عام مضي علي ثورة يناير, وجاءت ذكري الاحتفال وأمامها, انقسم الرأي العام, البعض يري ضرورته, والبعض الآخر يطالب بإلغائه وتجديد الثورة بالنزول إلي الميدان. في الحقيقة نحن أمام خيارين لا ثالث لهما, إما أن يمر الاحتفال بسلام أو يحدث الصدام! وحتي يسقط الخياري الثاني ونتفادي أي مصادمات لابد من تأكيد بضعة حقائق ربما يكون من المفيد طرحها في هذا المجال. أولا: إن هناك مطالب للثوار لم تتم الاستجابة لها حتي الآن, منها سرعة الإفراج عن المعتقلين من النشطاء ووقف المحاكمات العسكرية للثوار, وتعويض أسر الجرحي والمصابين, وهذا يمكن إنجازه بعدة قرارات. ثانيا: أن يأتي النواب العشرة المعينون بالبرلمان من بين صفوف شباب الثورة بعد التوافق بين ائتلافاتها علي أسمائهم حتي يجد الشباب أنفسهم بين مقاعد البرلمان الذي لم يحالفهم الحظ لدخوله بسبب اتساع نطاق الدوائر الانتخابية وضيق الوقت واليد للتعريف بوجوهم والإنفاق علي حملتهم الدعائية. ثالثا: يجب علي مجلس الشعب الجديد أن يبدأ جلسته الأولي بقسم الثورة, وتأكيد مطالبها, وعلي رأسها محاكمة قتلة الشهداء, مع تحديد أجندة تشريعية تبدأ بإسقاط الطوارئ أمام أسر المصابين والشهداء التي ينبغي أن تحضر الجلسة الأولي للبرلمان باعتباره أول ثمرة لثورة يناير, رابعا: لابد من توعية الجماهير التي ستنزل الميدان خاصة شباب الثوار بضرورة الالتحام في دروع بشرية لمنع البلطجة والدخلاء خشية من حدوث أي احتكاكات تفجر شرارة الصدام في يوم الاحتفال, ونلقي بها علي اللهو الخفي الذي نبحث عنه منذ شهور ولم يظهر حتي الآن, تلك الحقائق يجب تداركها وسرعة تطبيقها قبل يوم الاحتفال حتي يتحقق السيناريو السلمي الذي تأمله جميعا, وإلا سيقع ما نخشاه فنعود نتساءل عن اللهو الخفي الذي يقف دائما وراء الأحداث. [email protected] المزيد من أعمدة عبد العظيم الباسل