لماذا نفضل مظاهر الجمال وبواعث التفاؤل ومحفزات السعادة حتي أننا نواري الفرحة ونخفي الابتسامة بالجهامة والقتامة بلا مبرر أو تفسير إلا أن نكون كذلك! والمستقبل في نظر الكثيرين مفازة مجهول دروبها ومتاهة لم نرتادها ولم نخطط لاجتيازها وان كنا نغالط أنفسنا عندما ننقاد لضعفنا ونستسلم لعجزنا دون ان نترك عوامل الثقة والمواجهة للتغلب علي المثبطات ونتخطي العقبات فعلي الرغم من مخزوننا الحضاري والثقافي لم نوظفهما لتفعيل التفوق وبما يعرضنا للتأخر والمعاناة والروح المعنوية المحبطة لاتستطيع التحليق بأصحابها عاليا وتعرضهم للأرتطام والاصطدام. ويسأل سائل ولماذا؟ والأجابة إننا نتعايش ونتعامل كما لو كنا في "سويقة" فلا نظام ولا التزام وبالتالي افتقاد الاحترام وتكون الغلبة للعضلات وخشونة الاصوات وعشوائية الكلمات وسوقية التصرفات والسيطرة لمن يملك ذلك وماعداهم عابرون لايشكلون في الخاطر تواجدا ولا في الذهن ترددا ليستقر الشعور بالقبح والفجاجة. ومن المؤسف ان معظم من يقومون علي أمر الأمة لايحفلون بالأمل او يضيئون شمعه وديدنهم بث الحسرة بأحترافهم حديث الأزمات وتردي الأحوال واقران ذلك بالأجراءات والالتزامات وإتباعها بالنكوص عن حل المشكلات ومن طوفان الوعيد والتهويد يحاصرنا الاختناق ولاحول ولاقوة إلا بالله. وقد صار هذا النهج هو صناعة الحكومة وبضاعة الاعلام والاقلام ولغة الخطاب الديني والدنيوي ليشيع الاحباط وتسيطر علينا السوداوية أو "السماوية" لنقسم الي ناقد وحاقد أومطو. إن الواقعية لاتعني الصراحة المجردة بمعزل عن مؤثرات يمكن تحريك أو تعديل ادناها العزم علي الاصلاح ونحن بحاجة لنظرة وردية وشجاعة أدبية وطاقة شبابية ورؤية مستقبلية وشحنة إيمانية تمزج طموحنا باليقين وليس منطقيا ان يحاصرنا الداء ونكابده بلا دواء أو رغبة في الشفاء. وعلينا ألا نستخف بالوقت ونضيع العمر في البكاء والرثاء مكبلين بالكسل والابطاء فتذرعين بصبر العجزه فمن يتخلف يتجمد ومن لايتقدم يتأخر وعملية البناء الحضاري قوامها جهد وعزم وتحد وإطلاق لملكات العقل وضخ الفكر وعلينا أن ننظر بداخلنا لننخرط بإيجابية مع ماينفعنا ويرفعنا فالشخصية المكتئبة منغلقة تتآكل بالاحتكاك الذاتي والصراع الداخلي فيرتد عليها كالبخار المكتوم فإذا انفعلت تمردت وتجاوزت بلا تحسب والادعي أن نفهم ونتفاهم ونتعقل ونتراحم وأن يتعمق لدينا الحس الجمالي ففي الجانب الانساني يكون رحمة وعدلا وفي الجانب الشعوري يكون رقة ورهافة وموانعة فنتحرك طردا ولانتراجع سلبا ويكون تعلقنا بالحياة تعلق المستبشر لافزع المستنفر. إن زراعة الجمال تنم في النفس البشرية عرسا وتعهدا وحصادا وبإمكاننا ان نبذر الورد معني ومبني نشم شذي الحياة مع كل أمل يتحقق أو يبدو تحققه ومع كل نجاح نصله وتوفيق ندركه بأنفسنا أو في أولادنا واحفادنا مادامت سلسلة الخير موصوله وأن نقتلع الكراهية بمثل مانميط الأذي من الطريق حتي تسلم مسيرتنا ويتطهر دربنا من كل مايعترض خطانا أو يعطل مسعانا وعين الله ترعانا ورحمته تتولانا.