ملحمة تحرير واسترداد سيناء سواء في ميادين القتال أو علي موائد المفاوضات لم تكن وليدة صدفة أو عمل حالفه الحظ ولكن نتاج جهود وتضحيات ودماء روت رمال أرض الفيروز.. وعبقرية وشجاعة مخطط وإرادة مقاتل هو بحق خير أجناد الأرض. لا شك أن نصر أكتوبر 1973 ونجاح المقاتل المصري الذي كان مفاجأة الحرب جعله ينفض غبار الهزيمة وفقدان الثقة والانكسار إلي الثقة والفخر والانتصارا.. فقد حطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر وخط بارليف الذي دمره في زمن قياسي.. وتفوقه عندما استعد للمعركة الفاصلة في 6 سنوات منذ نكسة 1967 وحتي ملحمة العبور ونجح في العبور في 6 ساعات.. فقد كان النصر عملاً عسكرياً عبقرياً فذاً. .أضاف للعلم العسكري وأسقط نظريات كانت تتبناها أكبر وأعرق المعاهد العسكرية في العالم ولذلك استحق المقاتل المصري أن يكون هو من يصنع المفارقة دائماً. المصريون انتصروا في ميادين القتال.. وتفوقوا في المفاوضات جنودنا البواسل حولوا لحظات الانكسار إلي أعظم انتصار فبعد ساعات من نكسة 1967.. قرر الجيش المصري الثأر ورد الاعتبار وبدأ في مرحلة إعادة بناء القوات المسلحة.. واستخلاص الدروس المستفادة والوقوف علي نقاط الضعف وأسباب ما حدث.. ويعظم الايجابيات ونقاط القوة واستخدام المنهج العلمي وتزويد القوات المسلحة بما تحتاجه من أسلحة ومنظومات تواكب العصر علي قدر المستطاع واستخدام قوي الدولة الشاملة في سبيل تحقيق الهدف الاستراتيجي وهو النصر واسترداد الأرض والكرامة. قالها الرئيس جمال عبدالناصر ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.. وكانت المبدأ الحاكم والمحوري في التعامل.. لذلك تقرر الدخول في عمليات عسكرية مع العدو أطلق عليها حرب الاستنزاف كان هدفها الأساسي إعادة الثقة للمقاتل المصري في سلاحه ونفسه وقادته وقدراته وأيضاً ايصال رسالة للعدو مفادها ان بقاءه علي أرض سيناء سوف يكلفه ثمناً باهظاً. حققت حرب الاستنزاف أهدافها.. ونجحت في إحداث خسائر فادحة في صفوف العدو حيث فقدت إسرائيل خلالها 41 طياراً و27 طائرة و872 قتيلاً و3141 جريحاً وأسيراً ناهيك عن الأعمال البطولية التي نفذها الجندي المصري علي أرض سيناء مثل ضرب المدمرة إيلات و7 زوارق وسفن و200 دبابة ومجنزرة وأيضاً التواجد خلف صفوف العدو والحصول علي معلومات مهمة أفادت المخطط العسكري المصري في التخطيط لمعركة الكرامة واسترداد الأرض.. وأزالت كل مخاوف المقاتل حيث اكتشف زيف جيش الأسطورة وجبن الجندي الإسرائيلي وهشاشة نظرية الأمن الإسرائيلي.. وأصبح ميدان المعركة بالنسبة له شيئاً مألوفاً.. وتسابق الجنود والأبطال من الجيش المصري علي تنفيذ العمليات والكمائن وتنفيذ عمليات استثنائية في شرق القناة وتكبيد العدو خسائر فادحة وهو الأمر الذي أدي إلي رفع المعنويات وانتظار معركة الحسم علي أحر من الجمر. كانت حرب أكتوبر 1973 وملحمة العبور وتدمير خط بارليف مثل الصاعقة التي نزلت علي رأس إسرائيل.. فقد كانت الحرب مفاجأة لكل العالم وليس لإسرائيل وحدها وهذا يؤكد عبقرية المخطط المصري واحتشاد كل قوي الدولة الشاملة في تحقيق هدف استراتيجي.. ونجاح عبقري لخطة الخداع الاستراتيجي التي نفذتها مصر. عكف المخطط المصري طيلة 6 سنوات كاملة من 1967 وحتي 1973 يدرس كل صغيرة وكبيرة ويتعرف علي نقاط القوة والضعف في العدو الإسرائيلي.. وحفظ كل جندي مهمته عن ظهر قلب.. ووضعت سيناريوهات وبدائل لمواجهة كافة الاحتمالات سواء خط بارليف أو الساتر الترابي وتم التوصل لفكرة عبقرية هي قوة دفع وضغط المياه وقدرتها علي فتح منافذ ومعابر وسط رمال السد