المجتمعات المتقدمة اصبحت تعتمد بشكل اساسي علي نظام التعاونيات لدفع المجتمع المحلي من حالة الركود الاقتصادي الي الامام ولتكوين نظام اقتصادي تعاوني يقوم في الاصل علي المساهمة الجماعية في بناء مجتمعات متكاملة الخدمات بداية من استصلاح وزراعة الاراضي الي تسويق المحصول للمزارعين. وفي الوادي الجديد يري جموع الفلاحين ان الجمعيات التعاونية الزراعية المنتشرة بدائرة المحافظة علي مستوي قري ومدن الخارجة والداخلة والفرافرة وباريس وبلاط ليس لها دور ايجابي في مساعدة المزارعين للارتقاء بمستواهم الاقتصادي والاجتماعي.. بل ان دورها يتلاشي خاصة بعد ان فشلت الجمعيات الزراعية خلال الموسم الزراعي الحالي في تسويق محصول القمح وسيطر علي الوضع بنك التنمية؟ يقول خير حمدالله من اهالي قرية بولاق ان الجمعيات الزراعية نست دورها في خدمة الفلاح وتفرغت الي اغراض اخري لها صلة بالتجارة وعالم البيزنس والمصالح الشخصية؟! وصار همها الاول حاليا زيادة نسبة الارباح من اي نوع من التجارة بهدف صرف نسبة الارباح السنوية في نهاية العام كما يحدث في الجمعية الزراعية المركزية بالخارجة التي وصل رأسمالها الي 12 مليون جنيه؟ كما اوضح خير ان الجمعية الزراعية المركزية بالخارجة تخصص فقط ثلاث شكائر من الاسمدة لكل فدان زراعي في حين ان الواقع هو تخصيص عدد 6 شكائر من الاسمدة لكل فدان موضحا ان الجمعية تقوم بتدوير الباقي من رصيد جموع الفلاحين وبيع مخصصاتهم من الاسمدة الي مستثمري شرق العوينات وتصدير الفائض الي المحافظات المجاورة. كما ان جمعية الخارجة تقوم بتوزيع اسطوانات البوتاجاز حيث تجد لنفسها هامش ربح يساعدها علي التواجد في السوق رغم ان هذا ليس دور الجمعية وانما دور شباب الخريجين من الحاصلين علي مشروعات صغيرة لتوزيع اسطوانات البوتاجاز. ومن جانبه اكد مهدي يوسف مهدي مدير الشئون الزراعية بالمحافظة ان دور الجمعيات الزراعية بدأ يتجمد شيئا فشيئا نتيجة ضعف الكوادر العاملة في مجالس الادارات وضعف الوعي التعاوني للقائمين علي ادارة الجمعيات ورفضهم كل ماهو جديد فيما يتعلق بالحصول علي دورات تدريبية في نظم الادارة واقامة مشروعات وهي القضية الازلية والتي ستنهي كيان الجمعيات التعاونية الزراعية بالوادي الجديد اذا لم تتحرك الدولة والوزارات والهيئات في اعادة تأسيس وهيكلة النظام التعاوني وتدعيمه بكل ما تشمل الكلمة من تدعيم مادي وبشري. مؤكدا ان النظام التعاوني هو افضل واقصر الطرق للتنمية المحلية والذي ينعكس بدوره علي التنمية الشاملة علي مستوي الجمهورية فهو يعتمد علي مجموعات الاعضاء من المزارعين بالنجوع والقري والمدن.. حتي نهاية المطاف وصولا الي الهرم الاكبر علي مستوي الدولة والانطلاق نحو العالمية اذا كان هناك تدعيم حقيقي للجمعيات التعاونية الزراعية المحلية بالمحافظات. ويضيف مهدي يوسف بأن القصة الحقيقية وراء تدني الخدمات الرئيسية للجمعيات التعاونية بالمحافظة هو ضعف رأسمال الجمعيات موضحا أن جمعية غرب الموهوب بالداخلة تقوم بتسويق السلع المعمرة للمزارعين وتوفر لهم كافة ما يلزمه المنزل من ثلاجات وتليفزيونات ومطابخ ... بالاضافة الي توفير الاسمدة وكل مايلزم الفلاح من مستلزمات الانتاج الزراعي موضحا ان هذه الجمعية لجأت الي هذا التصرف علي اعتبار انها تقدم خدمات للمزارعين وهي في نفس الوقت تضاعف من رأسمالها ؟ وأوضح مدير الشون الزراعية بالوادي الجديد ان اجمالي عدد الجمعيات التعاونية الزراعية علي مستوي المحافظة يبلغ 42 جمعية الناجح منها اربع جمعيات والباقي حبر علي ورق؟... مؤكدا ان الجمعيات الزراعية بالوادي الجديد تقوم فقط باداء اربع مهمات رئيسية هي تجارة وتسويق البلح وتوزيع الاسمدة وتوزيع اسطوانات البوتاجاز وتجارة السلع المعمرة؟ اما عن باقي المشروعات التي يمكن ان تقوم بها الجمعيات من مشروعات استصلاح وزراعة الاراضي وتوفير مستلزمات الانتاج الزراعي المطور وتحويل نظم الري من الغمر الي الرش والتنقيط ومشروعات الانتاج الحيواني وتربية الطيور واقامة ابراج الحمام كل هذا خارج الخدمة تماما.