»أسر مفككة.. علاقات عاطفية فاشلة.. إدمان كحوليات.. مخدرات بجميع أنواعها«.. خطوات مشتركة مرت بها ثلاث سيدات وهن في طريقهن للسقوط والعمل كفتيات ليل.. تبدأ مغامراتهن يومياً بحلول الساعات الأولي من الليل وتنتهي قبل شروق الشمس بدقائق قليلة.. سوزانا بلاميرز، شيللي ارميتاج، وسوزان راشورث.. لا توجد علاقة تجمع بينهن ولكن نهايتهن كانت تفاصيلها واحدة بدأت في أوقات عملهن المشبوه وسجلت كاميرات الشارع دقائق قليلة من تلك الجرائم ظهر فيها القاتل يغتصب ضحيته أولاً ثم يقتلها ويقسم جسدها إلي أشلاء ويلقي بها في النهر في برادفورد البريطانية مرت أسابيع قليلة حاول خلالها مراقبة التسجيلات العشوائية للجريمة ومحاولة تحديد هوية الجاني، وخلال الأسبوع الماضي تمكنوا من إلقاء القبض عليه ورفضوا الإعلان عن نتيجة تحقيقاتهم لحين التأكد من اعترافات الجاني، وكانت المفاجأة المذهلة التي سببت الصدمة للجميع! الجاني يدعي ستيفن جريفيث (04 عاماً) وهو خريج إحدي المدارس البريطانية العريقة التي تتطلب مبالغ هائلة للالتحاق بها وهي مدرس الملكة اليزابيث لعلوم اللغة، واستكمل دراسته الجامعية في علم الجريمة، وكان يعد للدكتوراه من جامعة برادفورد حول الجريمة والقتلة المحترفين.. زملاء جريفيث يؤكدون أنه كان يكبرهم سناً وكان دائم الجلوس بمفرده ولا يتحدث إلا بكلمات قليلة مع الآخرين ولكن مجهوده مستمر في متابعة القتلة المحترفين ومتابعة جميع دراسات الجريمة بشغف.. أما حياته الخاصة فقد أدلي جيرانه القدامي بمعلومات تحدد ملامح شخصيته مؤكدين أنه شخص غريب منذ أيام طفولته هو وأسرته المتحفظة.. يرفضون التعامل مع الغرباء دون سبب، وبعد سنوات قليلة من انتقالهم إلي برادفورد انفصل والد جريفيث وسافر والده ليتركه مع والدته »موارا« التي تحمل ألغازاً عديدة أثرت علي شخصية ابنها بالرغم من توفيرها المال اللازم لإكمال دراسته إلا أنها كانت مشغولة بحياتها الليلية، فتخرج قبل منتصف الليل كل يوم وتعود قبل الساعات الأولي من الصباح بصحبة رجل غريب يقوم بتوصيلها إلي منزلها فجراً وهو ما دفع ستيفن لقتل فتيات الليل بسبب كرهه لتصرفات والدته وعدم قدرته علي الإفصاح بها. السفاح عاطفي! أما عن العلاقات العاطفية لدي سفاح برادفورد فلم يكن لديه أي علاقات عاطفية واقعية بالرغم من كبر سنه ولكنه كان دائم التعرف علي الفتيات علي الإنترنت وبتتبع مواقعه الشخصية تؤكد جريدة »الديلي ميل« البريطانية أنه حاول لقاء إحدي الفتيات اللاتي يتحدث إليهن عبر الإنترنت وحاول جمع معلومات وراقبها بإحدي صالات »الچيم« مما أثار شكوكها فعادت إلي مدربها بسبب خوفها من شخص يراقبها، فقام بتوصيلها إلي منزلها، وفي مساء تلك الليلة أرسل لها جريفيث رسالة قصيرة يقول فيها إنه رآها أجمل مما كان يتصور ويبدو أن رسالته أثارت مخاوفها فلم ترد عليه، فأرسل مرة أخري قائلاً: »سأراك قريباً لأستمع إلي ردك« وهو ما اعتبرته رسالة تهديد قامت بإبلاغ الشرطة عنها قبل ساعات قليلة من القبض علي السفاح. قاتل ماء النار! حياة القتلة والسفاحين كانت أكثر اهتمامات جريفيث خاصة القاتل الشهير جون هيج ويلقب باسم »قاتل ماء النار« وهو خريج نفس مدرسة جريفيث وله نفس حالته الأسرية والعاطفية، وقام بقتل 9 سيدات في لندن ثم أخفي جثثهن في ماء النار لإخفاء معالمهن، ولكن جريفيث لم يتعظ من نهاية هذا القاتل الذي تم إعدامه عام 9491 بعد اعترافاته بالقيام بهذه الجرائم. يمثل سفاح برادفورد أمام المحكمة في الأيام القادمة لاتهامه بقتل ثلاث سيدات، ومن المنتظر أن توجه إليه تهمة مسئوليته عن اختفاء ثلاث سيدات أخريات.