نحتفل يوم الأحد القادم بذكري عطرة علي قلوبنا وعقولنا.. حيث تمر الذكري الأربعون علي نصر أكتوبر العظيم.. هذا الانتصار الذي شهدت له عسكرية العالم كله بعبقرية أداء القوات المسلحة المصرية التي استطاعت في ست ساعات أن تعبر أكبر عائق مائي في التاريخ.. عندما نجحت العسكرية المصرية في اقتحام خط بارليف الذي اقامه العدو الصهيوني علي الجانب الشرقي لقناة السويس وأعلن في كل الجحافل الحربية الدولية أن عبور هذا الخط المنيع يحتاج الي معجزة وقنبلة ذرية وأن أي جيش في العالم مهما كانت أسلحته وعتاد جنوده لن يستطيع الاقتراب مجرد الاقتراب وإلا أحترق تماما بقنابل النابالم التي سوف تغطي سطح مياه القناة بطولها وعرضها بمجرد التفكير فقط في اقتحامه.. ولكن إرادة الله وعزيمة الجندي المصري والخطط الحربية المحكمة التي وضعتها القيادة العسكرية للجيش المصري استطاعت أن تعبر هذا الجحيم الصهيوني وتصل إلي أعماق سيناء علي أنغام وهتافات: الله أكبر.. الله أكبر ودخل هذا العبور العظيم للعسكرية المصرية التاريخ ليصبح المادة الأولي التي تدرس في جميع الأكاديميات العسكرية كأفضل خطط للهجوم والاقتحام وتحقيق النصر بأقل الخسائر وبأسرع الأزمنة الممكنة.. سوف يظل يوم السادس من أكتوبر يوما عظيما في تاريخ مصر لأنه يمثل انتصارا للكرامة والشهامة والبطولة المصرية ويوما للتآخي والروح الوطنية ففيه قاتل المسلم بجوار المسيحي واستشهد منهما الكثير وسالت دماؤهما معا فوق رمال سيناء لتؤكد أن مصر قادرة علي أن تستعيد دائما عزتها ومجدها وأنها قادرة علي أن تدافع عن ترابها وأولادها خطر أي معتد يصور له غروره وغطرسته الاقتراب من حدودها الآمنة بمشيئة الله. لقد بدأت الاحتفالات بهذا النصر العظيم من خلال حفلات التكريم التي تقيمها القوات المسلحة لتكريم أبطالها الأحياء والشهداء الذين كانوا دوما في مقدمة الصفوف للدفاع عن مصر والمصريين وكان رائعا أن نشهد سلاح الطيران بطائراته المقاتلة التي تجوب سماء القاهرة والمحافظات في احتفاليات وتشكيلات رائعة الأصوات والألوان تجعلنا جميعا نشعر بالفخر والاعتزاز بتلك القوات المسلحة التي تؤكد يوما بعد يوم أنها خادمة للشعب المصري وحريصة علي تلبية رغباته وتحقيق أحلامه ليحقق ما يريده ويصبو اليه من حياة حرة وكريمة وعادلة وليس بعيدا عنا موقفها الرائع والتاريخي عندما ساندت الشعب في ثورة 03 يونيو للتخلص مصر من الغمة والظلمة التي خيمت عليها خلال العام الماضي من حكم اخوان الشياطين.. أننا سعداء أن يقف الجيش بجوار الشرطة لتحقيق خارطة المستقبل التي أسفرت حتي الآن عن تشكيل حكومة انتقالية تسعي بكل جهدها لرفع الظلم والفقر عن الشعب وتقوم بتعديل الدستور من أجل حياة برلمانية ورئاسية قادمة تحقق الأمن والحرية والعدالة الاجتماعية لنا.. إننا سعداء لأننا نري هذه الأيام بعض الدعوات التي ترفعها عدة حملات تطالب الفريق الأول عبد الفتاح السيسي أن يخوض انتخابات الرئاسة القادمة لأن المصريين وجدوا فيه حلم القائد العظيم الذي يقود بلادهم الي بر الأمن والسلام . أن مصر تعيش هذه الأيام عبورا عظيما آخر لا يقل كثيرا عن نصر أكتوبر الذي يتمثل في نجاح الحرب ضد الارهاب الذي حاول بكل أسلحة الدمار والخراب أن يروع المواطنين وينشر الذعر منذ أن سقطت الأقنعة عن الوجوه الزائفة لهؤلاء المتاجرين بإسم الإسلام والمنتمين الي التنظيم الدولي للإسلام السياسي واكتشف الشباب المغرر بهم في هذه الجماعة المتأسلمة المحظورة أنهم كانوا تحت تأثير الشيطان وتلاميذه الشّطار وأفكارهم التي تستهدف الشعب المصري البسيط الذي لا حول له ولا قوة غير أنه شعب يريد أن يعيش في سلام وأمان ولكن أراد الله سبحانه وتعالي أن تعبر مصر فوق هؤلاء الشياطيي عبورا عظيما وأن يعترف العالم بأن الاخوان كانوا يريدون القضاء علي مصر لأنها دوحة وجنة الله في الأرض رغم حقد وكيد أعداء الله وأعداء العروبة والإسلام.