في حي شبرا العتيق.. تحديداً العقار رقم 88 ش الحافظية.. كل جيرانها في الشارع لا يصدقون ان جارتهم.. التي كانوا يلقبونها بالعائلة المالكة - حرامية - فطوال عمرهم - كان الجميع يراها الموظفة الصارمة - التي تشغل مركزا مرموقا بالدولة.. ينقلب الوضع فجأة إلي النقيض ؟!.. كنا في شارع الحافظية بشبرا مصر . حيث تسكن المتهمة فادية.. التقينا بجيرانها تحدثنا معهم.. ولان زوجها لايزال يسكن في نفس البيت ولم يغادره بعد لم يفتنا ان نصعد إليه ونطرق بابه. لكي نتحدث معه! شارع الحافظية.. من أشهر شوارع شبرا الحي الشعبي العريق.. بالرغم من انه شارع جانبي الا ان أهالي شبرا يعرفونه جيدا.. فسكانه مثال حي لجدعنه اولاد البلد مع الغريب قبل القريب.. لكن ما حدث لجارتهم كان صدمة للجميع.. جعلهم يلتزمون الصمت وكأن علي رأسهم الطير.. فالصمت هو الحل الوحيد امام مشكلة جارتهم فالامر خرج من أيديهم واصبحت الامور كلها امام القضاء المصري العادل. صورة جارتنا! »شوفت المصيبة.. صورة الست فادية اللي من العائلة المالكة مالية الجرايد«. هكذا بدأ الخبر ينتشر بين أهالي الشارع.. فعائلة زوج المتهمة بسرقة أموال البنك المركزي مشهورة بالمنطقة بلقب العائلة المالكة.. فهي من عائلة كبيرة وهناك شوارع وحارات وأزقة بالمنطقة.. تحمل اسمها وهناك منطقة كبيرة اسمها »حكر شلبي«.. يفصلها شارع طويل سمي باسم والد زوج فادية اسمه شارع »محمود شلبي«.. ومن اجل هذا جاء لقب العائلة المالكة! عمدة الشارع! كنت علي موعد مع احد افراد عائلة الديزل التي تسكن المنطقة وعمدتها كما يلقبونه قدمني للناس هناك وأخبرهم ان »أخبارالحوادث« فرصة جيدة لهم لقول شهادة حق في سمعة عائلة شلبي وأفرادها.. قابلت في البداية جمال السيد.. رجل في الخمسين من عمره.. يبيع الحلوي بالشارع وبالتحديد أسفل العقار الذي تسكنه فادية مع زوجها.. سألته عن فادية وعائلتها قال: أنا والدي اتولد في المنطقة.. ووعيت علي الدنيا وجدت العائلة المالكة.. ناس محترمة عندهم حكر كامل باسمهم.. ناس خيرين يعطفون علي الفقراء والمساكين.. دايما في حالهم وسمعتهم زي الفل.. أنا بصراحة مش مصدق ان الست فادية تعمل كده.. بس ربنا اعلم باللي حصل! هل شاهدت لحظة القبض علي فادية؟! لا.. بس قبل ما أعرف من الجرايد بيومين شاهدت رجال شرطة في كل مكان بالمنطقة.. لكن لم يعرف أحد سبب تواجدهم .. شعرنا ان الموضوع كبير لان رجال الشرطة الذين شاهدناهم غير الذين نعرفهم في قسم شرطة الساحل.. وبعد 84 ساعة قرأنا في الصحف ان جارتنا الست فادية تم القبض عليها بتهمة سرقة البنك المركزي. أمام جمال السيد كان يقف عادل محمد جابر صاحب محل مكواه .. سألته عن فادية فقال بدون تردد؟ ست محترمة وبتاعه ربنا.. أنا أعرفها منذ اكثر من 41 سنة.. عمري في حياتي ما قابلت واحدة زيها.. الناس كلها بتحبها وبتحترمها .. تعطف علي الجميع وتحب الخير لكل جيرانها.. انا حاسس ان الموضوع فيه حاجة غلط.. مش معقول كل الناس اللي في المنطقة هتتخدع فيها بالشكل ده.. وكمان هي من عائلة كبيرة وغنية.. والمبلغ المسروق من البنك بالنسبة للعائلة المالكة مش فلوس. تحريات المباحث أكدت انها سرقت بعدما غلبها الدين؟ الله اعلم.. بس ابن الست فادية قال لي ان والدته اخبرت مديرها في العمل انها تشك في تلاعب باموال البنك.. وأخبرها المديران ذلك الامر لا يخصها.. وبعده هذه الواقعة.. بحوالي شهر قدم مديرها استقالته.. وكمان مفيش حد بالغباء ده.. كيف تسرق اموالا ارقامها معروفة وتسدد دينها لزميلاتها في العمل بنفس الاموال؟! أسامة ورامي وريمون.. اصحاب محل امام العقار الذي تسكنه فادية . - لتنظيم الحفلات.. قالوا لي في البداية المفاجأة شلت ألسنتنا.. فهذه الاسرة كانت ولاتزال صاحبة واجب مع الجميع وفي كل المناسبات نراهم معنا.. يحترمون الكبير والصغير.. طبيعي ان لا نصدق بسهولة بعد صدمة القبض عليها ونحن نشعر ان الايام القادمة ستحمل مفاجآت كثيرة في هذه القضية؟! وبالصدفة دخل علينا المحل رجل يدعي سامي.. سأله احد الاشقاء.. مين اكثر ناس محبوبين في المنطقة ؟!.. فرد الرجل قائلا: طبعا افراد عائلة شلبي!« آخر رجل قابلته من جيران فادية المتهمة بسرقة اموال البنك المركزي كان عم صلاح الحلاق.. كان كلامه عن هذه السيدة لا يختلف عما قاله جيرانه لي.. قال انه مولود في المنطقة ويعرف افراد عائلة شلبي جيدا.. فهم ناس أشهر من نار علي علم كما يقولون .. عشرتهم شرف لاي واحد فينا.. ناس مجاملة والكرم عندهم طبع اما الست فادية فهي دائما في حالها! شقة فادية وصعدنا الي شقة الست فادية حيث تسكن.. بالدور الرابع طرقنا.. الباب.. انتظرنا قليلا بعدها فتح زوجها الباب علم اني صحفي تغير وجهه وقال: »احنا مش هنتكلم مع صحفيين .. الموضوع الان امام القضاء.. اذا كانت مظلومة هتخرج من القضية .. واذا سرقت فعلا فلتذهب لحال سبيلها بعيداعني.! ودخل الرجل شقته واغلق بابه عليه.. ونزلت درجات السلم افكر في هؤلاء الناس الذين لا يختلف اثنان.. سمعتهم الحسنة حالهم الان.. لا يسرعدوا ولا حبيبا.. وفي النهاية هي لاتزال متهمة امام القضاء - حتي يصدر القاضي حكمه اما الادانة او البراءة.