هل سيصنع الدستور الجديد مصر التي يحلم بها المصريون ؟... يحلم أهل مصر بالتقدم والرخاء ، والعدل والحق ، والمواطنة والتكافؤ والأمن والأمان ، والصحة والستر... يحلم المصريون بحياة أفضل لأبنائهم وحياة أكثر سعادة للأجيال القادمة... يحلم المصريون بتعليم ينافس عالميا وبعلاج يغطي كل المصريين وبمسكن لكل عائلة وبدخل عادل يلبي الأحلام والاحتياجات... يحلم المصريون بمظلة أمن وآمان ، ومعاش وتأمين ، ورعاية وخدمات... هناك أربعة أسئلة حاكمة الأول هل سيصنع الدستور مصر التقدم ؟ ، والثاني هل سيصنع الدستور الجديد مصر الديمقراطية ؟ ، والثالث هل ستصنع الديمقراطية مصر التقدم والسلام ؟ ، والرابع هل سيتم ذلك بكل أطياف المجتمع وكل الاتجاهات السياسية فيه ؟... هل سيأتي الدستور بالخير الحقيقي للوطن وباتحاد وبتعاون وتنافس أبناء الوطن بجميع انتمائهم وعصبياتهم وعقائدهم وتوجهاتهم السياسية ؟... هل سيتنافس المصريون من أجل مستقبل أفضل لمصر من خلال مشروع أو أكثر للتقدم ؟... والسؤال الجوهري هل ستصنع الديمقراطية التقدم من منطلق النماذج الغربية سواء كانت الاسكندنافية أو الأمريكية واستراليا أو لنماذج الدول النامية والواعدة مثل تركيا والهند وشيلي... أم أنها ستكون ديمقراطية جوفاء المعني والجوهر ، بمعني أنها لن تحقق طموحات التقدم والبناء والرخاء... والسؤال الأخطر والذي يشغل قطاعا كبيرا من المصريين هل سيأتي الدستور "بالديكتاتورية لفصيل واحد " ؟ وهل بسبب ذلك سيتقاتل المصريون دفاعا علي الحرية والديمقراطية والمواطنة والدين مثلما رأينا خلال هذا العام فيما يشبه بشائر الحرب الأهلية... المشهد الوطني يمتزج بين الألم والأمل ، وبين العزيمة والقلق... شاركت آلام المصريين جميعا شهداء الاتحادية والمصابين من الجرحي وتبعات البركان السياسي والوطني خلال الأيام الماضية والتي يلهبها إعلام انقسامي يساهم في تغييب العقل الوطني والانقسام السياسي أكثر ما يساهم في بناء الرأي القومي والوحدة الوطنية... وما أشبه اليوم بالأمس... قلبي يدمي لشهداء الوطن ولوحدة الوطن ولأمن الوطن ولاستقراره ولأمان أهله... وعقلي يستنكر الدمار الاقتصادي والانقسام الاجتماعي الذي حدث في مصر بحكومات المفروض أنها تمثل ثورة الأمل... وروحي مع التحول السلمي للديمقراطية... ذهب المصريون للاستفتاء علي الدستور بروح الأمل لمصر أكثر تقدما من خلال دولة القانون ترتكز علي الديمقراطية ولديها مشروع لتقدم الوطن... نعلم جميعا أن كل ذلك غير موجود اليوم ولكن علينا أن نصنعه معا لغد أفضل ولجيل أحق... نعلم جميعا أن الحشد للاستفتاء علي الدستور لا يوجد به تكافؤ بين القوي الوطنية في المال والعتاد والإعداد الزمني والدعم ومصادر التمويل ( غير المشروعة) والسلاح والمليشيات والاختراق والتحالفات... شاهدت ذلك في عصر النظام السابق وتشاهده مصر اليوم... شاهدت مصر أيضا بأطيافها يمينا ويسارا ووسطا وأخوانا في طابور الانتخابات... مصر الآن هي أمة حائرة بين ما يجب أن تكون وكيف تكون... بين نحن وأنا... بين السلام والإرهاب ، وبين الحياة والدمار ، وبين الأمن والاغتيال ، وبين التقدم والانهيار ، وبين العدالة والظلم ، وبين العلم والجهل ، وبين الثقافة والردة ، وبين المعرفة والأمية ... ولنتق الله في أجيال وأبناء وشهداء الوطن... ولنتق الله في ثورة وطن قام شعبه من أجل الأمل والحرية والديمقراطية والعدل والتعددية والبناء والتقدم والتنمية والرخاء... نأمل لغد أفضل لمصر... لكل وبكل المصريين .