أكد الرئيس محمد مرسي حرص مصر علي تعزيز التضامن الإفريقي والتكامل الإقليمي, وقال إن التنمية هي إحدي الركائز الأساسية لتسوية النزاعات بالقارة. جاء ذلك في كلمتين بالقمة الإفريقية الاستثنائية بأديس آبابا وأمام لجنة النيباد أمس. ففي كلمته أمام جلسة لجنة توجيه النيباد دعا الرئيس محمد مرسي إلي مراجعة شاملة لمسيرة المشاركة في القارة الإفريقية مما يتيح تبني سياسات جديدة وفاعلة تحقق المصالح الأفريقية بما يدعم مسيرة التعاون المستقبلي كما دعا الي توسيع دائرة التعاون بين دول الجنوب والاستفادة من الخبرات الناجحة لدول صديقة في آسيا وأمريكا اللاتينية. وقال أمام جلسة أعمال الدورة التاسعة والعشرين للجنة إن مبادرة نيباد أسست لإطار إفريقي متكامل لتحقيق التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية الشاملة في القارة, حيث حققت إفريقيا تقدما ملحوظا وسجل النمو الاقتصادي فيها معدلات غير مسبوقة تجاوزت في كثير من دول القارة نسبة5% سنويا برغم كل المصاعب التي واجهتها. وقال الرئيس إنه بالرغم من التقدم الذي حققته مبادرة نيباد فما زالت هناك مصاعب مختلفة في توفير التمويل اللازم لتنفيذ المشروعات الكبري, وبالتالي فإننا مدعوون لتعظيم مفهوم الملكية الأفريقية وزيادة الاعتماد علي قدراتنا الذاتية والتمسك بإرادتها السياسية المستقلة لتحقيق تطلعات شعوبنا, ونحن مدعوون أيضا لإجراء مراجعة شاملة لمسيرة المشاركة مع شركاء التنمية بما يتيح لإفريقيا تبني سياسات جديدة وفاعلة, ترسخ مفهوم المصلحة الإفريقية أولا وتحدد الأسس التي يتعين ان تبني عليها مسيرة التعاون مستقبلا بين إفريقيا وشركاء التنمية. وأكد حرص مصر والتزامها ببذل كل الجهود لخدمة أهدافنا المشتركة وتعزيز التضامن الإفريقي وتحقيق التكامل الإقليمي. وفي كلمته امام القمة الإفريقية الاستثنائية أكد الرئيس محمد مرسي أهمية أن تقف جميع الدول الافريقية جنبا الي جنب لاستكمال مسيرة النضال المشترك, مشيرا الي ان تحقيق التنمية الشاملة في ربوع القارة الافريقية يجب أن يكون هدفنا الاول ولابد أن نسعي الي بناء نموذج التكامل الحقيقي بين شركاء القارة. وقال الرئيس في القمة أمس بالعاصمة الاثيوبية أديس ابابا نحتاج أن نعي من دراسة مشكلاتنا أن انخفاض مستوي التنمية كان من اسباب الصراع الذي عانت منه القارة واخرها الصراع في مالي الذي نؤمن أنه ما كان ليصل إلي ما هو عليه الآن لو كان تحقق المستوي المنشود من التنمية. وقال الرئيس: نحن نثق ان التسوية الحقيقية تستدعي منهجا شاملا تكون التنمية احدي ركائز الاساسية, ولن تتحقق التنمية الا من خلال رؤية عميقة لمشكلاتنا وادراك واع لامكاناتنا وامتلاك حقيقي لارادتنا وجهد متكامل بين قياداتنا وشعوبنا. ومن المقرر أن يلقي الرئيس مرسي كلمة مصر اليوم في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الاتحاد الإفريقي التي تعقد بالعاصمة الاثيوبية اديس أبابا, بحضور عدد كبير من زعماء ورؤساء الدول الإفريقية, بحضور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ووزير الخارجية الأمريكية, جون كيري, والرئيس الإيراني أحمدي نجاد الذين يحضرون الاحتفالات باليوبيل الذهبي لإنشاء منظمة الوحدة الإفريقية( الاتحاد الإفريقي). والتقي الرئيس محمد مرسي أمس علي هامش أعمال القمة برئيس الوزراء الإثيوبي هيليماريام حيث تم استعراض سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في جميع المجالات. وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير ايهاب فهمي أن الرئيس بحث خلال اللقاء مشروع سد النهضة حيث أكد الجانبان ضرورة مواصلة التنسيق بين البلدين بما يحقق المصالح المشتركة لهما وقال أن الرئيس وجه الدعوة إلي هيليماريام لزيارة مصر الذي وجه الدعوة بدوره للرئيس لزيارة رسمية لأديس أبابا. ومن ناحية أخري شهد الرئيس محمد مرسي مساء أمس الاحتفالية التي نظمتها إثيوبيا, بالاشتراك مع مفوضية الاتحاد الإفريقي, بمناسبة الاحتفال بالعيد الذهبي لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية, التي تحولت إلي الاتحاد الإفريقي. وتضمنت الاحتفالية مجموعة من العروض الفنية المتنوعة, التي شاركت فيها مجموعة من الدول الإفريقية, كما شاركت فيها فرقة قنا للفنون الشعبية التي تضم أربعين فردا وتتبع وزارة الثقافة, حيث قدمت مجموعة من العروض الشعبية والتراثية.