"دولة الحضارة و المدنية وسط دول العالم النامى التى تعانى اغلبها من أمراض اجتماعية و اقتصادية عديدة"..هكذا تتباهى إسرائيل بمدنيتها و حضارتها بشكل دائم و تنجح طوال الوقت فى تصدير مشهد مميز و فريد من نوعه إلى العالم الغربى الذى يعتبرها مدينة اوروبية على أراض عربية .. و لكن فى بعض الاحيان يقترب الإعلام الإسرائيلى من المناطق المحظورة و يقوم المحللون بتناول قضايا شائكة تعكس حقيقة الواقع الذى يرفض الكيان الصهيونى الاعتراف به طوال الوقت.. مثل كثير من المجتمعات صدرت دراسات اجتماعية و حقوقية عديدة تكشف عن حقيقة الواقع فى إسرائيل و تعود تلك الدراسات إلى سنوات حالية و ماضية لتؤكد أن الجرائم منتشرة بالشوارع بشكل ينافس الدول العربية فلا يمر إسبوع إلا و تكشف الصحف عن جريمة اغتصاب تقع لسيدات و فتيات قاصرات بالإضافة إلى جرائم أخرى مثل القتل والضرب و العنف و لكن تمنح المؤسسات و المراكز الحقوقية و الخاصة بالمرأة اهتماما خاصا بجرائم الاغتصاب التى تعترض حرية المرأة و تنتهك حرمتها بشكل بشع لتكشف عن تفاصيل و أرقام صادمة.. اغتصاب المراهقين! يتابع الإسرائيليون جريمة بشعة سرعان ما تحولت الى قضية رأى عام تتابعها كل أسرة باهتمام نظرا لخروج احداثها عن كافة التقاليد المتعارف عليها فى كل المجتمعات .. حادث اغتصاب متكرر إلا أن المجرمين تلك المرة هم مجموعة من المراهقين اعمارهم لا تزيد عن 14 سنة أما الضحية فهى طفلة عمرها 12 سنة فقط و وقعت احداث الجريمة فى تل ابيب.. اهتم الرأى العام بالجريمة إلى حد خروج لوبا السمرى و هى الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية فى لقاءات مختلفة كشفت عن تحقيقات مكثفة تجريها الشرطة بشأن الحادث منذ الاسبوع الماضى و تتضمن الاتهامات تنفيذ جرائم اعتداء جنسى و القيام بأعمال اغتصاب و تصرفات مشينة بحق فتاة قاصر من قبل عدد من المراهقين.. شرطة تل ابيب كشفت عن الحادث بعد العثور على فيديو مصور على هاتف احد المراهقين المتورطين فى الحادث و كشف الفيديو بوضوح عن وقوع جريمة اغتصاب كاملة تم تصويرها و تداولها بين عدد من اصدقاء المتهمين..و كشفت التحقيقات عن اعتقال 5 متهمين فى الحادث اصغرهم عمره 12 سنة و تجرى الشرطة تحريات مكثفة للكشف عن متهمين آخرين و مثل المتهمون امام محكمة الصلح بتل ابيب لتمديد فترة حبسهم على ذمة التحقيقات.. اختفاء الضحية! الحادث ليس الاول او الابشع على الإطلاق و إنما لفت الانتباه الى انتقال عدوى الجريمة إلى المراهقين و الاطفال ليرتكبوا جرائم شبيهة بجرائم الكبار و لكن بشكل اكثر بشاعة..و تشهد إسرائيل جرائم اغتصاب عنيفة فى الاماكن العامة يقوم فيها الجناة باصطياد الضحايا ممن يقفون بمفردهم فى الحدائق العامة أو بالقرب من العمارات المهجورة او الاماكن النائية إلا أن الارقام تؤكد أن 20% من جرائم الاغتصاب تقع داخل منزل الضحية على يد معارفها .. جريمة اغتصاب أخرى وقعت احداثها فى منطقة الجليل و علمت بها الشرطة بعد تلقى بلاغ من فتاة تؤكد أن صديقتها اختفت بعد تعرضها الى حادث اغتصاب عنيف.. الضحية عمرها 15 سنة و ظلت الصحف العبرية تتابع جهود الشرطة للعثور عليها و تأكدت الشرطة من تعرض الفتاة الى حادث اختطاف بدافع الاغتصاب كما نجحت فى اعتقال احد المشتبهين بالجريمة إلا أن حالة و مستقبل الفتاة تحول إلى امر شديد الغموض و لم يعثر لها على أثر حتى ثارت الشكوك نحو انتحارها للتخلص من مأساة الاغتصاب التى لحقت بها.. قاضى الاغتصاب تبعات حوادث