ضابط إسرائيلى يؤدى التحية العسكرية للواء زغلول فتحى تبقي ذكري يوم 25 أبريل من كل عام محفورة في وجدان المصريين, فهو اليوم الشاهد علي استرداد مصر لأرض سيناء، بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها، وفقاً لمعاهدة كامب ديفيد، كان ذلك هو المشهد الأخير في سلسلة طويلة من الصراع (المصري - الإسرائيلي)، والذي انتهي باستعادة الأراضي المصرية كاملة، باستثناء طابا التي استردت لاحقاً بالتحكيم والمفاوضات الدولية في 15 مارس 1989، لتُسجل مصر انتصاراً كاسحاً سياسياً وعسكرياً. كان الجندي المصري هو مفاجأة الحرب في 1973، بشهادة العدو قبل الصديق، وأثبت أنه خير أجناد الأرض، من هنا حرصت "آخرساعة"، علي الاحتفال بأعياد سيناء مع الأبطال الذين بذلوا العرق والدم لتحقيق الانتصار وأعادوا أرض الفيروز كاملة. اللواء عبدالمنعم سعيد: الجمسي قال للسادات: "سبق السيف العزل" يذكر اللواء عبدالمنعم سعيد، رئيس هيئة العمليات الأسبق بالقوات المسلحة، أن وقت حرب أكتوبر كان عقيد أركان حرب بهيئة عمليات القوات المسلحة، وقال إن مصر دولة علي مر العصور لم تفرط في شبر من أراضيها منذ 200سنة. ويتذكر اللواء سعيد أنه في يوم 4 أكتوبر قامت مصر بتكثيف أعمال الاستطلاع وفتح الثغرات في حقول الألغام في اتجاهات العبور وخفض السواتر الترابية في أماكن إنزال القوارب والكباري. وفي يوم 6 أكتوبر وصل الرئيس السادات يرافقه المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية الي مركز العمليات في الواحدة ظهرا قائلا "عاملين ايه يا أولادي، أنا أخذت تصديق من المفتي علي الإفطار عشان في مجهود عليكم"، ثم تناول الشاي الأخضر وتم فتح خريطة العمليات بحضور وزير الدفاع ورئيس الأركان وقادة الأفرع الرئيسية وقادة الجيوش والمناطق العسكرية ومديري الإدارات والأسلحة، في تمام الساعة 1:45 قبل الحرب ب10 دقائق قال اللواء محمد عبد الغني الجمسي رئيس هيئة العمليات وقتها يا سيادة الرئيس "لقد سبق السيف العزل" بمعني لو إسرائيل عرفت بميعاد الحرب لا يستطيعون فعل أي شيء في تمام الساعة 1.55 دقيقة بدأت مقاتلات القوات الجوية في الانطلاق في توقيتات منسقة بدقة من مطاراتها المتنوعة لتنفيذ الضربة الجوية المركزة التي دمرت مراكز القيادة والسيطرة للعدو وفي الثانية عبرت 220 طائرة القناة علي ارتفاعات منخفضة لتحقيق أهدافها من ضرب لمراكز القيادة والاتصالات والصواريخ والقواعد الجوية وقال الرئيس السادات "مبروك يا ولادي انتصرنا". اللواء كمال عامر: أكتوبر من حروب الجيل الرابع أكد اللواء كمال عامر مدير المخابرات الحربية والاستطلاع الأسبق أن يوم 25 إبريل سيبقي علي مدي الاجيال نستكشف منه الرؤي الجديدة في التطور والفكر العسكري لافتا إلي أن حرب أكتوبر أظهرت منظومة الحرب الإلكترونية في القيادة والسيطرة والتي يتم استخدامها الآن علي مسرح العمليات بما يعرف بحروب الجيل الرابع، وأوضح أنه عقب حرب أكتوبر كان برتبة رائد بأحد الألوية التي استولت علي منطقة عيون