تحية واجبة لكل من شارك في إعداد الدستور... تحية واجبة لشعب مصر وللجنة الخمسين... تحية لثوار 30 يونيو و25 يناير... تحية لجميع التيارات الوطنية وللأزهر الشريف وللكنيسة القبطية والإعلام الوطني... تحية لكل ضابط وجندي من القوات المسلحة والشرطة يناضل يوميا لبناء وطن جديد وعصر جديد... ودعاء لله أن يصنع الدستور الجديد مصر التي يحلم بها المصريون... يحلم أهل مصر بالتقدم والرخاء ، والعدل والحق ، والمواطنة والتكافؤ، والأمن والأمان ، والصحة والستر... يحلم المصريون بحياة أفضل لأبنائهم وحياة أكثر سعادة للأجيال القادمة... يحلم المصريون بتعليم ينافس عالميا وبعلاج يغطي كل المصريين وبمسكن لكل عائلة وفرصة عمل وبدخل عادل يلبي الأحلام والاحتياجات... يحلم المصريون بمظلة أمن وأمان ، ومعاش وتأمين ، ورعاية وخدمات... هناك أربعة أسئلة حاكمة الأول هل سيصنع الدستور مصر التقدم ؟، والثاني هل سيصنع الدستور الجديد مصر الديمقراطية؟، والثالث هل ستصنع الديمقراطية مصر التقدم والسلام ؟، والرابع هل سيتم ذلك بكل أطياف المجتمع وكل الاتجاهات السياسية فيه ؟... هل سيأتي الدستور بالخير الحقيقي للوطن وباتحاد وبتعاون وتنافس أبناء الوطن بجميع انتمائهم وعصبياتهم وعقائدهم وتوجهاتهم السياسية ؟... هل سيتنافس المصريون من أجل مستقبل أفضل لمصر من خلال مشروع أو أكثر للتقدم ؟... والسؤال الجوهري: هل ستصنع الديمقراطية التقدم من منطلق النماذج الديمقراطية المتحضرة... أم أنها ستكون ديمقراطية جوفاء المعني والجوهر ، بمعني أنها لن تحقق طموحات التقدم والبناء والرخاء... والسؤال الجوهري والذي يشغل غالبية المصريين هل سيأتي الدستور لمصر بعصر جديد للاستقرار والتقدم والرخاء ؟ أم أن هناك من سيحاربه؟؟؟؟... وهل بسبب ذلك سيتقاتل المصريون دفاعا عن الحرية والديمقراطية والمواطنة والدين مثلما رأينا خلال هذا العام فيما يشبه بشائر الحرب الأهلية... المشهد الوطني يمتزج بين الأمل والألم ، وبين العزيمة والقلق... شاركت آلام المصريين جميعا في شهداء الثورة والمصابين من الجرحي وتبعات البركان السياسي والوطني خلال الشهور الماضية والتي يلهبها تيارات انقسامية وإعلام يساهم في تغييب العقل الوطني والانقسام السياسي أكثر ما يساهم في بناء الرأي القومي والوحدة الوطنية... وما أشبه اليوم بالأمس... قلبي يدمي لشهداء الوطن ولوحدة الوطن ولأمن الوطن ولاستقراره ولأمان أهله... وعقلي يستنكر الدمار الاقتصادي والانقسام الاجتماعي الذي يحدث في مصر... وروحي مع التحول السلمي للديمقراطية.. سيذهب المصريون للاستفتاء علي الدستور بروح الأمل لمصر الأكثر تقدما من خلال دولة القانون والديمقراطية وحلم مشروع التقدم للوطن... فهل سنصنع معا غدا أفضل بجيل أحق ؟ مصر الآن تنتقل إلي عصر جديد بما يجب أن تكون وكيف تكون... وفي هذا مازالت تتصارع بين غالبية تريد التقدم واقلية تريد الدمار... تتصارع بين السلام والإرهاب ، وبين الحياة والدمار ، وبين الأمن والاغتيال ، وبين التقدم والانهيار ، وبين العدالة والظلم ، وبين العلم والجهل، وبين الثقافة والردة ، وبين المعرفة والأمية... ولنتقي الله في أجيال وأبناء وشهداء الوطن... ولنتقي الله في ثورة وطن قام شعبه من أجل الأمل والحرية والديمقراطية والعدل والتعددية والبناء والتقدم والتنمية والرخاء... نأمل لغد أفضل لمصر... لكل وبكل المصريين... بدستور جديد لعصر جديد.