الترابي.. وقد قال الخبراء آنذاك ان تدمير الساتر الترابي يحتاج لسلاح المهندسين في الجيشين الأمريكي والاتحاد السوفيتي آنذاك.. بل ونصح الخبراء الروس بضرب الساتر الترابي بالقنابل الذرية.. ولأن جيش مصر هو خير أجناد الأرض تم تدمير أسطورة إسرائيل المزعومة بفكرة بسيطة من عبقرية وذكاء المقاتل المصري. في كل عام قبل حرب أكتوبر 1973 كان الجيش المصري يعلن حالة الاستعداد والطوارئ وتشير كل المعطيات والشواهد علي الأرض إلي إعلان مصر الحرب علي إسرائيل والهجوم علي اسرائيل إلا ان ذلك لم يحدث حتي وصلنا إلي ساعة الصفر في أكتوبر 1973.. وكررنا ما حدث كل عام حتي وصلت استخبارات العدو إلي حقيقة مفادها ان المصريين لن يحاربوا ولن يهاجموا سيناء.. فكانت المفاجأة.. وبدأت أكثر من 220 طائرة تعبر القناة في اتجاه الشرق إلي سيناءالمحتلة لتدك حصون العدو وتدمر مراكز قيادته وأهدافه الحيوية والاستراتيجية وتقطعت أوصال العدو الذي انشغل بعيد الغفران وحدث ارتباك لا يصدقه عقل.. وفي تزامن بدأت أمواج العبور تتدفق وتتوالي في عزف ملحمي وسيمفوني يصل لدرجة العبقرية في تحد ورغبة وإرادة لتحقيق النصر واسترداد الأرض وخلال 6 ساعات نجح 80 ألف جندي في العبور إلي شرق القناة و800 دبابة و13 ألف مركبة خلال 18 ساعة من بدء عملية العبور في انجاز عسكري غير مسبوق وغير تقليدي وضرب بنظريات العلم العسكري الراسخة عرض الحائط. لقد فعلها المصريون وجيشهم العظيم.. فخلال ال 90 ثانية عبرت 220 طائرة من 20 مطاراً ودمرت أكثر من 35 مركز قيادة وهدفاً في 15 دقيقة.. ونجحت 75 كتيبة مهندسين في فتح الثغرات في زمن قياسي وإنشاء 10 كباري ثقيلة ومثلها للمشاة و31 معدية نجح ما يزيد علي 80 ألف ضابط وصف وجندي في العبور عليها بأسلحتهم ومعداتهم إلي الضفة الشرقية.. وكان في نفس الوقت أكثر من 200 مدفع فتحوا أبواب الجحيم علي العدو ل 175 دانة في الثانية الواحدة. لقد كانت كل صغيرة وكبيرة محل اعتبار خلال حرب أكتوبر في تناسق وتناغم لكافة أجهزة وأسلحة وتخصصات القوات المسلحة حيث تولت القوات البحرية إغلاق باب المندب وقصفت أهدافاً حيوية في عمق العدو.. ونجح حائط الصواريخ والدفاع الجوي في إجبار قوات العدو من عدم الاقتراب من منطقة القناة لأكثر من 15 كيلو وأسقطت العديد من مقاتلات العدو الحديثة. وفي نفس الوقت الذي كان فيه رجال المشاة سادة المعارك يسطرون ملحمة الفداء والشجاعة مع رجال القوات المسلحة في قتال تكتيكي وإجبار قوات العدو علي عدم التقدم في اتجاه القناة وسطر رجال المدرعات بطولات فيما أطلق عليه معارك المدرعات ودمروا مئات الدبابات والأليات الإسرائيلية رغم تفوق الأخير في العتاد والعدة لكن شجاعة المقاتل المصري جعلته يطارد الدبابة الإسرائيلية. لقد كانت حرب أكتوبر 1973 عملاً ملحمياً أسطورياً بكل ما تحمله الكلمة من معاني.. فقد شهدت ال 6 سنوات قبل بدء المعركة في ميادين القتال عملاً ومجهوداً خرافياً حيث قيل ان المشروعات والتدريبات والاستعدادات كانت أكثر شدة وقسوة من الحرب ذاتها وعندما انطلق المقاتل المصري يسطر تاريخاً جديداً علي أرض سيناء دانت له كل المعوقات والعقبات والسواتر التي وضعها العدو الجبان الذي يخشي مواجهة الجندي المصري الجسور.. ومع بدء المعركة انطلقت خمس فرق مصرية تعبر قناة السويس علي طول مواجهة بلغت 162.5 كيلومتر وعبر 80 ألف مقاتل مصري لأرض الفيروز في اليوم الأول وتم رفع علم مصر فوق حصون خط بارليف وتحررت مدينة القنطرة شرق في 7 أكتوبر واستمر القتال حتي صدر قرار مجلس الأمن بعد قتال دام 17 يوماً و4 ساعات و52 دقيقة لتبدأ مسيرة