رغم أن شبكة روابط معلمى مصر كانت قد أعلنت قبل مؤتمرها التأسيسى الأول الذى عقد الثلاثاء الماضى، أن الهدف من تجمع المعلمين هو الاحتجاج ضد الوزير يسرى الجمل لعدم صرف الكادر، إلا أن حضور ما يقرب من 500 معلم يمثلون مختلف حركات المعلمين المستقلة للمؤتمر كان يوحى بأن هذا اليوم لن يقتصر على إطلاق بيانات الشجب للوزير، وأن مفاجأة تنتظر معلمى مصر فى نهايته، وبالفعل كانت المفاجأة فى ختام المؤتمر بإعلان الخبير التربوى كمال مغيث عن بدء إجراءات تكوين نقابة مستقلة للمعلمين بعد جمع توقيعات أكثر من 400 معلم من حركات "روابط المعلمين" و"معلمون بلا نقابة" و"الدفاع عن حق المعلم". لكن ما الذى يدفع معلمى مصر إلى إنشاء نقابة بديلة رغم أن نقابتهم الكائنة فى أرض الجزيرة تعتبر الأكبر فى مصر من حيث عدد الأعضاء؟.. "نقابة المعلمين الحالية ماتت إكلينكيا، لذا كان البحث عن البديل" إجابة كمال مغيث تغرى بالبحث عن أسباب "وفاة نقابة المعلمين". أول ما دفع المعلمين لإنشاء كيان مستقل هو المخالفات المالية الصارخة التى ارتكبها النقيب الحالى محمد كمال سليمان، بعد تصرفه بحرية تامة فى أموال المعلمين المدفوعة للنقابة، فبحسب تقارير الجهاز المركزى للمحاسبات للعامين 2001 و2002 أهدر محمد كمال سليمان من أموال نقابة المعلمين والمستشفى التابعة لها وصندوق معاشات المعلمين ما يقرب من 20 مليون جنيه فى إنشاءات وهمية بالنقابة، وإسناد مناقصات بالأمر المباشر لشركات مسجلة باسم أفراد عائلته، و"فى ظل معاناة المعلمين من نقص المرتبات لعدم صرف الكادر، فإن الحاجة ماسة لنقابة بديلة تحفظ على المدرسين أموالهم"، كما يقول محب عبود أحد مؤسسى شبكة معلمى مصر. بدءا من 2006 تخلت نقابة المعلمين عن دورها فى الإشراف على جودة التعليم لصالح هيئة ضمان الجودة والاعتماد، ودورها فى تقييم مستوى المعلم وتدريبه لصالح الأكاديمية المهنية للمعلم، وبالتالى أصبحت كيانا هزيلا لا يقوم بأى وظيفة، لم تكتف النقابة بذلك بل إنها اتخذت من المعلمين عدوا لها.. يحكى سامى جمال – من معلمى الجيزة- أن نقيب المعلمين منعهم من وقفة احتجاجية ضد الوزير أمام نقابتهم وأمر بإغلاق أبواب النقابة فى وجوههم، بل تطور الأمر إلى اعتداء حرس النقابة عليهم، ويتساءل سامى "كيف ننتمى إلى نقابة تعتدى علينا وتنهب أموالنا وتمنعنا من دخولها؟". قائمة أسباب إنشاء نقابة مستقلة للمعلمين طويلة، من بينها أن انتخابات النقابة مجمدة منذ 10 سنوات، ورغم أنها من المفترض أن تجرى كل 3 سنوات، إلا أن النقيب السابق مصطفى كمال حلمى كان يفوز بمنصب النقيب بالتزكية دون انتخابات، وسار على نهجه النقيب الحالى الذى يرفض إجراء الانتخابات رغم أنها من المفترض أن تجرى العام الحالى بحجة تنقية كشوف المعلمين، رغم أن النقابة لم تضم أحدا من المعلمين على كشوفها منذ عام 1998. كل تلك المخالفات التى ارتكبتها نقابة المعلمين فى حق أعضائها كانت مستترة تنتظر حدثا يخرجها إلى السطح، وكان هذا الحدث هو تخلى النقابة التام عن الدفاع عن حقوق المعلمين فى امتحانات كادر المعلم، رغم أنها الجهة المنوط بها مطالبة الوزير بأموال المعلمين، ثورة المعلمين على نقابتهم زادت مع علمهم باختيار الوزير لنقيبهم كمال سليمان عضوا بالأكاديمية المهنية للمعلم التى تولت دور النقابة فى تقييم المعلمين. بتشكيل نقابة مستقلة لهم انتقل المعلمون إلى خانة الفعل والقدرة على اتخاذ القرارات التى تمسهم بعد أن أدركوا أن الاكتفاء بالشكوى والاحتجاج والتظاهر ضد يسرى الجمل أحيانا لم يعد يجدى نفعا. معلومة: 18 هو عدد المحافظات التى تتواجد بها شبكة روابط معلمى مصر.