الكثيرون من ابناء هذا الوطن الذي ابتلي ببعض من يحملون هويته بحكم المولد.. يقفون بكل صلابة واصرار لمساندته ودعمه من اجل ان يشق طريقه نحو الرفعة والحياة الكريمة. كان من الطبيعي ان تتملكهم مشاعر القلق علي أمنه واستقراره.. علي ضوء دعاوي التظاهر يوم الجمعة الماضي امس الاول 11/11 تحت شعار »ثورة الغلابة».. صدي استغلال انعكاسات القرارات الاقتصادية التي كان لابد منها للانقاذ من اعلان افلاسنا. هذا الوضع كان نتيجة ما اقترفته جماعة الارهاب الاخواني وتراكمات عقود ماضية. علي هذا الاساس فانه لا يخفي علي احد ان هذه الجماعة الارهابية التي اصيبت بلوثة اليأس بعد ان شلحها الشعب الي غير رجعة عن حكم مصر تقف وراء هذه الدعاوي التخريبية. انها كانت تأمل من خلال نشر الاشاعات والمزاعم والاخبار الكاذبة اشاعة اجواء من القلق والاحساس بعدم الاستقرار وغياب الامن والامان. سلاحها لتحقيق ذلك.. ممارسة الحرب الالكترونية التي يقوم بها افراد العصابة المشكلة لهذه المهمة. يأتي علي قمة ما تسعي اليه لإلحاق الضرر بجهود النهوض الاقتصادي تخويف المستثمرين من العمل في مصر. ولأن الجهل والغباء هو المسيطر علي فكر وسلوك وتوجهات قيادات هذه الجماعة فانهم يفتقدون الادراك والتقييم الصحيح للامور. من هذا المنطلق كان من الطبيعي ان غباءهم وجهلهم يفقدهم معرفة طبيعة الشعب المصري الذي اكتوي وعاني من سقطات فترة حكمهم وهو ما جعله يكتشف حقيقتهم. كان ذلك دافعا له للقيام بثورة 30 يونيو التي اطاحت بهذا الحكم الظلامي التخريبي الذي لم يستمر سوي شهور قليلة كانت كافية للشعور بقمة المعاناة. في هذا الاطار ومن واقع هذه التجربة المريرة فان الشعب اصبح لا يطيقهم وانه يربط بينهم وبين ما اصاب وطنهم بالخراب والدمار الي جانب محاولات طمس هويته الحضارية والتراثية القائمة علي القيم والمبادئ الراسخة من الاف السنين. كما كان متوقعا فقد مر يوم اول امس 11/11 الموعود محملا كالعادة بفشل الجماعة. ان كل يوم يمر يؤكد هذا الفشل لذا فانه قد حان الوقت لان تختفي تماما من الوجود. ان استغلالها وتجارتها بالدين اصبحت بائرة لا تجد من يشتريها بعد تبيان تجسيدها للغش والعمالة والتضليل للقوي الخارجية لتحقيق مصالح دنيوية لا علاقة لها بالدين من قريب او بعيد. الغريب والمثير ان قيادات هذه الجماعة التي اصبحت عنوانا للارهاب والقتل والاغتيالات لا يريدون ان يفهموا ان ما يلاقونه من فشل وتصد شعبي لمخططاتهم انما يعود الي ان الشعب اصبح يعي حقيقتهم غير السوية التي تتسم بالتآمر وكراهية هذا الوطن وعدم الالتزام بتعاليم الدين. ما توصل اليه الشعب كان حصيلة ما شاهده ولمسه وعايشه من خلال تعاملهم معه فترة حكمهم الذي وصلوا اليه بالخداع والتضليل والسطو علي ثورة 25 يناير بمعاونة المخدوعين والانتهازيين والعملاء. هذا الفشل المتكرر لجماعة الارهاب الاخواني لهز أمن مصر واستقرارها ما هو الا تعبير عن حالة اليأس التي اصبحت عنوانا لكل تحركاتها من اجل معالجة صدمة شلحها من حكم مصر. يدخل ضمن هذه التحركات دعمها ومساندتها لعملاء الارهاب المسلح الذي يلفظ انفاسه الاخيرة في شمال سيناء.. نجاحنا في التصدي واجهاض كل هذه المحاولات ساهمت في زيادة مشاعر ثقتنا في انفسنا وسلامة مسيرتنا نحو التعافي والتقدم الي آفاق الازدهار وبناء هذا الوطن. في هذا الشأن كان لابد من ترسيخ هذه الثقة باعتبارها تمثل الشعلة التي تنير طريقنا نحو تحقيق الامال والتطلعات. العمل من اجل هذا الهدف تّطلب اقدام قيادتنا السياسية علي تفعيل قرارات الاصلاح الاقتصادي قبل يوم 11/11 تعظيما لروح التحدي والاصرار علي مواجهة الصعاب عبورا الي بر الامان.. لم يكن توقيت اطلاق هذه الرسالة قبل 11/11 سوي أننا جاهزون لمواجهة هذه التهديدات والتصدي لها لاجهاضها.. يمكن القول إن المحصلة في النهاية هي هزيمة إرهاب 11/11 الاخوانية لصالح هذا الوطن ولصالح طموحات شعبه المكافح ولصالح ثورة 30 يونيو. وربنا معنا يعيننا علي العمل والانتاج والتحمل وأن يسدد خطانا إنه سميع عليم.