التفاوض وتستمر 9 أعوام من 1973 وحتي 1982 من خلال مرحلتين الأولي من 1974 وحتي 1975 وتتضمن اتفاقيتين بين مصر وإسرائيل وهي اتفاقية فض الاشتباك الأول في يناير 1974 واتفاقية فض الاشتباك الثانية في سبتمبر 1975 حيث انسحبت إسرائيل بمقتضي اتفاقية فض الاشتباك الأولي إلي غرب المضايق الاستراتيجية في سيناء وبلغت مساحة الأرض المحررة 28 ألف كيلومتر مربع أي ما يقرب من نصف مساحة سيناء بالكامل إلي أن وقعت اتفاقية فض الاشتباك الثانية في 30 سبتمبر 1975 التي استردت مصر بموجبها 4500 كيلومتر مربع من سيناء وأصبح الحد الأمامي للتواجد الإسرائيلي في سيناء علي مسافة 55 كيلو متر من قناة السويس وامتد جنوبا علي الساحل الشرقي لخليج السويس إلي بلاعيم علي مساحة 180 كيلو متر من مدينة السويس حيث عادت حقول البترول المصرية في رأس سدر وأبو رديس وبلاعيم وعددها 115 حقلا. وفي مارس 1979 وقعت أول معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل وبحضور أمريكي حيث تم الانسحاب الإسرائيلي من سيناء علي مراحل الأولي في 25 يناير 1979 من الخط شرق العريش إلي رأس محمد والثانية الانسحاب من إلي الحدود الدولية الشرقية لمصر علي مراحل فرعية الأولي من أبوزنيمة حتي أبورديس لمسافة 6 آلاف كيلو متر والثانية بمساحة 7 آلاف كيلومتر مربع وفي 19 نوفمبر 1979 انسحبت إسرائيل من منطقة سانت كاترين ووادي الطور وفي 25 أبريل عام 1982 رفع العلم المصري علي حدود مصر الشرقية علي مدينة رفح شمال سيناء ومدينة شرم الشيخجنوبسيناء. وعندما بدأ العد التنازلي انتظارا للموعد المحدد لإتمام الانسحاب في 25 أبريل 1982 عمدت إسرائيل إلي إثارة مشكلة علامة الحدود في طابا نهاية أكتوبر 1981 مستهدفة الحصول علي مغنم اقليمي ثمين في وادي طابا يرسي سابقة قد تستند اليها في أي مفاوضات سلام مقبلة وهو ما دفعها الي سحب موافقتها علي مواقع عدة من علامات الحدود علي خط الحدود الدولية بين مصر وإقليم فلسطين تحت الانتداب وكان هذا الموقف الإسرائيلي تعبيرا واضحا عن رغبة في توسيع رقعة الخلاف وافتعال أزمة سياسية تعوق إتمام الانسحاب في موعده المحدد وقد تعزز محاولتها الحصول علي مغنم إقليمي ومن هنا كانت بدايات معركة طابا. اتفاق 25 أبريل 1982 قد لا يذكر كثير من المصريين انه حتي عندما أرخي الليل سدوله علي القاهرة مساء الخامس والعشرين من ابريل 1982 كانت هناك شكوك كبيرة في إمكان اتمام الانسحاب في موعده المحدد عندما ينتصف الليل فقد تذرعت إسرائيل بعدم الاتفاق علي مواقع بعض علامات الحدود لمحاولة التحلل من الالتزام الواضح الذي تلقيه عليها معاهدة السلام وطفقت وكالات الأنباء العالمية تطير الأنباء والتصريحات والتوقعات بانهيار وشيك لعملية الانسحاب الإسرائيلي من شبه جزيرة سيناء وكانت قد بدأت عند الظهر من ذلك اليوم في وزارة الخارجية المصرية مفاوضات مصرية إسرائيلية بمشاركة أمريكية ظلت مستمرة ما بين الثانية عشرة ظهرا والحادية عشرة مساء أي علي مدي إحدي عشرة ساعة كاملة أعلن عندها وقبل ساعة واحدة من الموعد المحدد لاتمام الانسحاب طبقا للمعاهدة عن توصل الاطراف إلي إبرام اتفاق 25 ابريل .1982 إن أهمية اتفاق 25 أبريل 1982 لا تكمن فقط في تمهيد السبيل امام اتمام الانسحاب في موعده المحدد ولكنها كانت وستظل تعبيرا عن حرص مصري علي استرداد الحق كاملا وعدم التفريط في حبة رمل واحدة من تراب الوطن والثبات علي المبدأ حيث حرص المفاوض المصري في هذه المفاوضات علي التمسك بثوابته المعلنة منذ بداية الأزمة وكان له ما أراد وحاول الجانب الإسرائيلي مستميتا ولكنه ارتد خالي الوفاض. وكان