الاغتصاب تسببت فى إحدى القضايا الى حد استقالة القاضى نفسه بعد نظره فى قضية اغتصاب فتاة عمرها 13 سنة على يد اربعة فلسطينيين و جاءت الاستقالة على أثر تصريحات للقاضى اثناء نظره القضية قائلا : بعض الفتيات يستمتعن بالاغتصاب.. واجهت تلك التصريحات موجة استنكار و استياء عنيفة بدأت من محامى الفتاة و تدخلت فيها منظمات حماية حقوق المرأة مما دفع القاضى إلى الاستقالة و هو الامر الذى رحبت به وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبى ليفنى بعد أن علقت على رأيه و اعتبرته خطيرا للغاية و بعيدا تماما عن وصف مشاعر الفتيات اللاتى يتعرضن للاغتصاب.. تفتح جرائم الاغتصاب ملف اهم و اكبر المشاكل الاجتماعية التى تواجه المجتمع الإسرائيلى من الداخل و فى احدى السنوات كشف اتحاد مراكز الدعم النفسى و الاجتماعى لضحايا الاعتداءات الجنسية أن تلك الجرائم ازدادت بنسبة 20% فى عام واحد فقط.. و جاءت دراسة أخرى اعدتها افيجيل مور لصحيفة هارتس لتؤكد أن واحدة من كل 3 نساء فى إسرائيل تعرضت لاعتداء جنسى و 75% من تلك الجرائم تقع على يد أقارب او معارف او زملاء فى العمل و 25% فقط تقع على يد اشخاص غريبة.. القانون الاسرائيلى يضع عقوبات صارمة تجاه تلك الجريمة حيث يعاقب مرتكبيها بالسجن 20 سنة على الاقل فى محاولة للحد منها كما كشفت إحدى الدراسات عن حالات اخرى تقع ضحايا لتلك الجريمة نتيجة إغراء المرأة بترقيتها فى العمل و هو ما نشرته يديعوت احرونوت فى حادث تقدمت فيه فتاة عمرها 21 سنة لتؤكد تعرضها للتحرش و الاغتصاب من قبل زميل لها فى العمل قام بدعوتها لقضاء وقت معه لمناقشة امر ترقيتها فى العمل.. الرئيس المتهم و فى تقرير آخر اصدرته الصحف العبرية كشفت تفاصيله عن فتح الشرطة لأكثر من 5 آلاف ملف يتصل بالجرائم الجنسية التى تقع ضحيتها المرأة او الطفل من ضمنهم 1385 حالة اغتصاب و 3 آلاف جريمة تحرش.. و تكشف تلك الدراسات بالارقام عن الجريمة فى المجتمع دون التطرق إلى امر اكثر اهمية و هو حالات الاغتصاب و التحرش التى تقع بشكل يومى و بحالات عديدة فى الجيش الإسرائيلى و هو الامر الذى يحاول فيه قادة الجيش التكتم عليه إلا أن الصحف تكشف عن التفاصيل بين الحين و الآخر لتنذر بجرائم فى حق الفتيات بالجيش بشكل يومى.. و فى المؤسسات التعليمية مثل المدارس تقع جرائم تحرش و اغتصاب على يد معلمين تتسبب فى إيذاء الاطفال و اصابتهم بخلل نفسى..اما الامر الاكثر صدمة فهو وقوع تلك الجرائم فى دور العبادة و اشهرها جرائم الحاخام اليعاذر برلند و عمره 72 سنة حيث قام باغتصاب اطفال و فتيات قاصرات و نساء متزوجات و كان يستغل اللقاءات الدينية مع مريديه ليستغلهن جنسيا و بعد إدانته قضائيا و الحكم عليه بعقوبة السجن 10 سنوات نجح فى الهرب من إسرائيل .. اما عن أشهر المتهمين بجرائم التحرش و الاغتصاب فى اسرائيل فهو رئيس إسرائيل السابق موشى كاتساف الذى مثل امام المحكمة متهما بممارسة اعمال مشينة و اغتصاب عاملات عملن تحت إدارته اثناء تولى منصبه كوزير للتجارة و الصناعة و رئيس فى الدولة .. و اجريت صفقة بين الادعاء العام الإسرائيلى و محامى الرئيس السابق ليتم الغاء عقوبة الاغتصاب عنه و الاكتفاء بتهمة القيام بأعمال مشينة و ذلك لتجنب تنفيذ عقوبة السجن الفعلى و تخفيفها و هو الامر الذى ادى الى حالة من الغضب فى الشارع الإسرائيلى بعد التأكد من إدانة كاتساف فى حديث تليفزيونى على الهواء مباشرة فى سابقة تعد الاولى من نوعها على مستوى العالم بأكمله..