سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس القبرصي ورئيس وزراء اليونان: السيسي: تعزيز التعاون الثلاثي وتعظيم الاستفادة من موارد الطاقة وتنميتها أنستاسيادس: نقدر دور مصر في دعم قضيتنا تسيبراس: أمن أوروبا يعتمد علي التعاون مع مصر
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي ان آلية التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص تمثل نموذجاً إقليمياً لعلاقات التعاون وحسن الجوار، باعتباره مدخلاً للحفاظ علي أمن واستقرار منطقة المتوسط بشكل عام. واضاف السيسي انه لا شك أن اهتمام مصر بتطوير التعاون مع اليونان وقبرص هو أمر طبيعي وامتداد تلقائي لتاريخ طويل من الترابط والتواصل بين شعوبنا، واشار السيسي الي ان هذا الماضي يُحتم علينا العمل من أجل تطوير آلية التعاون الثلاثي بما يضع أساساً جديداً لمستقبل يوفر نموذجاً يسمح بالتعدد، ويري في الاختلاف رصيداً للأفكار والمواهب والقدرات، مشيرا الي انه علي ثقة في أن توافر الإرادة والقدرة علي تحقيقه والتغلب علي ما تشهده منطقة المتوسط من تحديات اجتماعية وسياسية واقتصادية. جاء ذلك في كلمة الرئيس السيسي التي ألقاها امس بالمؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني عقب انتهاء أعمال القمة الثلاثية بقصر الاتحادية . ورحب الرئيس في بداية المؤتمر برئيس جمهورية قبرص، ورئيس وزراء جمهورية اليونان. وتابع السيسي : إنه من دواعي سروري أن استقبلكما في القمة الرابعة لآلية التعاون الثلاثي بين بلادنا، والتي انطلقت قمتها الأولي من مصر في يونيو 2014، وهو أمر يعكس حرصنا علي عقد اجتماعات هذه الآلية علي مستوي القمة بانتظام . واوضح السيسي ان الاجتماع يعكس توافقاً كبيراً في الرؤي، ولاسيما فيما يتعلق بتحقيق نقلة نوعية في التعاون الثلاثي بمختلف المجالات خلال المرحلة الراهنة. واكد ان المباحثات تطرقت إلي سُبل الإسراع في تنفيذ المشروعات المشتركة في عدد من المجالات، منها تعظيم الاستفادة من موارد الطاقة وتنميتها والحفاظ عليها باعتبارها ملكاً للأجيال القادمة ومصدراً لتأمين الطاقة لها، وذلك إلي جانب المحافظة علي البيئة في البحر المتوسط وتفعيل الربط بين موانئ دولنا، بالإضافة إلي المشروعات المشتركة التي يتم إقامتها في مجالات الزراعة والسياحة بهدف توفير فرص العمل للشباب وضمان حياة كريمة ومستقبلً آمن لهم. وفيما يخص المستوي السياسي والدولي، قال السيسي ان المناقشات البناءة خلال القمة الثلاثية تطرقت إلي العلاقات الممتدة التي تربط بين مصر والاتحاد الأوروبي، مشيرا الي انها أكدت أن أساس تلك العلاقة هو التعاون الذي يتأسس علي الاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة، فضلاً عن الرغبة المشتركة في الحفاظ علي أمن واستقرار المنطقة في ظل ما يشهده الشرق الأوسط وشرق المتوسط من توتر وأحداث تدركونها جميعاً. واضاف انه تم ايضا بحث الأوضاع الإنسانية المُتدهورة في كل من سوريا وليبيا واليمن، وضرورة إنهاء معاناة تلك الشعوب ومحاولة استعادة الاستقرار في المنطقة اتساقا مع القواعد الراسخة للقانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة. وأكد الرئيس السيسي انه تم الاتفاق علي الأولوية التي تحتلها حالياً قضية الهجرة غير الشرعية وتدفق اللاجئين، لافتا الي انه استمع خلال المباحثات البناءة باهتمام بالغ لرؤيتيهما لهذا الموضوع، وأكدت لهما علي رؤيتنا تجاه تلك القضية، والتي تقوم علي أهمية أن يتم التعامل مع هذه الظاهرة في إطار منهج شامل ومتوازن لا يُركز فقط علي البعد الأمني وترحيل المهاجرين غير الشرعيين، وإنما يُركز علي قضايا تنظيم الهجرة الشرعية كالهجرة الموسمية، وتسهيل إجراءات الحصول علي التأشيرات، إلي جانب دعم التنمية في دول المصدر والعبور. وأضاف السيسي : وتظل القضية الفلسطينية حاضرةً في هذا المحفل، والتي نتفق جميعاً علي أهمية التوصل لحل عادل وشامل لها يحقق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة علي حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، بما