من أهم ما تضمنه اتفاق 25 ابريل الذي مهد الطريق الي اتمام الانسحاب في موعده المحدد ثم الي التحكيم الدولي. يتم الانسحاب الاسرائيلي الي ما وراء النقاط التي حددتها مصر في خط الحدود. يتقدم الوجود المصري الي حيث المواضع التي تدعي إسرائيل انها علامات للحدود. يتم وضع المساحات بين العلامات المدعي بها من جانب الطرفين تحت سيطرة القوات المتعددة الجنسيات. أن تتخذ الإجراءات اللازمة لتسوية الخلاف بين الطرفين طبقا للوسائل التي حددتها معاهدة السلام لتسوية النزاعات التي يمكن أن تنشأ بين اطرافها بالوسائل السلمية ومن بينها الوساطة والتوفيق والتحكيم والقضاء الدولي وهكذا استطاعت مصر أن تفرض وجهة نظرها في الالتزام الصارم بموجبات التطبيق الدقيق لمعاهدة السلام واحترام القانون باتمام الانسحاب في موعده المحدد وتسوية أية منازعات من خلال الاحتكام إلي الوسائل التي حددتها معاهدة السلام لتسوية المنازعات بالوسائل السلمية وكان أبرز ما اسفرت عنه هذه الأزمة في ذلك اليوم هو أن الحكومة المصرية كانت فوق ما تصورته اسرائيل لهفة مصرية علي اتمام الانسحاب في موعده وقد فوتت مصر بهذا الثبات علي اسرائيل محاولتها حمل الحكومة المصرية علي القبول بمواضع العلاقات التي قدمتها لها كما فوتت مصر من ناحية أخري علي اسرائيل محاولتها الاتفاق علي أداة سياسية لتسوية النزاع وتجنب الاحتكام الي الوسائل القانونية لحسم الخلاف وهو موقف مصري ظل ثابتا منذ بداية الأزمة وحتي النهاية. إذا كان الموقف المصري قد ظل ثابتا علي وجوب الاحتكام الي أداة قانونية لحسم الخلاف علي مواضع عدد محدود من علامات الحدود علي خط الحدود الدولي المعترف به دوليا بين مصر واقليم فلسطين تحت الانتداب وكان هذا الموقف يجد سنده القانوني في معاهدة السلام التي تضمنت تعددا لوسائل تسوية المنازعات التي كان من بينها التحكيم والقضاء الدولي اضافة إلي غيرها من الوسائل فإن اسرائيل ومنذ اندلاع الأزمة كانت لا تفتأ تشير الي تفضيلها للوسائل السياسية لتسوية هذا الخلاف وكانت تلقي في هذا الموقف مساندة أمريكية واضحة علي أساس ان التسوية السياسية هي الأكثر توافقا مع السلام الذي ينبغي ان يسود العلاقات بين الطرفين ولكن الذي لا يعرفه الكثيرون انه بعد انتهاء المرافعات الكتابية والشفهية وعقب قرار هيئة التحكيم حجز الدعوي للمداولات توطئة لاصدار الحكم في الموعد المحدد تقدمت الولاياتالمتحدةالامريكية للطرفين بمشروع لتسوية ودية للنزاع وكان هذا المشروع يتضمن عددا من النقاط أهمها: اعتراف اسرائيل بمواضع نقاط الحدود المقدمة من الجانب المصري. اعتراف اسرائيل بالسيادة المصرية علي طابا. أن تقوم مصر بتأجير الارض المقام عليها الفندق في أرض طابا المصرية لاسرائيل لمدة 99 عاما. أن يتقدم الطرفان إلي هيئة التحكيم بهذا الاتفاق حال الموافقة عليه كي يتم انهاء إجراءات التحكيم. وعلي الرغم مما بدأ من إغراء في العرض الامريكي للتسوية الودية في وقت لم تكن هيئة التحكيم قد شرعت في إجراء مداولاتها بعد وفي وقت كانت اسرائيل تشن فيه حملة اعلامية ضاربة كادت ان تزرع بذور الشك فيما يمكن أن يصدر عن هيئة التحكيم فإن اللجنة القومية للدفاع في قضية طابا في اجتماعها بادرت الي رفض هذا العرض رفضا قاطعا مؤثرة ترك الأمر لهيئة التحكيم ولموجبات حكم القانون الذي رأته مساندا ومؤيدا للحق المصري وهي ثقة مصرية لم يخيبها حكم التحكيم الذي صدر بعد بضعة أسابيع كاشفا عن الحق المصري في طابا وليعلن عودة آخر جزء عزيز من أرض سيناء الي أحضان الوطن بحكم القانون وباصرار وثبات الدولة المصرية علي المبدأ والوفاء.