محمد شاب في العقد الثالث من العمر من أسرة متوسطة الحال.. الجميع يشهد له بالاخلاق والاحترام.. مثل باقي الشباب ظل يبحث عن شريكة حياته بين الكثير من الفتيات.. واخيرا وبعد ان طرق كثيرا من بيوت الفتيات اللائي كان يقع اختياره لهن الا انه كان يتردد حتي وقعت عيناه فتاة شاهدها أثناء مروره باحد الشوارع القريبة من منزله تسمرت قدماه.. برقت عيناه.. لاحظت الفتاة تصرفات هذا الشاب ومراقبة عيناه لها لكنها استمرت في السير ولم تبد له أي اهتمام.. علي الجانب الآخر الشاب يراقبها.. يسير خلفها حتي وصلت منزلها.. عرف محمد عنوانها..فعاد الي منزله.. شارد الذهن.. صورة هذه الفتاة لم تفارق ذهنه.. ابتسامتها ووجها الهاديء مرسوم أمامه طوال الوقت.استيقظ في اليوم التالي استقل سيارة اجرة متجها لعنوان الفتاة.. ظل يحوم حول المنزل ليختلس نظرة اليها.. الشوق يتحكم في قلبه ويسيطر عليه وعندما تملكه اليأس ولم ير حبيبة قلبه التي تربعت علي عرشه جلس علي أحد المقاهي المجاورة لمنزلها حتي شاهدها علي بعد.. انقبض قلبه وكأن شيئا خطفه ووقف فجأة ودون أن يشعر اقترب منها.. شاهدته الفتاة والتقت عيناهما مع بعضهما.. وبابتسامة ارتسمت علي وجه محمد وجهها الي هذه الفتاة لكنها تعجبت لامر هذا الشاب الذي يراقبها.. واسرعت الخطي حتي دلفت الي منزلها مرة أخري.بدأ محمد يسأل عنها في المنطقة التي تقطن بها وعن أسرتها وتأكد انها علي أخلاق طيبة.. استراح قلبه.. عاد وعرض موضوع الزواج منها علي والده.. وافق الاب وذهب مع ابنه الي أهلها وطلب الزواج لابنه.. وافق والدها بعد السؤال عليه وتمت الخطوبة بسرعة من الوقت واتفق الطرفان علي حفل الزفاف الذي تم وسط حضور الاهل والاقارب والاصدقاء وقضي العروسان شهر عسل جميل. عاد الزوجان وبدأ يعيشان حياة عادية.. وخرج الزوج الي عمله.. وبعد مرور ثلاثة أشهر وكعادته أثناء عودته لم يجد زوجته »م . ح« في المنزل.. تعجب الزوج خاصة انها تستأذنه في كل مرة تخرج فيها سواء اذا كانت ذاهبة لزميلتها أو أهلها.. سأل عليها لدي والدته لم يجدها.. اتصل بها علي تليفونها المحمول وجده مغلقا.. أسرع الزوج الي اسرتها للاطمئنان عليها خوفا ان يكون حدث لها مكروه وفور وصوله التقي به والد زوجته.. سأله عليها.. ابلغه انها بخير.. لكنها لا تريد العيش معه.. وتكرهه.. تعجب الزوج وسأل عن السبب خاصة انه لم يتأخر عنها في شيء ويوفر لها جميع احتياجاتها.. سأل عن السبب لكن والدها لم يجبه طلب مقابلتها فرفض الاب.. خرج محمد من منزل والدها الذي لم يريح قلبه لا يعرف ماذا يفعل؟ - استرجع بذاكرته تصرفات زوجته في الفترة الاخيرة.. وانها شاردة الذهن دائما وتعامله بطريقة سيئة.. وعندما سألها عن سبب ذلك.. تحججت انها مرهقة بعض الشيء! . الزوج لازال حائرا.. لا يعرف السبب الذي من أجله تركت زوجته منزل الزوجية.. النوم أصبح لا يزور عينا محمد.. حالة من القلق والتوتر تسيطر عليه.. أسئلة كثيرة وعلامات تعجب بدأت تطرق عقله فاحيانا يتوهم ان زوجته لا تريده وهناك من يسيطر علي عقلها حتي تحكم في قلبها.. يعود مرة اخري محمد ويملأ الشك قلبه ناحية والدها وان زوجته تحبه وتكن له قدرا كبيرا من الحب والوفاء.. لم يشعر محمد بنفسه وهو ذاهب الي أحد أقارب زوجته وسأله عن سبب ترك زوجته منزله فاكد له انها تفكر في الطلاق حتي تحصل علي حريتها وتفعل ما يدور بعقلها لانها شعرت وأهلها بالندم بعد الزواج منك. علي الفور قام الزوج بطلب زوجته في بيت الطاعة أمام محكمة الاسرة بالفيوم الا ان محاميها طعن في الحكم.. حاول الزوج التصالح بالطريقة الودية وذهب لوالد زوجته الا انه تشاجر معه وقام بضربه وطرده من منزله فحرر الزوج محضر ضرب ضد الاب حمل رقم 2 ح الشواشنة الفيوم بتاريخ 42/6/0102.. ولازال الزوج حائرا.. يسأل نفسه لماذا تركت زوجتي منزل الزوجية بعد ثلاثة شهور؟! هل فعلا ما قيل عنها صحيح أم لا؟!.. وما هو موقفها تريدني أم ان هناك ضغوطا من والديها عليها؟!.. اسئلة كثيرة لا يعرف الزوج الاجابة عنها.. يتمني لو ان زوجته تحل له المشكلة وتعود اليه! أيمن فاروق