مشهد مفزع ومروع، يسيل معه الحزن أنهار دم غال يهراق من عروق المصريين جميعا بغير استثناء، لسوف يسأل أمام الله كل من كان لديه سبب في حقنه ولم يفعل، وكل من آثر مصالح ضيقة ودفع بالناس هكذا دفعا الي حتف وهلاك بدون حق وبلا ميثاق. أم انكم تظنون ظن السوء بنا، حين نعلن غضبنا من كل ما يجري وما آلت اليه أحوال البلاد والعباد، ما هي الا الحرب والانتحار علي ايقاع الجاهلية، حين يتهيأ كل فريق بأدوات القتال وتمتلأ النفوس بالضغينة، بل تشتعل بالكره البغيض، حتي رأينا جميعا مقدماتها، في اليومين الماضيين، تحمل أوزارها، ولن تضعها الا والمصريون كلهم اما قاتل او مقتول. انها فتنة كبري، شئتم أم أبيتم يوقدها اصحاب المصالح من وراء ستار، وتحركها أيد أثيمة فيها لؤم، كأنهم يعيدون سيناريو ما جري بالعراق أو افغانستان أو باكستان أو فلسطين المحتلة: ألم يصبح رفقاء الكفاح في غمضة عين ألد الخصام فحمل كل فريق منهم السلاح في وجه أخيه، وانشقت المقاومة الي نصفين أحدهما في غزة والآخر في الضفة.. ألا تذكرون. ومن عجب ان تقف الأمة العربية متفرجة علي ما يجري في مصر من عدو حثيث إلي الهلاك المبين، هل ينظرون الا والحرب الاهلية في مصر قد اشتعلت وامتد لهيبها إليكم جميعا، هل هذه أمة المروءة التي كان منها »زهير» وهو ينادي أصحاب الهمم والنفوس الكريمة ليتداركوا أهليهم بعدما تبذل بين العشيرة بالدم، فأثني التاريخ معه علي ساعيي غيظ بن مرة حين أوقفا الحرب الضروس بين عبس وذبيان، اما عرب اليوم فكأنهم بغير جامعة تجمعهم أو هم واحد يضمهم تحت جناحيه، هذا ليس تدخلا في شأن مصر، إنما هو واجب ان تتحرك الضمائر لانقاذ قلب الأمة العربية من هذا الدمار القادم. باترسون.. سعيكم مذموم الاسلام دين الحنيفية هكذا تعلمنا من سلفنا الصالح المعتدل، ومن مجد دنيا الكرام، وهم يقدمون الدين مخلصين لله حنفاء، وليس هناك بشر في هذه الدنيا يؤخذ منه ولا يرد الا محمد صلي الله عليه وسلم، تبعناه وآمنا به قرآنا يمشي علي الأرض، وما من احد مهما كان تقيا ورعا بقادر علي أن يكون هو الاسلام كما كان عليه رسول الله، اسلامنا ياسيدتي نلقي به الله ليحاسب كل امرئ بما فعل من خير أو شر، لا أحد يمثل الاسلام ولا يعكس صورته الحقة التي أرادها الخالق العظيم لنجاة البشرية من براثن الشياطين من الجنة والناس.. آن لك ان تبحثي عن بلد غيرنا تُسعَّّّّّرين فيه الفتن كما تشاءين. السيدة »المواطنة المصرية« جاءتني رسالتك النبيلة، وما أظنك إلا أديبة يقطر من روحك الأدب عذبا نقيا، قد تسبقه دموع العين في التعبير، لكنه بعث في نفسي شيئا جللا، تأثرت به واستجبت له فيما أقول وأكتب منحازا إلي الحق والجمال الذي يشع من وهج الكلمات وصدقها.