موسي التي كانت تمثل زلزالا لأهالي السويس ثم اتجه جنوبا لأبو رديس ورأس المسلة وقمنا بأعمال قتالية في الشرق وفي الثغرة، لافتا إلي أن القيادة العامة للقوات المسلحة وضعت علي عاتقها قبل الحرب التخطيط الاستراتيجي الجيد واستحداث أساليب القتال من تطوير المعدات والاهتمام بالفرد المقاتل من خلال حشد كل إمكانيات قوي الدولة الشاملة لتحقيق أهدافها، موضحا أن منظومة الإعداد تمت علي أسس تنسيقية لتحقيق الأهداف من إعداد القوات المسلحة والقادة والأسلحة والمعدات ومسرح العمليات للحرب لكي تكون جاهزة علي أرض الواقع فضلا عن اختيار الفرد المقاتل والارتقاء بمستوي المجندين. وأشار اللواء عامر إلي أن القوات المسلحة أخذت علي عاتقها من الناحية الاقتصادية تطوير شبكات الطرق والموانئ لخدمة الأهداف الحربية مع تطوير الأهداف الزراعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الغذائية لمدة طويلة.. وأوضح أن الإعداد علي مستوي القوات المسلحة للحرب فتم علي أسس علمية للتغلب علي العوائق التي وضعها العدو أمامنا في مواجهة تحرير الأرض. رئيس لجنة استرداد طابا: الانسحاب كان مؤلماً لإسرائيل استرداد أرض سيناء كاملة كان معركة دبلوماسية لعودة طابا عندما انتصرت إدارة الفكر المصري علي إدارة الفكر الإسرائيلي، وتم تحطيم أسطورته التي رددها علي مسامع العالم بأن جيشه لن يقهر، هكذا بدأ اللواء محسن حمدي، رئيس لجنة استرداد طابا وعضو مفاوضات الانسحاب من سيناء في واشنطن، حديثة حيث قال إن المفاوضات التي دامت لسنوات بين مصر وإسرائيل بعد حرب أكتوبر انتهت بانسحابها من سيناء في أبريل 1982 ثم عودة طابا إلي السيادة المصرية في 1989 تنفيذا لاتفاقية كامب ديفيد التي مهدت لتوقيع اتفاقية السلام بين الطرفين، وأوضح حمدي أن المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي كانت بعد اقتحام القوات المصرية لقناة السويس في 6 أكتوبر 1973 بهدف القدرة علي تحقيق نسبة كبيرة من استرداد الأراضي المحتلة وإحداث أكبر خسائر في السلاح والأفراد وهزيمته علي أرض سيناء وإجباره علي التوجه للتفاوض. وقال، إننا تمسكنا بمبادئ غير قابلة للتفاوض من عدم المساس بالسيادة المصرية علي الأراضي والمياه الإقليمية والمجال الجوي، عدم التفريط بالمكاسب التي حققتها القوات المسلحة علي أرض سيناء بل البناء عليها، وضرورة الإسراع في تنفيذ إجراءات ملموسة علي الأرض تؤكد للمواطن إيجابية مفاوضات السلام، موضحا أن الإسرائيليين رغبوا في احتفاظهم بمواقع الرادار والإنذار المبكر علي قمم جبال سيناء لرصد أي تحركات مع الإبقاء علي قاعدتين جويتين ملاصقة للحدود داخل سيناء لسنوات مع الحصول علي مجال جوي فوق سيناء برا وبحرا لضمان الأمان وإيلات لأن الانسحاب مؤلم لديهم وقال بيجن أن مساحة سيناء ثلاثة أمثال مساحة إسرائيل. اللواء زغلول فتحي: أمرت جنود العدو بتأدية التحية العسكرية لنا صاحب أشهر صورة لضابط إسرائيلي يعطي التحية العسكرية له ويسلمه العلم الإسرائيلي بعد أن استسلم وجنوده