أصبح من المعتاد سنوياً ان تشق الروايات الناجحة طريقها إلي شاشة السينما. ورواية فتاة القطار "the girle in the train" حققت العام الماضي مبيعات هائلة. وهي الرواية الخامسة للبريطانية باولا هاوكينز بعد 4 روايات فاشلة انجذب القراء إليها ليفتحوا الطريق لجمهور السينما أيضاً وكتبت السيناريو إيرين ويلسون أستاذة التأليف المسرحي بجامعة كاليفورنيا وأخرج الفيلم تات تيلور الممثل الأمريكي الذي اتجه للإخراج. يبدأ الفيلم بالمطلقة راشيل تنظر من شباك قطار الضواحي علي منزلها السابق والذي يعيش فيه زوجها مع زوجته الجديدة وطفلتهما تبدو مثل الشيطان المطرود من الجنة. ولكننا سوف نكتشف ان العكس تماماً هو الذي حدث لأن الشيطان هو الموجود في الجنة وطرد الملاك خارجها.. قامت بدور راشيل النجمة البريطانية ايميلي بلونت صاحبة الأداء الرفيع وهو أحد الأدوار الصعبة لانها مدمنة كحول ومضطربة نفسياً ولكنها صادقة وهي الوحيدة التي تعرف الحقيقة ولا أحد يصدقها! ثلاثية السعادة التي تحلم بها المرأة تتلخص في النجاح في العمل والعثور علي الحب الحقيقي وتحقيق حلم الأمومة وراشيل بعد الطلاق أصبحت بعيدة عن مصادر الساعدة ومن هنا اتجهت إلي الكحول ثم الاضطراب النفسي. وهي تعلم أن زوجها السابق توم "جاستن سيروكس" ارتكب جريمة قتل ميجان "هيلي بينت" وأن سكوت زوج ميجان "لوك ايفانز" برئ وكذلك الطبيب النفسي الدكتور كمال. كما تعلم ان طفلة الزوجة الجديدة أنا "ربيكا فيرجسون" ليست ابنه توم. المخرج وكاتبة السيناريو اختارا التحرك في الزمن بحرية كاملة خاصة ان أحداث الفيلم دارت في شهور قليلة. والشخصية الرئيسية راشيل تقوم بدور الراوي ولكنها لا تتمتع بالمصداقية الكافية لدي المشاهد وهو ما أعطي الفيلم مذاقه التشويقي حتي آخر لحظة. ولا يوجد التسلسل الزمني المعتاد في طريقة عرض القصة علي الشاشة وساهم ذلك أيضاً في مزيد من التشويق. كاتبة رواية فتاة القطار باولا هاوكينز أرادت التعبير عن معاناة قطاع كبير من النساء في المجمعات الحديثة في أوروبا حققت القدر الأكبر من الحرية في حياتها ولكنها لم تتخلص تماماً من ميراث المرأة في تاريخ علاقتها بالرجل. أن تحلم بالبيت والأسرة الصغيرة حيث الحب والأمومة في مكان واحد. وأشارت الرواية إلي هشاشة حياة المرأة في مواجهة صدمات الواقع. فالحياة الناعمة الخالية من المعاناة جعلت الفشل من المستحيلات وعندما يأتي يبدو وكأنه نهاية العالم. ولكن الحقيقة ان الفشل هو جولة من جولات الحياة التي يتعاقب عليها الفشل والنجاح وهو ما لا تدركه الحياة في المجتمعات المرفهة. الأداء التمثيلي والعناصر الفنية في الفيلم جاءت علي أعلي المستويات خاصة ان المخرج تات تيلور عمل بالتمثيل لذلك فإن احساسه بالممثل جعله قادراً علي مساعدته لتقديم المستوي الذي ظهر في الفيلم خاصة أداء ايميلي بلونت والتي من المحتمل ان تحظي بترشيح للأوسكار عن دورها وقد نجح هذا المخرج من قبل في ترشيح 3 ممثلات للاوسكار في أفلام سابقة. حقق الفيلم نجاحاً تجارياً داخل الولاياتالمتحدة فقد تكلف 45 مليون دولار ووصلت إيراداته إلي 60 مليون دولار خلال 3 أسابيع ويتم عرضه بالطبع خارج أمريكا حقق المزيد من النجاح في بريطانيا وكما ذكرت فان جوائز التمثيل النسائي تنتظر بطلات الفيلم الثلاث خاصة إيميلي بلونت بالإضافة إلي الأمريكية هيلي بينيت والسويدية ربيكا فيرجسون.