قام المهرجان القومي للسينما المصرية بتكريم مجموعة من الفنانين كان من بينهم مدير التصوير محمود عبدالسميع وأصدر عنه كتابا بقلم د. وليد سيف.. تناول خلاله رحلة حياة وإبداع الفنان والتي بدأت منذ الخمسينيات الماضية حتي اليوم. وقد قام بتصوير عشرات الأفلام التسجيلية والروائية أشهرها فيلم "العوامة 70" للمخرج خيري بشارة. و"الصعاليك" للمخرج داود عبدالسيد و"الجوع" للمخرج علي بدرخان و"آخر الرجال المحترمين" للمخرج سمير سيف و"للحب قصة أخيرة" للمخرج رأفت الميهي. يحمل الكتاب عنوان "محمود عبدالسميع.. ما وراء الصورة" وكما يقول د. وليد سيف إن ما لا نعرفه عن محمود عبدالسميع أكثر بكثير مما نعرفه. منها اهتمامه بالثقافة السينمائية قبل اهتمامه بالتصوير. وقد حكي عبدالسميع في كتابه الكثير من ذكرياته مع القراءة التي كان يعشقها قبل عشقه للسينما. بالتالي جاء اهتمامه بالثقافة السينمائية منذ المقالات الأولي لهذا النوع الجديد من الثقافة خلال الخمسينيات. وهو يعتبر أحمد الحضري أول من كتب عن السينما كفن وثقافة ورؤية للعالم والحياة. وقد قام الحضري بتأسيس "جمعية الفيلم" التي انضم إليها محمود عبدالسميع وأصبح ينتمي إليها حتي أصبح رئيساً لمجلس الإدارة. وهو الآن يعيد نشر مقالات الحضري التي كانت لها تأثير كبير في اهتمام عبدالسميع بالثقافة السينمائية. بعد أن أنهي دراسته في قسم التصوير بكلية الفنون التطبيقية عام 1966 وبدأ رحلته مع الفن وكاد أن يقع عليه الاختيار للقيام بتصوير فيلم "الأرض" ليوسف شاهين وقد أخذته بعد ذلك السينما التسجيلية بعد أن عمل في المركز القومي للسينما. ولم تجئ له الفرصة في السينما الروائية إلا عام 1979 مع المخرج خيري بشارة وفيلم "العوامة 70" الذي منحه الاعتراف بقدرته علي تصوير الفيلم الروائي بعد أن أثبت كفاءة كبيرة في تصوير الأفلام التسجيلية. بالإضافة إلي تجربته الوطنية كأول مصور يذهب إلي حرب الاستنزاف عام 1969 ويقوم بتصوير المعارك الدائرة هناك مع فؤاد التهامي وبعض القادة العسكريين آنذاك. ويشير الكتاب إلي الدور الذي قام به محمود عبدالسميع في المطالبة بإنشاء السينماتيك المصري أو متحف السينما الذي يحفظ للتاريخ الأجهزة القديمة المملوكة للسينما المصرية مثل آلة التحميض التي تم تحميض فيلم "زينب" الصامت عليها وبعض الكاميرات العتيقة التي لا توجد في متاحف العالم وقد تقدم عبدالسميع بمشروع لإقامة هذا المتحف المتكامل ومازال يجري وراء تحقيق هذا الحلم. الكتاب يقع في 107 صفحات ويتضمن العديد من الصور لحياة وأعمال محمود عبدالسميع.