يمكنكم التواصل مع الكاتب ومناقشته: [email protected] لا حديث اليوم لأحزاب المعارضة، ولبعض القوي السياسية، التي فضلت العمل خلف الستار، ومن وراء الميكروفونات وصحف الصخب والضجيج، إلا عن انتخابات الرئاسة وأسماء المرشحين لها، سواء من الأحزاب أو المستقلين، بما في ذلك مرشح الحزب الوطني للرئاسة. وهو حديث يمثل أحد المتغيرات، التي تشهدها الساحة السياسية المصرية للمرة الأولي، ليس في التاريخ الحديث فقط، ولكن علي امتداد آلاف السنين التي شكلت حضارتها. ورغم أن المنافسة علي منصب الرئيس تتم الآن بانتخابات حرة، ينظمها الدستور ويصوغ لها كل الأسباب، التي تضمن تعبيرها عن نبض الشارع المصري واختياراته الحرة لمن يحكمه. إلا أن توقيت طرح أسماء المرشحين للرئاسة يمثل تجاوزاً وسذاجة سياسية، لأن نتائج الانتخابات القادمة، سواء التجديد النصفي للشوري، أو انتخابات مجلس الشعب، هي التي ستحدد أي الأحزاب ستشارك في الانتخابات، وفقاً لنصوص الدستور. المنافسة علي رئاسة الجمهورية تمثل طفرة في الإصلاح، يحاول البعض أن يتجاوزها أو يتناساها، رغم إنها تمثل أحد المتغيرات الفارقة في حياتنا السياسية، والتي كان الحزب الوطني أول من بادر بها، ليؤكد أنه حزب أغلبية المصريين من خلال زعيمه الرئيس مبارك، الذي يقود عملية الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي بخطوات متدرجة ومتزامنة. لا نبالغ عندما نقول إنها أوجدت حالة من الحراك والتفاعل داخل الشارع السياسي، ليس في مصر وحدها، ولكن في المحيط العربي والاقليمي. ويكفي أنها جاءت معبرة عن واقع وطموحات الإنسان المصري، وبيئته الثقافية والاجتماعية، وأجهضت في حد ذاتها محاولات بعض قوي الغرب، والتي تمثلها الولاياتالمتحدةالأمريكية، لفرض نماذج معينة للإصلاح في العالم العربي، وفق النموذج السائد هناك، رغم اختلاف الثقافات والبيئة، وهي المحاولات التي أثبتت الأيام فشلها الذريع. وإذا كان الحزب الوطني يمثل حزب الأغلبية حتي اليوم، فإن قواعد الديمقراطية والاحتكام للدستور، تؤكد ضرورة الانتظار لما تسفر عنه نتائج الانتخابات النيابية، وكذلك الانتخابات الداخلية لاختيار مرشحي الأحزاب، التي سيكون لها الحق في المنافسة علي منصب الرئيس. وبعيداً عن العواطف الجياشة، فإن خيارات الشعب المصري سوف تنحاز للحزب الوطني، وما حققه زعيمه الرئيس مبارك من انجازات ووعود أوفي بها. كما أن اختيارات الحزب الوطني، سوف تنحاز للزعيم الذي فتح أبواب الحرية والديمقراطية، وقاد مسيرة للبناء والتنمية، لم تشهدها مصر عبر كل عصورها، غير أنه يظل من السابق لأوانه، أن يعلن الرئيس حسني مبارك ترشيح نفسه لفترة رئاسية قادمة، فهناك برنامج رئاسي، يتابع الرئيس مبارك بنفسه تنفيذه علي أرض الواقع، بعد أن شهد مزيداً من الاضافات التي جعلته برنامجاً ديناميكياً، يتجاوب مع تطلعات وطموحات وأولويات الموطنين، والظروف والمتغيرات الكثيرة التي شهدها العالم، من جراء الأزمة الاقتصادية وتداعياتها. وأمامنا ما يقرب من عام ونصف العام، علي الانتخابات الرئاسية القادمة. وإذا كان الرئيس وحده هو الذي يملك هذا الحق، وفقا لحساباته الدقيقة ورؤيته الخاصة، وهو حق لا ينازعه فيه أحد.. فإن هناك العديد من الحقائق التي تفرض نفسها علي أرض الواقع، والتي تستدعي وتحتم ضرورة الانحياز لرغبة الشعب المصري، وتمسكه باستمرار الرئيس في موقعه. إن نظرة سريعة علي تطورات الأوضاع داخلياًَ وإقليمياً ودولياً تؤكد حتمية استمرار نفس النهج والأسلوب والمعالجة، التي تعامل بها الرئيس مبارك في العديد من المواقف، التي كانت تود ان تعصف بمصر، وبكل ما حققته من انجازات. فرغم الجهد الشاق والمعاناة، حقق الشعب المصري مع ربان سفينته ملحمة عمل رائعة، تسطر نفسها بأحرف من نور في تاريخ مصر الحديث. ملحمة امتدت لتشمل كل ربوع مصر، وامتد تأثيرها ليشمل العالم كله من حولنا، بعد أن مدت مصر آياديها للسلام، وأمنت لنفسها كل اسباب القوة والعزة والفخار. كان من المنطقي والطبيعي، ألا تلقي كل