دعا الرئيس محمد مرسي الدول الافريقية الي التعاون المشترك لاستكمال مسيرة النضال وتحقيق التنمية الشاملة بحيث تكون الهدف الأول لها، وأسعي إلي بناء نموذج التكامل الحقيقي بين شركاء القارة. ولفت د.مرسي الي ان انخفاض مستوي التنمية كان بسبب الصراع الذي عانت منه القارة وقال ان التنمية مكون اساسي في أي تسوية حقيقية. وقال الرئيس في كلمته أمام القمة الاستثنائية للاتحاد الافريقي التي عقدت امس بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا احتفالاً بمرور 50 عاماً علي انشاء منظمة الاتحاد الافريقي الي التعاون من أجل تحقيق نهضة كل شعوب القارة. كما دعا الرئيس الزعماء الأفارقة لتعظيم مفهوم الملكية الافريقية وزيادة الاعتماد علي القدرات الذاتية والتمسك بارادتها السياسية المستقلة لتحقيق تطلعات الشعوب لمواجهة مصاعب توفير التمويل اللازم لتنفيذ المشروعات الكبري، واكد في كلمته خلال أعمال الدورة التاسعة والعشرين للجنة توجيه النيباد ضرورة إجراء مراجعة شاملة لمسيرة المشاركة مع شركاء التنمية بما يتيح لافريقيا تبني سياسات جديدة وفاعلة ترسخ مفهوم المصالحة الافريقية، كما تحدد الاسس التي يجب ان تبني عليها مسيرة التعاون المستقبلي بين افريقيا وشركاء التنمية. وكان الرئيس قد شارك أمس في القمة الاستثنائية بمناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبي لانشاء منظمة الوحدة الافريقية »الاتحاد الافريقي» كما شارك في اجتماع النيباد، ومن المقرر ان يلقي اليوم الاحد كلمة مصر في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الدورة 21 لمؤتمر الاتحاد الافريقي بمشاركة قادة وزعماء ورؤساء الدول الاعضاء، وبحضور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والرئيس الإيراني أحمدي نجاد ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ومن المقرر ان يغادر الرئيس اثيوبيا مساء اليوم بعد مشاركته في القمم الثلاث اضافة الي لقاء مع الجالية المصرية.. وتناقش القمة 21 للاتحاد الافريقي عدداً من التقارير المتعلقة بالسلم والأمن والتنمية في افريقيا وسبل مكافحة الايدز والملاريا، بالاضافة لدعم آليات الاتحاد لمنع وادارة وحل النزاعات في القارة، وتتصدر المناقشات تقارير لمجلس الأمن عن أنشطة وأوضاع السلم والأمن في افريقيا ومصادر التمويل البديلة للاتحاد الافريقي والأجندة الانمائية لما بعد 2015 ويشمل ذلك انشاء لجنة لرؤساء الدول والحكومات معنية بذلك الموضوع، اضافةالي نتائج منتدي الحوار مع قادة دول «البريكس» وتضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا الذي عقد في جنوب افريقيا مارس الماضي. قمة اليوبيل الذهبي وكان الرئيس مرسي قد أكد في القمة الاحتفالية باليوبيل الذهبي للاتحاد الافريقي اعتزاز مصر بانتمائها للقارة الافريقية وشدد علي ان جذب أنظار العالم اليها كان لقوة تأثيرها كما ادت الي التدخل الكثير في شئونها وقال الرئيس للقادة والزعماء الأفارقة! علينا اليوم ان نستعيد زمام أمورنا، ونتكاتف لتحقيق أهدافنا من خلال احتياجاتنا الحقيقية وليس عبر اي نماذج اخري رغم احترامنا لها وحرصنا علي الاستفادة منها. وشدد الرئيس علي ضرورة وقوف كل الدول الافريقية الي جانب بعضها البعض لاستكمال ما وصفه بمسيرة النضال المشترك وقال ان الهدف الأول يجب ان يكون تحقيق التنمية الشاملة في كل ربوع القارة، من خلال السعي إلي بناء نموذج حقيقي للتكامل بين شركاء القارة، وأضاف بأن علي الرغم من مرور 5 عقود علي انشاء منظمة الاتحاد الافريقي علي ايدي الآباء المؤسسين، والجهود الحثيثة لتحقيق الوحدة الشاملة والنهضة الافريقية الا ان بعض دول القارة لا تزال بحاجة إلي استقلال قرارها وامتلاكها لخياراتها من اجل تحقيق مصالح الشعوب. التعاون مع الجنوب كما دعا الرئيس مرسي في كلمته أمام النيباد زعماء القارة الافريقية الي توسيع دائرة التعاون بين دول الجنوب والاستفادة من الخبرات الناجحة للدول الصديقة في آسيا وامريكا اللاتينية، مشيداً بنتائج اللقاء المثمر مع رؤساء دول مجموعة «بريكس» وما كشفه من رغبة جادة ومشتركة لتعزيز التعاون مع افريقيا وخاصة في قطاع البنية الأساسية. وأكد مرسي لزعماء الدول الافريقية في اجتماع النيباد حرص مصر والتزامها ببذل كل الجهود لخدمة الأهداف المشتركة وتعزيز التضامن الافريقي وتحقيق التكامل الاقليمي مؤكداً الثقة في قدرة الدول الافريقية علي الوصول الي اهدافها المنشودة في الامن والسلام والتنمية والرخاء.