يوفر واقعاً جديداً بالمنطقة، ويساهم في القضاء علي أحد أهم أسباب التوتر وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي يتطلب من جميع الأطراف مضاعفة جهودها من أجل احياء عملية السلام بين الجانبين. وقال السيسي انه أعرب خلال المباحثات عن استمرار دعم مصر لجهود التوصل لحل عادل للقضية القبرصية، بما يضمن إعادة توحيد شطري الجزيرة، ويراعي حقوق كافة القبارصة، وفق قرارات الأممالمتحدة ومقررات الشرعية الدولية ذات الصلة. واختتم كلمته قائلا: » أود أن أرحب مُجدداً بصديقيَّ، رئيس قبرص، ورئيس وزراء اليونان في مصر، وأكد مرة أخري حرص مصر علي مواصلة التنسيق فيما بيننا وبين وزاراتنا المعنية والقطاع الخاص بدولنا لنضمن تحقيق مستقبل أفضل لنا جميعاً رغم التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط». من جانبه اكد الرئيس القبرصي نيقوس أنيستا سيادس ان القمة كانت ناجحة وأنها تسهم في زيادة التعاون المشترك من خلال هذه الآلية التي تعد نموذجا يحتذي به، مشيرا إلي ان الاجتماع الثلاثي تطرق إلي ضرورة تطبيق قواعد القانون الدولي لتحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط وأشار الرئيس القبرصي إلي أن هناك تحديات مشتركة وأن التعاون الثلاثي يَصْب في مصلحة الثلاث دول وبالفعل تحقق النجاح وتم الاتفاق علي زيادة التعاون في الكثير من المجالات كما تم الاتفاق علي بدء العمل في مشروعات محددة وتوفير إطار مؤسسي لذلك، مؤكدا ان بلاده واليونان سيعملان علي توصيل الصورة الحقيقية للاتحاد الأوروبي ودور مصر المهم في تحقيق أمن أوروبا من خلال مكافحة الهجرة غير الشرعية وأوضح انه تم بحث كل الأوضاع الإقليمية في سوريا وليبيا واليمن وعملية السلام. وفيما يتعلق ب»تطورات مسيرة حل الأزمة القبرصية» أعرب الرئيس القبرصي عن تقديره للرئيس السيسي علي دعم مصر المتواصل لقبرص في كل المؤسسات الدولية ومن ضمنها منظمة التعاون الاسلامي كدولة صديقة تدعم الحل العادل للقضية القبرصية، كما وجه الشكر لرئيس الوزراء اليوناني علي دعم بلاده المتواصل للشعب القبرصي.. وأوضح ان اكتشاف احتياطيات للغاز في منطقة شرق المتوسط من الممكن ان يساهم في تحقيق الاستقرار وتحقيق آفاق اكبر للتعاون مع أوروبا، ولفت إلي انه تم الاتفاق علي تشكيل لجنة مشتركة لدعم الاقتصاد الأخضر المعتمد علي أنشطة صديقة للبيئة، وأوضح ان التعاون المشترك ليس فقط لصالح مصر واليونان وقبرص ولكن لصالح المنطقة كلها.. وأشار إلي تطلع بلاده إلي استضافة القمة القادمة العام القادم. وأكد اليكسيس تسيبراس رئيس الوزراء اليوناني أن التعاون بين دول البحر المتوسط هو السبيل لتحقيق استقرار المنطقة، مشيراً إلي أن القمة شهدت الاتفاق علي آلية للتعاون في مجالات الطاقة من خلال نقل الغاز الطبيعي من الحقول في مصر وقبرص إلي أوروبا، إلي جانب التعاون للتوسع في مجال الطاقة المتجددة والنقل البحري من خلال تعاون شركات الدول الثلاث في هذا المجال، وأضاف أنه تمت مناقشة سبل التعاون في مجال السياحة والتكنولوجيا وشبكات الطرق والابتكارات والمؤسسات التعليمية، وتم تخصيص جزء كبير من المناقشات للحديث حول موضوعات الأمن من أجل تنسيق مواقفنا في القضايا الدولية وشدد رئيس الوزراء اليوناني علي ضرورة احترام القانون الدولي وحق الجوار، مؤكداً أنه من المزعج ان نسمع اصواتاً في منطقتنا تشكك في اتفاقيات دولية راسخة، خاصة ان احترام القانون الدولي شيء بديهي والأساس الوحيد لتنمية التعاون والصداقة. وأشار تسيبراس إلي ان حل القضية الفلسطينية سيحقق الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط ويقضي علي جذور الارهاب لافتاً إلي أنه جري التطرق للأوضاع في سوريا وليبيا، كما أعرب عن دعمه للمفاوضات الجارية حالياً في قبرص من أجل وحدة وسلامة الشعب والاراضي القبرصية. وأكد رئيس الوزراء اليوناني أن أمن أوروبا يعتمد علي تعاونها مع مصر وهو أمر مهم وضروري وتم الاتفاق علي وضع استراتيجية إقليمية لوقف تدفقات المهاجرين، وإيجاد إطار لحل الأزمة بشكل شرعي.