سنوات عديدة مضت بل إنها عقود مرت دون أن تجري انتخابات نقابة المعلمين!!.. صار المعلمون حائرين يتساءلون عن نقيبهم ومجلس نقابتهم. بل ورؤساء نقابتهم الفرعية وأعضائها فلا يسمعون إلا رجع الصدي.. فقد الركب حاديه الذي لاقي وجه ربه معلماً وقوراً عف اللسان نظيف اليد. فصار الجميع يترحم علي الأيام الخوالي والزمن الجميل للدكتور مصطفي كمال حلمي ومنذ رحيله صرنا لا ندري ولا نعرف علي وجه اليقين من هو نقيبنا.. وظلت الدماء المتخثرة تجري في عروق أعرق النقابات وأهمها دون أن نسمح بدفع دماء جديدة حتي يظل الجسد سليماً معافي.. شاخ رؤساء النقابات الفرعية في المحافظات والمراكز الإدارية وأصابهم ما يصيب البشر في مثل أعمارهم من أمراض عاتية علي رأسها "الزهايمر" وهو خرف الشيخوخة. وبليت كراسيهم دونهم وكأنهم قد ورثوا عن أجدادهم الفراعين الرغبة الجامحة في الخلود الذي لا يكون إلا للَّه الذي يرث الأرض ومن عليها. في نقابتنا الفرعية في أحد مراكز محافظتي كفرالشيخ هناك قاعة ضخمة مخصصة للاجتماعات والمؤتمرات وضعت لافتة عليها أن القاعة هي قاعة فلان الفلاني.. وهذا الفلان هو رئيس النقابة بكفرالشيخ وقد رفعت صورته!!.. ضحك كالبكا. فهل ظن من سماها بهذا الاسم أنه مينا موحد القطرين أم خوفو باني الهرم الأكبر. إحدي عجائب الدنيا السبع.. أم سعد زعيم الأمة. وهو من مواليد قرية إبيانة مركز فوه محافظة كفرالشيخ.. أم جمالا الذي علمنا الحرية؟!.. أما كان أجدي أن نعطيها اسماً لرمز من رموز الوطن أو ابن من أبناء المحافظة الذي يقف له العالم إجلالاً وهم كُثُر بفضل الله.. لكنه النفاق وما دمت قد سميت لقاعة باسمي فأنت المعلم المثالي وسوف يتم تكريمك في عيد المعلم. منذ أيام قليلة خلت شاهدت جمعاً حاشداً من رموز المعلمين وأرامل الراحلين يفترشون الطوار أمام مبني النقابة الفرعية بقلين فأدهشني ذلك والمارين في الشارع هم تلاميذهم وأبناء تلاميذهم. فلما علمت أنهم في انتظار مندوب صرف معاشات النقابة الذي نتقاضاه مرة كل ثلاثة أشهر. صحت فيهم أن ندخل مقر النقابة حتي يحضر المندوب فقالوا: هناك أوامر صادرة إلي العامل حامل المفاتيح ألا يفتح مكتب رئيس اللجنة الفرعية وهو المكان الوحيد المتاح إلا في حضور معاليه. والرجل مريض وعلي المعاش ومن قرية قاصية لا يحضر إلا كل بضعة أيام!!.. فلماذا الأوامر إذن؟!.. إنها الرغبة في إذلال المعلم!!