انتهت الجولة الأولي من انتخابات مجلس الشعب 2010 الذي يضم اكبر عدد من ممثلي الشعب في تاريخ البرلمان بعد زيادة عدد الدوائر وانشاء محافظتي اكتوبر وحلوان وتخصيص كوتة للمرأة تضم اربعة وستين مقعداً. ليس مهما عندي الاشخاص الذين نجحوا واصبحوا نوابا يتمتعون بالحصانة النيابية وإنما المهم هو فوز الوطن ونجاح مصر في اجتياز هذه العقبة الكئود. لقد كانت الانتخابات ازمة حقيقية وصداعاً كبيرا في رءوس الناخبين والمرشحين علي حد سواء. والمخاوف تسيطر علي الجميع خشية حدوث اعمال عنف وشغب لا يحمد عقباها. وان كان الأمر لم يخل من بعضها ومنها مصرع ثلاثة اشخاص واطلاق نار هنا وهناك. لكن الحمد لله فإن هذا أقل بقليل من المتوقع. في ظل المتربصين ممن لا يعرفون غير مصالحهم وتحقيقها بشتي السبل والغاية عندهم تبرر الوسيلة. ومن الذين لا يملكون اية امكانات يقدمون بها انفسهم للجماهير الا البلطجة والعنف. ومما كان يثير المخاوف ايضا هذه الهجمة الشرسة من عدد كبير جدا من اصحاب رءوس الاموال الذين اعتمدوا فقط علي شراء الاصوات بشكل هزلي. وكانت المفاجأة انه لم ينجح احد من هؤلاء رغم الملايين التي بعثروها والابواق التي اطلقوها والشائعات التي ملأوا بها الدنيا ضجيجاً. ودخلوا الانتخابات كأنهم يحملون في ايديهم نتيجة النجاح. وكأن اجراء الانتخابات مجرد تحصيل حاصل. فهم يملكون الثروات التي تشتري كل شيء حتي الذمم احيانا. وفضحت النتائج اوهامهم وزيف ادعاءاتهم وخيبت آمالهم. وأكدت ان الأموال لا تصنع النواب. لا جدال ان المعركة كانت حامية الوطيس والمنافسة شرسة للغاية خاصة مع هذه الجحافل من المرشحين علي اختلاف انتماءاتهم وافكارهم وايضا اهدافهم من الحصول علي الحصانة. المهم اذا كما قلت هو نجاح مصر ومرور هذه الأزمة بسلام. المهم هو أمن الوطن والمهم هو الصورة الحضارية لأرض الكنانة أمام العالم كله وهو يتابع هذه الانتخابات كأنها التجربة الأولي عندنا. المحرر [email protected]