في نقطة لسان بورتوفيق، إنه اللواء زغلول فتحي، خاض حروب اليمن و67 والاستنزاف وأكتوبر مرت علي هذه اللقطة أكثر من 42 عاما. قال إنه كان وقت حرب أكتوبر رائد قائد الكتيبة 43 صاعقة ضمن تشكيل المجموعة 127 التي كانت تعمل في نطاق الجيش الثالث الميداني في الحرب وكانت مهمته الاستيلاء علي النقطة الحصينة لسان بور توفيق. ويتذكر قصة التحية العسكرية أثناء الاستطلاع مع قائد المجموعة العقيد فؤاد بسيوني: رأيت الإسرائيليين يغيرون العلم الإسرائيلي بآخر فنظر إليّ وقال عاضبا إنهم يغيرون العلم فقلت له إن شاء الله سوف أهديه لك قريبا وأثناء مروري مع الضباط الإسرائيليين تذكرت الموقف فقلت «لشلومو أردنسيت أين العلم الإسرائيلي احضره لي وأدي التحية العسكرية لي وسلمني العلم وفي هذا الوقت كان العقيد بسيوني مصابا ويرقد بالمستشفي فذهبت إليه وأعطيته العلم ففرح، وقال لي لابد أن تسلمه إلي اللواء أ.ح عبدالمنعم واصل قائد الجيش الثالث الميداني فسلمته إليه. اللواء فريد حجاج: التمهيد النيراني فتح للقوات أبواب العبور قال اللواء محمد فريد حجاج، مدير المدفعية الأسبق، أن ذكري تحرير سيناء غالية علي كل مصري لأن حرب أكتوبر أنهت أسطورة الجيش الذي لا يقهر واليد الطولي له، هدمت نظريته في الأمن الاستراتيجي وأن أمنها في سلامها مع جيرانها، مشيرا إلي أن أكتوبر أعادث الثقة في المقاتل المصري وقهره المستحيل باقتحامه الساتر الترابي وإسقاطه الدعاية علي إمكانيات جهاز الموساد الإسرائيلي بأنه أقوي الأجهزة عالميا فقد تمت كل الاستعدادات تحت نظره، وأوضح حجاج بعد الضربة الجوية وقيامها بتحقيق أهدافها في قطع مراكز الاتصالات ومواقع الرادار وتدمير القواعد الجوية والصواريخ للعدو بدأ التمهيد النيراني للمدفعية في الساعة الثانية وعشر دقائق بالتمهيد النيراني ل53 دقيقة في مواجهة العدو وبأكثر من 2500 مدفع بخلاف مدفعية الرمي المباشر حتي لا يستخدم العدو أسلحته أثناء عبور القوات القناة لاقتحام الساتر الترابي لخط بارليف المنيع، ضرب مباشر للأهداف الموجودة للعدو ثم انطلقت وحدات الصاعقة والمهندسين لفتح الثغرات في دفاعات خط بارليف وفي تمام الساعة الثانية و25 دقيقة بدأ عبور الموجات الأولي لقناة السويس ب8 آلاف مقاتل يتقدمهم القادة إلي الشاطئ الشرقي ثم تبعتهم الموجات التالية يرددون صيحة "الله أكبر" وكانت المفاجأة في عبور لواء دبابات برمائي لم يكن في حسبان العدو خلال فترة قصيرة من القطاع الجنوبي للقناة وبعدها تم رفع العلم المصري علي خط بارليف في الجنوب من الجبهة، وفي الساعة الثالثة سقطت أولي النقاط الحصينة عند الكيلو 19 جنوب بورسعيد ثم بدأت تتوالي النقاط الحصينة في السقوط من القنطرة شرق وفي جنوب البحيرات والشط وتم الاستيلاء علي أكثر من 60% من النقط الحصينة مع تدمير جميع دفاعات العدو علي الضفة الشرقية للقناة وتم إسقاط 39 طائرة معادية وتدمير 200 دبابة وإنشاء رؤوس كباري بعمق 5 كيلو مترات في الشرق واستمر تدفق قواتنا مستخدمة المعديات والكباري.