حققت مصر خلال عام 2016 قفزات ونجاحات كبيرة في سياستها الخارجية ويرجع الفضل في هذه النجاحات إلي زيارات الرئيس السيسي الخارحية التي بلغت أكثر من 11 زيارة دبلوماسية ما بين توطيد علاقات وحضور مؤتمرات وقد اثمرت هذه الزيارات عن استعادة مصر لمكانتها الدولية والاقليمية وحصولها علي مقعد غير دائم بمجلس الأمن وتعتبر الجولة الآسيوية من أهم الجولات لعام 2016 والتي بدأت منذ أواخر يناير 2016 بزيارة كل من كازاخستان واليابان وكوريا الجنوبية وكانت نتائجها مثمرة حيث تم توقيع 15 اتفاقية للتعاون في انطلاقة جديدة بين مصر واليابان الآسيوية ايضاً زيارة دولة كوريا الجنوبية التي انقطعت منذ 20 عاماً فلم يقم أي رئيس مصري بزيارتها منذ ذلك الوقت حيث تم خلالها استكشاف التجربة الكورية والاستفادة منها في تحقيق أهداف استراتيجية لتنمية مهارات قطاع الشباب وانتهت تلك الجولات في مارس 2016 ثم بدأت مرة أخري بزيارة الرئيس للدولة الهندية وتعزيز التعاون العسكري والأمني لمواجهة الإرهاب وزيارة الصين في اغسطس 2016 وعمل قمة مشتركة مصرية صينية لتوطيد العلاقات وزيادة الاستثمارات ودعم الاقتصاد المصري. كما اشترك الرئيس في يوليو 2016 في جلسة المباحثات غير الرسمية بالقمة الافريقية ال 27 اجري خلالها مباحثات مهمة مع زعماء القارة السمراء كما قام بزيارة دولة البرتغال لتعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات الاقتصادية والسياسية والاقتصادية في نوفمبر 2016 وشارك في القمة العربية الافريقية بغينيا الاستوائية وأخيراً كانت زيارته لدولة الامارات لحضور احتفال العيد الوطني لها. كان لوزارة الخارجية دور مثالي في توطيد العلاقات بين مصر ودول العالم بمشاركة فعالة في التحضير والاعداد لحضور المؤتمرات العالمية والتي بلغت أكثر من 10 زيارات خارجية رسمية. كما كان لها دور كبير في صياغة الدور الدبلوماسي في معظم القضايا التي تخص الوطن فقد قامت بالرد الأمثل علي قرار البرلمان الأوروبي بالتصويت علي الحالة الحقوقية في مصر في قضية تعذيب ومقتل الطالب الايطالي ريجيني والذي وصفته الخارجية بغير المنصف ولا يتفق مع حقيقة الاوضاع في مصر. ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل الديمقراطي يقول ان 2016 عام انتصارات للسياسة المصرية حيث استطاع الرئيس عبدالفتاح السيسي بجولاته المختلفة اعادة مصر لمكانتها العربية والاقليمية والافريقية والدولية واستطاع من خلال تلك الزيارات ان ينسج علاقات قوية مع دول العالم مثل روسياوالصين والهند وكوريا الجنوبية وتمكنت مصر من تنويع مصادر السلاح فأصبح الجيش المصري الوحيد في دول الشرق الأوسط الذي يمتلك حاملتين الطائرات "مسيترال جمال عبدالناصر وأنور السادات" لحماية كل حدود الأمن القومي المصري وفي نفس الوقت استطاعت الدبلوماسية المصرية ان تعيد اعتبار مصر في المنظمات الاقليمية والدولية ففازت مصر بعضوية مجلس السلم والأمن الافريقي. وكذلك فازت بالعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن بالاضافة إلي فوزها برئاسة بعثة مكافحة الإرهاب كما استطاع الرئيس السيسي إعادة مصر لأحضان القارة الافريقية وترميم العلاقات التي ساءت للعقود ويزور معظم الدول الافريقية المهمة لتوطيد العلاقات المصرية بها. يؤكد الشهابي ان عام 2016 شهد إعادة رسم علاقات مصر الخارجية وترسيخ لثوابت الأمن القومي العربي والمحافظة علي الدول العربية المركزية وجيوشها الكبيرة ومكافحة الإرهاب مثل المواقف المصرية الرائدة والداعم للدولة السورية لافتا ان إذا كان الرئيس هو راسم تلك السياسات فان وزير الخارجية سامح شكري هو صاحب المجهودات القوية والزيارات المكوكية والتصريحات الحاسمة التي ترجمت رؤي الرئيس للسياسة الخارجية. يري رفعت السعيد رئيس جزب التجمع السابق- ان التحركات الخارجية والزيارات الدبلوماسية للرئيس كانت لها اليد القوية في إعادة كافة العلاقات المصرية مع العديد من الدول الخارجية واظهرت قوة وتطلعات الدولة المصرية في بناء لشراكة حقيقية مع جميع الاطراف علي مستوي العالم وهذا يعني امتلاك القيادة السياسية لرؤي حقيقية للقضاء علي عمليات التهميش واعادة التوازنات الافريقية مع دول القارة السمراء وبناء مناخ استثماري قوي مع تلك الدول مضيفا ان حرص الرئيس علي الجولات الاسيوية وتوطيد العلاقات المصرية بها كان لها اهمية كبري من كازاخستان واليابان وكوريا الجنوبية في إعادة بناء العلاقات المصرية الخارجية ودعم الخطط الاقتصادية والتنموية المصرية سيظهر ثمار هذه الزيارات تدريجيا. يوضح الدكتور طارق فهمي استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ان جولات الرئيس الخارجية كانت مهمة ولابعاد استراتيجية ومخططية لانها حدثت بالتوقيت المناسب حيث دشنت هذه الزيارات مراحل جديدة للدولة المصرية لاستعادة مكانتها الدولية والاقليمية بزيارته فرنسا وبريطانيا لمكافحة الإرهاب وزيارته للدول الآسيوية من الصين والهند واليابان وكازاخستان وفتح مجال للتعاون بين مصر وهذه الدول اقتصاديا وسياسياً وثقافيا فكان أول زعيم مصري يزور كوريا الجنوبية منذ 20 عاماً ليعيد للعلاقات المصرية الكورية تحقيق والاستفادة من التجربة الكورية في الأهداف الاستراتيجية لتنمية مهارات قطاع الشباب والاستفادة بمزايا الاستثمار الكوري في مصر. كما حرص الرئيس علي توطيد العلاقات الروسية للمساعدة في مكافحة الارهاب وكانت ايضاً زياراته للدولة البرتغالية والدولة الأندونيسية لها اثارها الايجابية الضخمة في بناء علاقات وتوازنات جديدة مع دول بعيدة والتغلب علي فكرة الحليف الاستراتيجي الأوحد فمصر استعادة مكانتها الدولية والاقليمية التي فقدتها طوال السنوات الماضية.