إنه المغفور له بإذن الله تعالي الكاتب والصحفي القدير، الأستاذ / محمود عارف، صاحب المواقف الوطنية، والقيم والأخلاقيات النبيلة، النموذج والمثال في قول الحق، ومحاربة الفساد، وطرح الرؤي الموضوعية والعلمية، في تناوله لعشرات القضايا حول التعليم المصري، ومؤسسات التعليم العالي والجامعي، من خلال بابه المتميز بصحيفة الأخبار، وهو باب »أخبار الجامعات»، ومن خلال مقالاته في هذه الصحيفة بعد ذلك. ولقد تناول في باب »أخبار الجامعات» - علي وجه الخصوص - ولمدة تزيد علي الأربعين عاماً - وبكل موضوعية والمصداقية العديد من مظاهر الفساد داخل المؤسسات الجامعية، كاشفاً أن هذا الفساد يتنافي مع قيم وأخلاقيات الجامعة، وما ينبغي أن يتصف به استاذها من سلوكيات نبيلة. كما طرح العديد من القضايا التي تتعلق بمبدأ تحقيق تكافؤ الفرص التعليمية والعدالة الاجتماعية ومطالبته الغاء الاستثناءات في القبول بالكليات الجامعية، واستمر علي موقفه هذا حتي تحقق بناء علي حكم القضاء الإداري بالغاء هذه الاستثناءات. ومن الجدير بالذكر أن فقيدنا الراحل وخلال كشفه للفساد والإفساد واختراق الجامعات من قبل رجال الأعمال ومن قبل ذوي الطموحات العالية والقدرات المتواضعة قد تعرض لإقامة العديد من القضايا ضده واستدعائه للنيابة مرات ومرات. ولكن - وفي كل مرة - كانت تتهاوي علي صخرة الحق كل هذه القضايا والادعاءات. وكان - يرحمه الله رحمة واسعة - يواجه كل ما تعانيه المؤسسات الجامعية والتعليمية من فساد دون مراعاة للمناصب والخواطر، وإنما من منطلق وطني وأخلاقي، وأن الحق أحق أن يتبع. وترجمة لمقولته الخالدة »إن الصحافة تحمل رسالة هي البحث عن الحقيقة». وهنا لا نملك إلا الإيمان بقضاء الله وقدره، والدعاء له بالرحمة الواسعة، ولأسرته، وأحبائه وللصحافة العربية خالص العزاء، في فقدان النموذج والمثال والقدوة في قول الحق ومحاربة الفساد. [email protected]