تلك الانجازات الاعجاب من بعض القوي الخارجية، وأقزامها بالداخل، الذين حاولوا ولا يزالون العبث بمقدرات الشعب المصري، أو النيل من إنجازاته، وما حققه في جميع مجالات الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي. محاولات جر مصر للوراء، أو إبطاء قوة دفعها للمستقبل، تجعلنا اليوم أكثر حرصاً علي التمسك بالرجل الذي حقق لنا كل ذلك. واذا كان للرئيس مبارك الحق في أن يرشح أو لا يرشح نفسه، فإن هناك حقاً اصيلاً للشعب المصري في تكليف الرئيس بخوض غمار الانتخابات الرئاسية القادمة. نعم، لن يكون الرئيس مبارك وحده هو صاحب القرار في خوض الانتخابات القادمة، لأن القرار سيكون للشعب المصري كله، والذي سوف يتمسك باستمرار الرئيس، وخوضه الانتخابات الرئاسية. القرار سيكون نتيجة تقييم شامل لمسيرة 6 سنوات، تم ويتم خلالها تنفيذ كل الوعود، التي قطعها الرئيس علي نفسه، وقدمها في برنامج متكامل للعمل الوطني، تؤكد كل المؤشرات انه يسبق الجدول الزمني، الذي كان معداً له رغم كل العقبات والتحديات، التي واجهتها بلادنا من جراء تداعيات الازمة الاقتصادية العالمية. من أين جاء د. نظيف ؟ من أين جاء الدكتور أحمد نظيف، عندما تم اختياره وزيراً للاتصالات؟! ثم اختياره رئيساً للوزراء؟! رغم أن احدا في مصر كلها لم يسمع عنه قبل ذلك، سواء خلال اشتغاله لفترة قصيرة كأستاذ جامعي، ثم عمله بمركز معلومات مجلس الوزراء. من أين جاء رئيس الوزراء، إذا كان النظام السياسي قد فشل في إفراز عناصر كثيرة قادرة علي تولي المسئولية؟! لو أن الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء قد أمعن النظر، خلال أي اجتماع لمجلس الوزراء، لعرف إلي أي مدي نجح النظام السياسي، وحزب الاغلبية في إبراز العديد من القيادات الشابة، التي تولت حقائب وزارية مهمة وعمر بعضهم لم يتجاوز 04 عاماً، ورغم أن الوزارات التي يتولون مسئوليتها زاخرة بالقيادات صاحبة الخبرة والاداء المتميز، غير أن الدفع بصفوف جديدة، ظل يشكل اولوية خاصة لدي الرئيس حسني مبارك، والذي طالب عشرات المرات بضرورة الاهتمام بقيادات الصف الثاني. أدرك عن يقين أن تصريح الدكتور نظيف قد اجتزئ من سياق عام، كان رئيس الوزراء يتحدث فيه حول حالة الحراك السياسي التي تعيشها مصر، وإجابته علي سؤال يمثل نوعاً من السذاجة، وهو من يأتي للرئاسة بعد الرئيس مبارك!! سؤال يبدو أن أصحابه لم يعد في عقولهم وخيالاتهم المريضة سواه، وهم يحاولون بشتي الطرق التشكيك وزعزعة الثقة في مسيرة الاصلاح السياسي، التي يقودها باقتدار الرئيس مبارك، والتي يسجلها التاريخ بحروف من نور في تاريخ مصر الحديث، بما احدثته من تحولات جذرية في حياتنا السياسية. وكم كان السيد صفوت الشريف الامين العام للحزب الوطني، موفقاً عندما سارع بتصويب تصريح رئيس الوزراء، وأكد ان الدكتور نظيف يقصد انه لا يوجد بديل بوزن وثقل وخبرة الرئيس مبارك. وأعتقد جازماً أن ما قام به صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني، هو جزء من سياسة الحزب في الدفاع عن حكومته، رغم كل ما تعرضت له من إخفاقات، والتي كان سببها الأول والأخير، محاولة الحكومة الخروج عن بعض سياسات الحزب، الذي نجح في أن يكون المعبر الأول عن هموم وطموحات كل المصريين. الغريب أن ذلك كله يحدث بينما يواصل الرئيس مبارك جولاته التفقدية، لعشرات المشروعات الجديدة التي تشكل نقطة تحول في مسيرة بناء مصر الحديثة. أمس الأول تفقد الرئيس شبكة الطرق العملاقة في أسيوط، وقبلها مطار مبارك الدولي في سوهاج، وكلها مشروعات عملاقة تقام لأول مرة في صعيد مصر، الذي ظل محروماً لسنوات طويلة من اي مشروعات للتنمية. لا أبالغ عندما أقول إن الاستقبال الحافل من ابناء الصعيد لزعيمهم، والملايين التي تابعت جولات الرئيس واستفساراته واسئلته للوزراء المرافقين عبر وسائل الإعلام، كانوا يبتهلون إلي الله تعالي شكراً بأن منَّ بالسلامة والصحة علي زعيم كانت حياته كلها ولا تزال من أجل شعبه وأمته ومستقبل أبنائه وأحفاده.