طيب لو سميتها ثورة حيردوا عليَّ ويقولوا الثورة لم تكتمل واحنا نازلين الميدان لاكمال مسيرة الثورة وأكثر المتفائلين في هذا النجاح يري أن أهداف الثورة لم تتحقق وأن الثورة سرقوها الاخوان والسلفيين وضاع شباب الثورة وسط اتهامات الاعلام الحكومي وأفعال البلطجية المأجورين من الحزب الوطني وطابور الباعة الجائلين الذين حولوا الثورة والميدان الي ميدان للارتزاق.. الرزق يبيحب الخفية.. مافيش مانع من شوية توابل مع الرزق سجارتين بانجو وحتة ملفوفة.. وتختم بخناقة مع أصحاب الخيام من الائتلافات أو نوابهم اللي نايمين مكانهم حاجزين الميدان لحلقة تسعة مساء.. لو قلت ثورة لقالوا لي ان النظام لم يسقط رغم سقوط رأسه ولكن الأحوال علي ما هي من فساد ورشوة وارتزاق وكذب وتدليس وتلاعب بقوت الغلابة فكيف نقبل الاحتفال بثورة لم تكتمل ولن تحقق الأهداف هل نحتفل باستيلاء الاخوان علي مجلس الشعب وتربع النور علي جناحي المجلس الموقر..؟ ولا وألف لا..؟ هكذا أعلنها الثوار ان العودة للميدان مرهون بما تسفر عنه جلسات مجلس الشعب والحكم علي أداء النواب لتلبية مطالب الثوار يحدد شكل العلاقة بين الحركات الثورية والبرلمان..! وكأن الدنيا لا تمشي إلا بأمر من وكلوا نفسهم ليتكلموا عن شعب مصر من خلال أبواقهم فقط.. ونسوا أن انتخابات حرة نزيهة تمت في هذه الدولة والغالبية العظيم من المصريين عبروا عن رأيهم واختاروا من يروه صالحا حتي وان كان هذا لا يتوافق مع أهواء الثوار وأشباههم الا ان القانون والشارع لابد ان يكون مع نواب محترمين تقدموا الصفوف وانتخبهم الشعب ليتكلموا باسمهم.. هنا سقطت شرعية الميدان التي صدع بها أشباه الثوار رؤوسنا وتحولت الأمور الي شرعية البرلمان وشرعية النواب.. والحكم آخر الدورة علي الأداء.. ومن الغريب أن نجد من ينادي باستكمال الثور في وجود برلمان يعبر عن شعب مصر دون تدخل من أحد أو تزوير أو أيادي خفية ترتب الأوراق.. لابد أن نحترم رأي الشعب الذي خرجنا لنتكلم باسمه. تماما مثل الطفل الرضيع عندما يتعلم المشي في سنته الأولي يقوم بشد المفارش من علي الترابيزات وكسر الفازات ويتطور الأمر الي القاء الأشياء من البلكونات.. ولكن أشياء من هذا القبيل لا تعاقب الأم وليدها علي ارتكابها لأنها تعرف انه في مرحلة التعلم والتعرف علي الأشياء وجل ما تفعله أن تبعد الأشياء الثمينة عن متناول يديه وكثيرا ما تفشل.. ولكن أبدا لا تعاقب الأم وليدها علي تلك الأخطاء.. تماما مثل الثورة المصرية اتمت عامها الأول وتحاول أن تتعلم المشي الصحيح وتضع حدودا للطريق وفي مراحل تعلمها لا ضير من أن تصيب الأبرياء أو أن تتحرش بالأمن أو أن تحرق مبني أو حتي تطالب بعدم ولاية الأم عليها كل هذا مقبول في تعلم الحرية والديمقراطية كل هذه تجارب لابد أن يخوضها الشعب للوصول الي الشكل المناسب لنظامه والحصول علي حريته المسئولة.. التي تحترم حرية الآخرين وتقف عند الاضرار بمصالح الناس وتعتذر عن الأخطاء وتعترف بالحقوق وتطلب المعقول والمتاح في زمن شحت فيه الأموال ونضبت فيه الخزائن والتف اللئام حول الأم يريدون أن ينهشوها حتي لا تقوم ويحاولوا جر ثوبها وتقطيعه حتي تكتفي بستر نفسها وتكشف عوراتهم المخزية في حق شعوبهم. كل سنة ومصر طيبة تحنوا عل كل الأبناء الطيب والشرس والشرير وتقبل أعذار المخطئين وتقبل توبة التائبين وتطلب من كل الأبناء العودة الي الرشاد فطريق العودة مفتوح.. مفروش بالأشواك نعم ولكن لكل مجتهد نصيب ولكل عامل أجر فاعملوا من أجل مصر وانسوا انكم منتمين لحزب أو جماعة أو قبيلة احبوا مصر فهي تستحق منا كل الحب والتضحية وسلام علي أرواح شهداء مصر من يناير 25 الي يناير 2012 من مصريين شجعان سواء ثوار أو جنود وضباط حموا بأجسادهم هذا الوطن وحفظوا كرامته وزادوا عنه بالأرواح.