العلاقات المصرية الكويتية لها طبيعة خاصة علي مدار عقود وازدادت قوة ومتانة بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مهام منصبهپفأصبحت جسور التلاحم بين البلدين صلبة وباتت العلاقات الفريدة بينهما محور ارتكاز لخدمة الأمة العربية . فمنذ استقلال الكويت في عام 1961 أرسل الرئيس المصري جمال عبد الناصر برقية إلي أمير دولة الكويت الشيخ عبد الله السالم الصباح. قال فيها "في هذا اليوم الآخر الذي انبثق فيه فجر جديد في تاريخ الوطن العربي باستقلال الكويت وسيادتها ليسرني أن أبادر بالإعلان عن ابتهاج شعب الجمهورية العربية المتحدة وعظيم اغتباطهم بهذا الحدث التاريخي المجيد الذي اعتزت به نفوس العرب جميعا". وطبقا للخبراء حددتپهذه البرقية مسار العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين طوال الحقبة التي تلتها . فعارضت مصر حينها تهديدات الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم لضم الكويت وأصدر الرئيس جمال عبد الناصر بيانا قال فيه "إن الوحدة لا تتم إلا بالإرادة الشعبية في كل من البلدين وبناء علي طلبهما معا" وقال كلمته الشهيرة "مصر ترفض منطق الضم". في عام 1990 تأكدت متانة واستراتيجية العلاقات بين البلدين فعندما غزا صدام حسين الكويت كانت القوات المصرية من اوائل القوات التي شاركت في حرب تحرير الكويت لتسطر القاهرة صفحة في كتاب الدفاع عن الوطن العربي وحماية دوله الشقيقة. وعلي الصعيد السياسي كانت الكويت في مقدمة الدول العربية التي سارعت الي تأييد التطورات السياسية في مصر في أعقاب ثورة 30 يونيو ودعمت ارادة الشعب المصري. وأكدپسمو الشيخ صباح الأحمدپأن الكويت ستقدم دعما كاملا لمصر علي الصعيدين السياسي والاقتصادي قائلا "مصر عزيزة علي الكويت ولن تتأخر عنها أبدا" وشدد مخاطبا الرئيس السابق عدلي منصور: أشقاؤكم معكم وسندًا لكم. كما شارك أمير دولة الكويت في احتفالات تنصيب الرئيس عبد الفتاحپالسيسي رئيسا لمصر. في خطوة تعكس حرص الدولة الخليجية علي الوقوف خلف النظام المصري الجديد. وجاء تأسيس اللجنة العليا المشتركة المصرية - الكويتية عام 1998 لتحقيق قدر كبيرپمن التنسيق والتعاون المشترك بين البلدين في مجالات التعاون المختلفة إضافة إلي ارتباط البلدين بالعديد من بروتوكولات التعاون القديمة والجديدة بين مؤسسات كلا البلدين منها علي سبيل المثال العسكرية والإعلامية. وشهد عام 1964 م توقيع أول اتفاقية تجارية بين مصر والكويت تلتها عدة اتفاقات أخري منها الاتفاق الموقع بين غرفتي التجارة في يونيو 1977 واتفاق النقل البري للركاب عام 1998 والبروتوكول التنفيذي للاتفاقية عام 2000. وشهد عام 1998 اتفاق التعاون العلمي والفني في مجالات المواصفات والمقاييس ومراقبة الجودة ومنح شهادات المطابقة كما تم توقيع اتفاق للتعاون الزراعي عام 2000 واتفاق تشجيع وحماية الاستثمارات في أبريل 2001 واتفاق التعاون بين الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية وغرفة تجارة وصناعة الكويت في 2001 واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي في عام 2004. كما شهد البلدان زيارات متبادلة لعدد كبير من المسئولين لدعم القضايا العربية وتوطيد أواصر العلاقات الثنائية بين البلدين كما اكدت الكويت دعمها لمصر في أعقاب ثورة يونيو واحترام ارادة الشعب المصري والتي ادت الي الإطاحة بحكم الإخوان . وتعتبر الكويت الوجهة الثانية المفضلة للعمالة المصرية في دول الخليج العربي بعد المملكة العربية السعودية حيث يصل عدد المصريين العاملين بالكويت إلي حوالي 800 الفپتزيد تحويلاتهم السنوية عليپ3 مليارات دولار. ولعبت العمالة المصرية دورين بارزين في مسيرة الكويت التنموية الأول خلال منتصف السبعينيات وفترة الثمانينيات حيث كان لها دور بارز في نهضة الكويت العمرانية والعلمية من خلال الكوادر المصرية المتميزة في مجالات البناء والتشييد والتعليم والقضاء. والدور الثاني كان بعد عام 90 في أعقاب الغزو العراقي للكويت والانتهاء من عملية التحرير حيث لعبت العمالة المصرية دورًا كبيرا في عملية إعادة الاعمار ومازال سوق العمل الكويتي يطلب المزيد من العمالة المصرية في مجالات الزراعة والبناء والتشييد والأطباء والعمالة الفنية. وتحتضن مصر نحو 22 الف مقيم كويتي منهم 20 ألفا بغرض التعليم ينفقون نحو مليار دولار سنويا . اكد السفير سيد أبوزيد مساعد وزير الخارجية الاسبق ان العلاقات المصرية الكويتية فوق الممتازة وتسودها المحبة بين الأشقاء. فالمواقف التي اخذتها مصر نحو الكويت هي المواقف الطبيعية التي يتخذها الاشقاءپ. وشدد السفير أبوزيد في تصريحات خاصة ل "الجمهورية" أن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يسمي حكيم العرب وهو لديه خبرة عريضة وعميقة. وعقب ثورة 30 يونيو كان موقف الكويت طيباً من مصر بنفس المنحي الذي تتصف به العلاقات القوية والوثيقة بين البلدين . ومصر حريصة ليس فقط علي الاخوة الموجودة بينها وبين الكويت ولكن حريصة علي امن الكويت باعتبار ان الكويت جزء من الخليج وان امن مصر من امن الخليج وامن الخليج من مصر . قال ان عدد الجالية المصرية الكبير بالكويت والذي يقدر ب 800 الف مواطن فهو عدد كبير وعدد الجالية الكويتية في مصر والذي يقدر ب 22 الف مواطن فكل ذلك يترجم صور العلاقات الموجودة بين البلدين الشقيقين . ودائما نقف مع الكويت من خلال العلاقات الاخوية. واشار الي ان العلاقات في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين علي اعلي مستوي وتسودها روح المحبة.