عند قراءتك لهذه السطور.. تكون المباراة التليفزيونية الرمضانية قد ابتدأت وبدأت ثمارها تظهر.. واتجاه الجماهير إليها قد تحدد.. أما بالنسبة لي.. فأنا اكتب قبل بداية هذا السباق الجنونى المحموم.. متصورا ما قد يحدث.. ومحددا حسب ذوقى.. اتجاهات الخارطة الرمضانية الحافلة. كالعادة.. منذ عدة أعوام.. أصبح شهر رمضان.. هو شهر المسلسلات بامتياز الكل يقدم ما لديه منتظرا حلول الشهر الكريم..غير عابئ بالتنافس والتزاحم.. مؤمنا انه مع شىء من الدعاية والتركيز سيكسب الجولة لا محالة. ورغم أن الكل يعرف أن طاقة المتفرج مهما كانت شهيته مفتوحة لهذا النوع من الدراما لا يستطيع أن يستوعب فكريا ونفسيا أن يشاهد أكثر من ثلاثة أو أربعة مسلسلات فى اليوم.. وهو الحد الأقصى للمتفرغ حول هذا الشأن.. لذلك فإن فضول المشاهد يدفعه إلى التنقل به مختلف القنوات ومختلف المسلسلات يرى جزءا من كل منها كى لا يفوته شيء.. وتصبح النتيجة بعد ذلك أن هذا المتفرج المسكين لم ير شيئا.. وانما شذرات متفرقة لا تسمن ولا تغنى من جوع. إذن نحن نمسك أنفاسنا مترقبين ارتفاع الستار عن المباراة (الدموية) التى ستخوضها هذه المسلسلات.. ومن سيفوز بها ومن سيخرج خالى الجيوب. اكتب هذه السطور.. وأنا انظر نظرة بانورامية لأكثر من ثلاثين مسلسلا ستعرض على شاشات القنوات المختلفة.. واتساءل بينى وبين نفسى أى منها سيفوز وأى منها سيحقق المكاسب والنجاح الذى يحلم به؟ من النظرة الأولى.. يقف «العراف» بطولة عادل إمام.. واخراج ولده رامى على رأس توقعات النجاح.. لما يتمتع به عادل إمام من شعبية جارفة ومن ذكاء مهنى ومن حس درامى يجعله يدرك دائما.. أين يضع موقع قدمه ويقينى فى ذلك أنه رغم النجاح المتوسط الذى لاقاه مسلسله فى العام الثالث فان هذا المسلسل ظل واحدا من أكثر المسلسلات شعبية وجذبا للجمهور. واعتقد جازما أن عادل إمام الذى قرر بعد تردد طويل أن يغزو الشاشة الصغيرة.. بعد أن دانت له الشاشة الكبيرة تماما.. وأحس انه قد استنفد كل طاقاتها.. فقرر الاستيلاء على الشاشة الصغيرة.. التى اهملها طوال السنوات الأخيرة.. وتبقى (ذات) قصة صنع الله ابراهيم واخراج مخرجة شابة مليئة بالموهبة هى كاملة أبوذكرى.. ومخرج مخضرم يعرف جيدا أسرار مهنته هو خيرى بشارة.. مسلسلا يثير أكثر من فضول ويفتح أكثر من شهية، فهو ينقل الينا قصة مدهشة كتبها كاتب مدهش.. ويقدمها بمنظار سينمائى يخرجه مخرجان موهوبان. وتعود السيدة منى زكى.. بعد ابتعاد ارادى عن الشاشة بمسلسل (آسيا) وهو كما يبدو من ملخصه.. اعداد حر لمسرحية »ليبراندللو« مثلتها فى زمن سابق (جرينا جاربو« عن سيدة تبحث عن هويتها التى ضاعت مع ذاكرتها إثر حادث أليم. كذلك الشأن مع »هانى سلامة« فى تجربته التليفزيونية الأولي.. فى (الداعية) الذى يخوض فى أعماق مشكلة دينية شديدة الحساسية.. ويطرح أسئلة حادثة نعيش فى غمارها اليوم. ولا أريد التعرض لمسلسلات النجوم الكبار.. نور الشريف ويسرا وإلهام شاهين وليلى علوى.. الذين عودونا منذ سنين طويلة.. أن يسعدونا بظهورهم كل عام.. مما افقدهم.. روعة المفاجأة.. وحنين الانتظار ولاشك أن هؤلاء (الكبار) يحتاجون إلى كثير من العناية بالنصوص التى يقدمونها كى يستطيعوا تجاوز أزمة الظهور المتكررة. هذا ناهيك بالمفاجآت الكثيرة التى قد تصادفها خلال أيام الشهر الكريم والتى قد تقلب الكثير من المعايير والكثير من الأحكام.. كما حدث فى العام الماضى. انها توقعات »أكنيها« وقد تكذبنى الأيام القادمة.. أو تؤكد هذه التوقعات والساحة الآن.. مفتوحة على مصراعيها لتلقى الاجابات.