كانت قضية السد الاثيوبي علي مجري نهر النيل تحتل مكان الصدارة خلال زيارة للصين شاركت فيها مع وفد يتشكل من السفيرين محمد ابراهيم شاكر رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية ونائبه السيد أمين شلبي والدكتورة نورهان الشيخ والدكتور أيمن سلامة. وخلال لقاء مع «شين شاو دون»، المدير العام لقسم قضايا آسيا وغرب افريقيا، طرحت عليه سؤالا مباشرا وملحا: نحن الآن في العاصمة الصينية، وعلينا ان ننحني جانبا كل التكهنات حول الدور الذي تلعبه الصين في إقامة السد الاثيوبي، وان نعرف منك حقيقة هذا الدور بكلمات واضحة وبإجابة محددة وقاطعة تضع النقاط علي الحروف. قال المسئول الصيني: كانت هناك بالفعل شركات صينية تقوم بالمساهمة في منشآت مائية في المجري الأعلي لنهر النيل، ولكن الحكومة الصينية طالبتها بالانسحاب. وبقيت هناك شركة صينية واحدة تشارك في مشروع لنقل الطاقة الكهربائية التي سيتم توليدها من سد النهضة الاثيوبي، ولكنها لاتشارك في إنشاء أو بناء السد». وأضاف المسئول الصيني قائلا: «هذا المشروع المتعلق بالطاقة الكهربائية من بين المشروعات التي وضعها الاتحاد الافريقي لتطوير البنية الاساسية للدول الافريقية. وكان الاعتقاد السائد لدي الحكومة الصينية ان مصر توافق علي هذا المشروع باعتبارها عضوا مهما ومؤسسا للاتحاد الافريقي.. أما الآن، فان الموقف قد يحتاج الي مراجعة اذا كان استمرار هذه الشركة في العمل يمس -في تقديركم- المصالح المصرية». كان من الواضح في كل اللقاءات، وخاصة مع مسئولي مراكز الابحاث والدراسات الصينية في الشئون الدولية والافريقية وقضايا الشرق الاوسط.. الحرص علي المصالح المصرية العليا والتطلع الي الاستقرار السياسي في مصر. واتاحت الزيارة الفرصة أمام وفد المجلس المصري للشئون الخارجية للتعرف علي رؤية الصين للعالم، وخاصة مع اللقاء المهم للرئيس الصيني الجديد «شي جين بينج» والرئيس الامريكي اوباما في كاليفورنيا، وكذلك موقف الصين من القضية الفلسطينية وعلاقاتها مع افريقيا، ووجهة النظر الصينية بشأن ما يجري في سوريا. والواضح ان القيادة الصينية الجديدة تعمل علي تعزيز دبلوماسية متعددة الابعاد في ظل عهد جديد، ذلك ان هذه الجولة الرئاسية الصينية في ثلاث دول بأمريكا اللاتينية تجيء عقب جولة سابقة في روسيا وتنزانيا وجنوب افريقيا وجمهورية الكونغو. يحاول القادة الصينيون -بعد حوالي ثلاثة أشهر من توليهم لمناصبهم ان يضعوا بصماتهم في خمس من القارات السبع. ثمة دبلوماسية رفيعة المستوي تمتد علي نطاق جغرافي واسع. وتسعي الصين- ثاني اكبر اقتصاد في العالم- الي تدعيم التعاون مع الاصدقاء القدامي وإقامة علاقات أعمق مع الشركاء الجدد. من هنا.. كان اهتمام المجلس المصري للشئون الخارجية بوقوف الصين الي جانب حقوق مصر في مياه النيل. غير ان اجابات المسئولين الصينيين تكشف - مع الأسف- مدي الاهمال في عرض وجهة النظر المصرية الي الحد الذي جعل الصينيين يتصورون اننا نوافق علي المشاريع الاثيوبية!! كلمة السر: التحرك قبل فرض الأمر الواقع