بداية ما نود أن نؤكد عليه ان الأمية تعتبر وصمة عار في جبين الفرد والمجتمع وقد نادي ديننا الإسلامي الحنيف بالقضاء علي الأمية مع أول آية نزلت من القرآن الكريم وهي "اقرأ باسم ربك الذي خلق" كما ان رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم بدأ في محو الأمية بعد غزوة بدر الكبري حيث جعل فداء الأسير تعليم عشرة من الرجال. وتجدر الإشارة إلي أن أول قانون صدر لمحو الأمية كان في عام 1944 وأوكل أمر تنفيذه لوزارة الشئون الاجتماعية.. والأمية في عصرنا الحالي أصبحت هي الجهل بالكمبيوتر لا الأبجدية الهجائية والأمر الذي لا شك فيه ان قضية الأمية في مصر تعتبر من المشاكل التي تعوق برامج الدولة للتنمية والإصلاح.. ونستطيع القول بأن محو الأمية حق أساسي من حقوق الإنسان ووسيلة للتمتع بالحقوق الأخري للفرد من حقوق بشرية واجتماعية وصحية وسياسية.. ولا يختلف اثنان ان عدم معرفة القراءة والكتابة تعيق الأفراد من الانتفاع بحقوقهم. ونود أن نشير إلي أن عدد الأميين في مصر يبلغ نحو 19 مليون إنسان وأن نسبة الأمية بين الإناث أعلي من الذكور وتنتشر في المناطق الريفية أكثر من المناطق الحضرية بوجه عام وترتفع نسبة الأمية بصورة عامة في محافظات الصعيد ومحافظة البحيرة وتعتبر محافظة الفيوم هي أكبر محافظة بها أكبر عدد من الأميين علي نطاق جمهورية مصر العربية بحسب الإحصاءات الرسمية وبالرغم من انخفاض نسب الأمية في محافظات الوجه البحري والمحافظات الحضرية إلا أن أعداد الأميين تتركز في خمس محافظات هي القاهرةوالبحيرة والدقهلية والجيزة والشرقية.. الجدير بالذكر ان من المنافع الثقافية لمحو الأمية تمكين الدارسين من الانخراط في ثقافتهم المحلية وتقبل التنوع الثقافي وبناء قيم واتجاهات إيجابية. أما المنافع الاجتماعية فتشمل معارف أفضل عن الصحة والتخطيط الخاص بالأسرة وتدابير الوقاية الصحية للدارسين أنفسهم وأولادهم والقدرة علي المشاركة السياسية والقدرة علي المساهمة في أنشطة المجتمع المحلي وممارسة حقهم الانتخابي في كل الانتخابات التي تجري. كما تشمل المنافع الاقتصادية بناء مهارات الدارسين الحرفية لزيادة دخلهم الفردي ومحو الأمية له تأثير إيجابي علي كسب المال يتعدي تأثير السنوات التي يقضيها الطالب في المدرسة.. ويؤكد الخبراء ان منابع الأمية تتمثل في التسرب المبكر من المراحل الأولي من التعليم الأساسي ووجود معوقات تحد من فاعلية المشاركة الحقيقية في عمليات التعليم وتبقي في ذمتي كلمة أخيرة : نطالب هيئة تعليم الكبار والجمعيات والمؤسسات الأهلية والمجلس القومي للمرأة ووزارات التعليم والثقافة والجامعات والمعاهد والمدارس وجميع الجهات المعنية بالتكاتف والتضافر من أجل التصدي لداء الأمية والقضاء عليه نهائياً. * كلمات : أربعة يجب ضبطها : اللسان والأعصاب والنفس والشعور. المرأة العاقلة تبني بيتها والسفيهة تهدمه. الحياة كفاح فالتحديات التي نواجهها وتشكل وجودنا وحياتنا توقظ قدراتنا وتشحذ أرواحنا.