كان غضب الشعب الإيراني قد وصل إلي ذروته، بسبب تعاظم ديكتاتورية الشاه، واستبداده، وسوء ادارة المقربين منه، واتساع نطاق فسادهم.. وكانت الحركات الاحتجاجية قد اندلعت في طول الاراضي الايرانية وعرضها وتنذر بفوضي عارمة، والمخضبون بالدماء من الذين شاركوا في هذه الحركات يتساقطون يوميا بالمئات، عندما نصح »بريجينسكي» كبير مستشاري الامن القومي الامريكي.. الذين يرسمون سياسة بلاده بضرورة التضحية بالشاه.. عميلهم رقم واحد في منطقة الشرق الاوسط والبحث عن قيادة جديدة يتقبلها قادة الحركات الاحتجاجية الذين ينتمون إلي تيارات دينية. ولان كل شيء في السياسة مباح.. ولان الضرورات تبيح المحظورات، فلا مانع من الاستعانة بشخصية دينية، تبدو في صورتها الظاهرة من خصوم امريكا، ومن اعدي اعداء اسرائيل، للقيام بتولي زمام الامور في ايران، التي تعتبرها الولاياتالمتحدةالامريكية كنزا لا يمكن التفريط فيه. واستقر الرأي علي الاستعانة بالشيخ «روح الله مصطفي احمد الموسوي الخوميني» الذي كان يتمتع بحب الشعب الايراني، ويعيش في منفاه في فرنسا، للقيام بهذا الدور.. وبدأت المخابرات الامريكية الاتصال به، ونجحت في الاستفادة من كراهيته وحقده علي الشاه، بعد ان نشطت، في الخفاء في تقديم يد المعاونة للحركات الاحتجاجية، واختارت مجموعة من العلمانيين والليبراليين، واليساريين، والاسلاميين للذهاب إليه في فرنسا وإحضاره الي ايران في موكب ضخم ألهب مشاعر الايرانيين الذين عانوا من الاضطهاد والهوان طوال حكم الشاه المستبد. كانت مهمة «الخوميني» الذي منح نفسه لقب «المرشد الاعلي» للثورة تنفيذ الاستراتيجية الامريكيةالجديدة التي شارك في وضعها عدد من كبار اصحاب العقول، والتي تهدف إلي اثارة الفوضي، واشعال نار الفتنة بين مكونات المجتمع الايراني، تمهيدا لانتقالها بعد ذلك إلي بقية دول المنطقة لتفكيكها إلي جماعات متحاربة، تقضي كل منها علي الاخري، لتتمكن الولاياتالمتحدةالامريكية من فرض سيطرتها، وتصبح اسرائيل الدولة القوية الوحيدة بين مجموعة من الدويلات الهزيلة!! «وللحديث بقية»