تدخل مصر مرحلة جديدة من حياتها السياسية بانتخابات مجلس الشعب التي تجري يوم الأحد القادم يعقبها في العام القادم بإذن الله انتخابات الرئاسة وهو ما يضع بلدنا موضع الاهتمام العالمي والاقليمي بما تمثله من ثقل ومكانة في العالم من حولنا. ولاشك ان هذا الاهتمام الدولي بجانب المصلحة القومية لوطننا وشعبنا يفرض علينا مسئولية كبيرة من أجل الحفاظ علي مكانة مصر ودورها الفاعل في محيطها العربي والاسلامي وفي تقدمها وتطورها وهذا يتحقق في مناخ الاستقرار والتنمية الذي حظي برعاية في ظل قيادة حكيمة تمتعت بها مصر خلال العقود الثلاثة الماضية. ففي انتخابات مجلس الشعب المرتقبة أتصور ان هناك مسئولية تقع علي الناخبين في الاختيار الصائب لمن لديه القدرة علي العمل في هذا الإطار العام الذي تميزت به مصر ولابد من الحفاظ عليه بالتدقيق في الأشخاص والأحزاب التي تخوض هذه الانتخابات. أكتب هذه المقدمة وأقسم بالله بأنني لست عضوا في أي حزب من الأحزاب حتي الحزب الوطني نفسه.. ولكني لا أتردد أن أعلن بأنني سوف أنتخب المرشحين من الحزب الوطني عن قناعة وتدقيق في الأحزاب والأشخاص المرشحين سواء عبر الأحزاب أو كمستقلين أم يتسترون تحت هذا المسمي لأغراض في أنفسهم. أعتقد ان الحزب الوطني بانتهاج سياسة جديدة لاختيار مرشحيه عبر المجمع الانتخابي استطاع أن يتلافي أخطاء المرحلة السابقة وأن يعلن ذلك دون خجل وبشفافية فيما يمكن أن نطلق عليه عملية "الفلترة" إذا صح التعبير وأيضا لأن الحزب الوطني هو حزب الشعب الحقيقي حزب الغالبية المعتدلة وليس حزب الحكومة بالمعني المغرض الذي يروج له الآخرون. وهذا الحزب تحكمه أسس ومباديء وبرامج عمل مستمدة من الواقع المعاش للمواطنين بناء علي استطلاعات رأي وقواعد حزبية تمت في كافة القري والنجوع والمدن والمراكز علي مستوي الجمهورية ودائما ما يحدث التنسيق بين الحزب والحكومة ولا يجد الحزب أو الحكومة غضاضة في تصويب أي خطأ وارد أن يحدث حتي ولو استغله المغرضون من أصحاب الأقلام في الصحف الخاصة أو الفضائيات.. والحزب يشارك في اختيار الوزراء عبر مؤسسات وفقا لمعايير وضوابط تحكم صنع القرار في مصر ويمكن أن يقال وزير أو مسئول إذا ما احتل الأداء. وقد حدث ذلك مرارا بكل الشفافية والوضوح.. فالمهم هو الصالح العام ومصلحة المواطن والوطن أولا وأخيرا. وفي اعتقادي أيضا ان الحزب الوطني هو الابن الشرعي لثورة يوليو التي جاءت بإرادة الشعب ورئيس الحزب ومؤسسيه وكبار أعضاءه هم من أبناء هذه الثورة بمؤسساتها وأبنائها الذين يحافظون علي مكاسبها ويطورون من مناهجها وفقا للمتغيرات والظروف المحلية والاقليمية والدولية.. ولكن يبقي هذا الحزب في النهاية هو الحافظ لثوابت الأمة بعقائدها وموروثاتها الحضارية والثقافية والانسانية مهما تعرض من هجمات وأباطيل. سأعطي صوتي لنواب الحزب الوطني لأنهم يعملون وفقا لبرامج وآليات تنحاز للمواطن البسيط ويسعي لتحقيق حياة كريمة له ولأبنائه سواء في مجالات الصحة أو التعليم أو الرعاية الاجتماعية أو المرافق والخدمات خاصة في القري المحرومة أو الطبقات الفقيرة حيث لا يجد الحزب غضاضة أن يعلن ان هناك فقرا. ولكن هناك أيضا جهودا تبذل لمكافحة هذا الفقر ومحاصرته بعيدا عن الأفكار البالية والأخري لبعض الأحزاب التي كانت سببا لقيام ثورتنا للتصدي للإقطاع والرأسمالية المستغلة ومجتمع النصف في المائة الذي كان يحرم علي أبناء المصريين الدخول للكليات العسكرية وكان الحكم يقتصر علي الصفوة من الباشاوات وعلية القوم. كما انني أنأي بصوتي عن الأحزاب المتاجرة بالشعارات الزائفة والمشتاقين لكراسي الحكم والذين يزايدون ضد مصالح الوطن. سأعطي صوتي للحزب الذي إليه تنتمي قيادات مشرفة يحق لنا كشعب أن نعتز بهم في أدائهم الوطني الرفيع في مقدمتهم صفوت الشريف ومفيد شهاب والمهندس رشيد محمد رشيد وحبيب العادلي والفريق أحمد شفيق وعبدالسلام المحجوب والمستشار عبدالمجيد محمود والدكتور عبدالعظيم وزير. فكل هؤلاء وغيرهم كثيرين أمثلة ناصعة علي حسن اختيار القيادة السياسية رئيس الحزب الوطني ورئيس كل المصريين لمعاونيه الذين يشاركون في مسيرة الوطن ويسعون لتقدمه ورفعته. ونأمل أن يكون كل نوابنا سواء من الحزب الوطني أو الآخرون علي نفس النهج في الوطنية والانتماء لهذا الوطن وهذا الشعب. يبقي في النهاية أن أقول للناخبين انتبهوا أيها السادة من الخفافيش التي تحاول أن تتسلل متسترة بأردية زائفة لكي تعطل مسيرة الوطن وإنجازات كثيرة تحققت وأخري علي الطريق وفقا لبرامج وآليات وتوقيتات سوف تتحقق بإذن الله.