شخص غيره كما انه سوف ينتقم من هذا الشخص الذي خطفها منه بقتله .. وأمسك بهذا الخطاب وألقاه في " بلكونة " هانم ثم ألقي "بطوبة " في باب البلكونة .. وكانت هانم وقتها تجلس في حجرة نومها تفكر في حبيبها القديم ولم يعرف النوم الطريق إلي عينيها منذ أن شاهدته صدفة .. واسرعت إلي البلكونة لتري مصدر الصوت فإذا به يقف اسفلها .. أشار بيده إليها وطلب منها أن تقرأ الخطاب الذي ألقاه اليها .. وبالفعل قرأته الزوجة وتأثرت بكلام الغزل الذي كتبه فيها حبيبها محمود وفي نفس الوقت انتابتها حالة من الخوف علي زوجها الذي توعده محمود بالقتل . مساء اليوم التالي جاء محمود إلي نفس المكان لكن هذه الليلة لم يكن معه خطابا بل طالبها بلقائه في نفس المكان الذي كانا يلتقيان فيه قبل زواجها وبالفعل ذهبت له الزوجة وتحدثت معه وتبادلا كلمات الحب وانها لا تستطيع العيش بدونه .. في نهاية اللقاء اتفق محمود مع هانم أن يلتقي بها في شقتها في المواعيد الذي يذهب فيها زوجها إلي عمله .. وبالفعل بدأت تستقبله الزوجة وتبادلا الحب الحرام علي سرير الزوج المخدوع .. وظلت الزوجة تستمتع معه بالليالي المحرمة في شقتها وكلما اقترب موعد مجيء زوجها كانت تبلغ العشيق ألا يأتي حتي لاينكشف سرهما . خديعة وقتل ! الأيام تمر والزوجة لاتزال تخدع زوجها الذي يعتقد أن زوجته شريفة وتحبه ويذهب إلي عمله وهو يظن انها تصون شرفه وعرضه في غيابه .. لكن الشيطان لابد أن يلعب لعبته إلي النهاية .. مثلما اوقعهما في الخطيئة لابد وأن يجرهما إلي ارتكاب جريمة اكبر وبالفعل زين لهما سوء اعمالهما تحت اسم الحب.. واقتنع العشيق أن هذه الزوجة من حقه وعليه ان يتخلص من هذا الزوج الذي خطف منه حبيبة قلبه .. وبالفعل في إحدي المرات التي انتهي فيها العشيق من ممارسة الرذيلة علي سرير الزوج المخدوع اقنع هانم انهما لابد أن يتخلصا من زوجها إلي الأبد حتي يستطيع الزواج منها .. واقتنعت الزوجة بالفكرة الشيطانية. عاد الزوج من عمله كعادته .. قضي وقت جميل مع زوجته لم يشعر بأي تغيير من ناحيتها .. ومر الوقت سريعا علي الزوج .. وقبل ان يغادر منزله اتصلت الزوجة بعشيقها وأبلغته أن زوجها سوف يخرج بعد قليل هنا استقل محمود سيارته ووقف بالقرب من منزل الزوج .. وأثناء خروجه اقترب منه وتوقف امامه وطلب منه الركوب وبحسن نية ركب الزوج معه فهو لايعلم بعلاقته مع زوجته وما يدبره هذا الشخص للتخلص منه .. أثناء سيره في الطريق تحدث العشيق مع الزوج في موضوعات وغير خط سيره الي طريق فرعي سأله كريم عن سبب دخوله من هذا الطريق تحجج أن الطريق الآخر مغلق بسبب اعمال حفر .. وفي المنطقة الهادئة التي اختارها لتنفيذ جريمته توقف فجأة محمود بالسيارة بحجة انها تعطلت ونزل منها واخرج " سلك سميك " من اسفل الكرسي بحجة أنه يخرج ادوات التصليح .. ولف إلي الناحية الأخري ثم نادي علي كريم وطلب منه أن يمسك معه الباب الخلفي واثناء ذلك قام محمود بلف السلك الذي معه حول رقبة الزوج وظل يضغط علي عنقه حتي كتم انفاسه وسقط علي الأرض .. هنا تأكد محمود أن الزوج قد فارق الحياة ثم حمله ووضعه في جوال وألقي به في " شنطة " السيارة .. واتصل بالزوجة وطمأنها أن العملية تمت بنجاح .. فرحت الزوجة وقالت له انها سوف تنتظره لقضاء وقت جميل معه بعد التخلص من الجثة .. اسرع العشيق بالسيارة حتي وصل إلي طريق مصر الاسماعيلية الصحراوي بالقرب من احد المصانع التابعة لمدينة العاشر من رمضان وألقي بجثته في المنطقة الصحراوية .. وعاد إلي عشيقته ليقضي معها ساعات الحب الحرام احتفالا بالتخلص من الزوج . بلاغ بالقتل ! جاء الصباح وأثناء ذهاب العاملين بالمنطقة إلي عملهم بالمصنع شاهد احدهم جثة الزوج ملقاة علي الأرض وسط الصحراء وبتفتيشه لم يعثروا علي أية اوراق خاصة به لكنهم عثروا علي موبايله .. وبالبحث في الموبايل