بعد نجاح القوات المسلحة في الإفراج عن المجندين السبعة المختطفين في شمال سيناء أول أمس لا حديث للشارع السيناوي إلا عن غياب الأمن الذي حول مدن محافظة شمال سيناء إلي مناطق مستباحة لجماعات وحركات أصولية مسلحة تنتهك حرمة بقايا الدولة في تلك المنطقة دون أن يراجعها أحد. وفي جولة " للأخبار " في شوارع مدينة العريش والشيخ زويد ورفح لمتابعة الحالة الأمنية علي الطرق الرئيسية والفرعية لاحظنا تكثيف التواجد الأمني في المدن الثلاث وانتشار الأكمنة وتشديد الإجراءات فيها. وتزايدت أعداد الأكمنة الثابتة لقوات الجيش والمتحركة لرجال الداخلية في الشوارع الرئيسية بشمال سيناء في محاولة لفرض الأمن والاستقرار لأرض الفيروز واستعادة السيطرة الأمنية في الشارع مرة أخري . كما قامت قوات الأمن من الجيش والشرطة بحملات أمنية مكثفة في جميع شوارع مدينة رفح وسط تشديد الإجراءات الأمنية لمنع عمليات التهريب إلي قطاع غزة في محاولة من قوات الأمن لاستعادة السيطرة مرة آخري علي الأوضاع الأمنية والحد من عمليات تهريب السلع والبضائع والأشخاص والسيارات عبر الأنفاق إلي داخل قطاع غزة . وقامت بعثة " الأخبار " بجولة ميدانية بمدينة الشيخ زويد وبعض القري التابعة لها للتعرف علي أرض الواقع علي الحقيقة حول الأحداث التي دارت بهذه المنطقة عقب الإفراج عن المجندين المختطفين والعملية العسكرية في شمال سيناء وتبين أن السوق الرئيسي بمدينة الشيخ زويد يكتظ بالمواطنين القادمين من مختلف قري المدينة .. وشهد السوق رواجا في عمليات البيع والشراء حيث انتشر عشرات البائعين علي جانبي الشارع الرئيسي بالمدينة وافترشوا الأرض بالسلع والبضائع المختلفة التي تنوعت بين الملابس الجاهزة والخضراوات والعدد والآلات وغيرها من مختلف البضائع وسط إقبال من مئات المواطنين الذين حضروا من مختلف قري الشيخ زويد للتزود بالبضائع والسلع التي يريدونها في موعد السوق الأسبوعي. كما تم تشديد الاجراءات الامنية بقري الجنوب وهي المهدية والجورة والحلوة لضبط العناصر الإجرامية والتي تعاني فقرا شديدا في الخدمات بسبب قربها من الحدود الإسرائيلية وعدم وجود تنمية حقيقية في هذه المنطقة .. وأكد أهالي وأبناء هذه القري أنهم يرفضون بكل قوة المساس بأمن مصر وإعطاء الفرصة للعدو الصهيوني للقول بأن سيناء غير آمنه وأنهم أول من سارعوا بإدانة حادث الاختطاف الأخير .. مؤكدين أن من قام بمثل هذه الأفعال لا يمت لهم بأي صلة ويرفضون مثل هذه الأعمال. وطالب أهالي الشيخ زويد استمرار التواجد الأمني بشمال سيناء لضمان عدم تكرار تلك الأحداث مرة أخري وضرورة استكمال العملية العسكرية حتي يتخلصوا من العناصر الإجرامية والمتطرفين. وشهدت الأكمنة تشديد اجراءات التفتيش علي طول الطريق الدولي العريش رفح وذلك بتفتيش السيارات عند كمين الخروبة وعند منطقة السكاسكة شرق العريش والشيخ زويد وصلاح الدين والماسورة والريسة .. مما تسبب في تكدس عشرات السيارات أمام الأكمنة .. وأكد الشيخ نصر الله الأخرسي عضو مجلس شعب سابق من قبيلة الأخارسة علي ضرورة أن يتم استكمال التشديد الأمني في الأكمنة وزيادة عددها لضمان إحكام القبضة الأمنية وتضييق الخناق علي العناصر الإجرامية .. وشدد الأخرسي علي أن أهالي سيناء متعاونون جداً مع الأجهزة الأمنية ويرحبون برؤية أي تواجد أمني في أرض الفيروز . وقال الشيخ حسن عتيق من رفح من قبيلة الأرميلات أن حملات التمشيط التي تقوم بها القوات المسلحة في مدينة رفح تشعر الأهالي بالأمان وتعمل علي منع عمليات التهريب عبر الأنفاق التي نرفضها جميعاً لأنها تدمر الاقتصاد المصري وتؤثر علي أمن واستقرار الدولة .