عثر الأهالي الذين تجمعوا علي رقم احد اقاربه الذي جاء وتعرف عليه وعلي الفور ابلغوا قسم اول العاشر من رمضان واسرع المأمور ورئيس المباحث إلي المنطقة التي عثر فيها علي جثة المجني عليه والتقوا بعمه الذي تعرف عليه . علي الفور امر اللواء محمد كمال جلال مدير امن الشرقية بسرعة كشف غموض الحادث .. وقام العميد علي ابوزيد مدير المباحث الجنائية بالشرقية بتشكيل فريق بحث اشرف عليه العميد ابراهيم سليمان رئيس فرع البحث بالعاشر من رمضان .. وتم عمل التحريات اللازمة وفحص جميع علاقات المجني عليه .. وخاصة بعد أن جاء تقرير الطبيب الشرعي يؤكد انه توفي نتيجة اسفكسيا الخنق .. وبتكثيف التحريات التي قام بها الرائد ابراهيم عمارة معاون مباحث قسم اول شرطة العاشر من رمضان حول اقارب كريم المجني عليه وزملائه واهله وزوجته تبين ان الزوجة كانت علي علاقة بشاب قبل الزواج اسمه محمود وهذه العلاقة تجددت مؤخرا كما انها كانت علي اتصال دائم به علي موبايله وبفحص الأرقام التي كانت تتصل بها الزوجة تبين صحة التحريات وانها بالفعل اتصلت به يوم الواقعة وبعدها اكثر من مرة كما عثرعلي خطابات غرام بين الزوجة وعشيقها القاتل .. وبإعداد الأكمنة اللازمة تم القبض علي المتهم محمود فرج 24 سنه سائق ومقيم شطانوف المنوفيه وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة لحبه الشديد لهانم زوجة المجني عليه وأنه كان علي علاقة حب بها قبل زواجها واستمرت بعد الزواج إلي علاقة غير شرعية محرمة واتفقا علي التخلص من الزوج ليتمكن من الزواج منها . اعترافات خائنة ! التقينا بالزوجة المتهمة امام سراي النيابة كانت تجلس وفي يدها القيود الحديدية مع متهمة اخري بحرق ابن زوجها وتنظر لها بين الحين والآخر وتتحدث معها بعض الوقت .. لكن المتهمة الأخري دخلت للتحقيق هنا اقتربنا منها وتحدثنا معها وسألناها عن سبب اتفاقها مع عشيقها علي القتل قالت بصوت منخفض : لم احبه وتزوجته دون إرادتي .. كنت اعيش معه ولا اشعر بنفسي وتحاملت كثيرا علي نفسي لكن فاض الكيل بي ولم يعد لي قدرة علي التحمل .. فالجميع في القرية يعرف بحبي لمحمود وحبه لي وتعجبوا من زواجي من كريم لكن ماحدث انتهي والآن اتحمل مسئولية الاشتراك في قتله واتمني أن انال العقوبة الصحيحة حتي اشعر براحة الضمير لأنني لا انام منذ ارتكبت جريمتي .. فزوجي كان محترما ويعاملني بأدب وطيبة لكن الشيطان ومحمود تلاعبا بي واوقعاني تحت تأثيرهما وانا الآن ادفع الثمن . التقط العشيق اطراف الحديث قائلا : لم استطع الحياة بدونها .. احببتها منذ طفولتي .. قضيت معها اوقاتا جميلة .. تزوجت من هذا الشخص الذي يسكن نفس قريتي لكني لا اعرفه .. وفي وقت قصير تزوجته وكنت وقتها مشغولا ببعض الأعمال ولم التق بها .. وعندما علمت جن جنوني وتعبت نفسيا وظللت حبيس المنزل اكثر من شهرين وذهبت إلي الطبيب وعدت إلي طبيعتي لكن اثناء هذه الفترة لم انساها ابدا .. كانت تسكن عقلي وقلبي ولا تبعد عن مخيلتي ابدا .. احبها حبا حقيقيا وليس كلام .. خرجت علي ظهر الدنيا ولم اعرف غيرها .. فهي حبي الاول والأخير لذلك كنت علي استعداد أن انتحر أو اقتل أو احرق من اجلها . صمت الشاب لفترة قصيرة وكانت الدموع حبيسة داخل مقلتيه وبعد أن هدأ بعض الشيء قال : لو عادت بي الايام سأقتله لاني احبها وسأظل احبها ولم يكن هناك طريق آخر للزواج منها سوي قتله لأنها طلبت منه الانفصال رفض بعد ان تحججت بمشكلة بسيطة لكنها لم تستطع الاستمرار فيها لأن السبب كان تافها ولا يستدعي طلب الطلاق .. وبعد أن سيطر الشيطان علينا وزين لنا طريق الحرام ومارست معها الحب الحرام اكثر من مرة كان لابد ان تكون نهايتنا نهاية بشعة حتي نكون عبرة لغيرنا وهي ان نقتل ويتم القبض علينا .. ونحن نحاكم بتهمة القتل مع سبق الاصرار والترصد أي أن الإعدام ينتظرنا.