منذ الصباح الباكر يأتين مع أولادهن وبناتهن ويجلسن أمام لجان الامتحانات وسط حالة من التوتر والقلق ولا يلتقطن أنفاسهن إلا بعد خروج الأولاد والإطمئنان علي النتيتجة مشيرين إلي أن تواجدهن يبث روح الحماس والاطمئنان في نفوسهم. طول مدة الجلوس ولدت صداقة بين الأمهات فتحولت ساعات الانتظار إلي جلسات فضفضة وإفطار جماعي بعد الاطمئنان علي سهولة الامتحان. بعض الأمهات يحصلن علي إجازات من عملهن وأخذن علي عاتقهن توفير الهدوء أمام اللجان خاصة في الأحياء الشعبية.. وبعد انتهاء الامتحان يبدأن في مراجعة الإجابات مع المدرس الخصوصي بالتليفون.. بينما تتفرغ أمهات أخريات لمنع التحرش بالبنات ومشاجرات الأولاد. أمام السيدة سمية الاعدادية بشبرا التقت حنان محمد المهدي- ربة منزل- اعتادت توصيل ابنتها لمدرستها منذ أن كانت بالحضانة ورغم انها كبرت إلا إنها لم تتخيل تركها ولو ليوم واحد خاصة أوقات الامتحان لبث الاطمئنان بداخلها حتي تستطيع التركيز في الاجابة والحصول علي درجات كبيرة تضمن دخولها الجامعة. وتلتقط طرف الحديث أم ماريان- ربة منزل- قائلة إنها مرتبطة بابنتها إرتباطاً شديداً لا تفارقها خاصة بعد ثورة يناير لحمايتها من التحرش أو المعاكسة عكس الولد فلا تذهب معه للامتحان أو لمدرسته. وتري سعاد عزمي- موظفة- ان الظروف الأمنية للبلد جعلت الكثير من أولاء الأمور يحرصون علي عدم ترك أولادهم وسهل ذلك الصداقة التي تجمع عدداً من أولياء الأمور مما يجعلهم يتفرغون أيام الامتحانات للجلوس أمام لجان الامتحانات لادخال الحماس والطمأنينة في نفوس البنات وتضيف وقوفي أمام اللجنة يمنع تعرض نجلتي لحالة إغماء في حالة صعوبة الامتحانات. وتضيف أم عادل خليل- ربة منزل- إنها لا تستطيع تخيل نفسها يوم إمتحان أولادها جالسة في البيت فجلوسها أمام المدرسة يجعلها تترقب وضع الامتحان كما إنها تستدر عطف المراقبين لتيسير اللجان. وتتفق معها في الرأي سهير مغاوري- ربة منزل- مؤكدة أن علاقات الصداقة التي تجمع بين أولياء الأمور شجعتها علي ترك بيتها في عز الحر والانتظار أمام اللجان مشيرة إلي عدم وجود إختلاف بين طالبات الثانوية العامة وطالبات الدبلومات فكلهن بنات ونخشي عليهن من مضايقات الشباب. حنان صابر حسن- ربة منزل- تؤكد تفرغها التام فترة الامتحانات من الأعمال المنزلية والمطبخ وتكتفي بالوجبات الخفيفة التي لا تحتاج جهد ووقت وتظل منتظرة أمام اللجنة طوال الامتحانات خاصة وأن ابنتها تمتحن خارج مدرستها بعيداً عن المنزل. وتشير سلوي حسين- محاسبة- إلي ان ابنتها تشعر بالإطمئنان عندما تراها أمامها لذا منذ طفولتها أذهب معها أيام الدراسة للمدرسة وحتي الامتحانات واستمر الوضع هكذا الي ان وصلت للدبلوم وإزداد تعلقها بي كما إنني لا أستطيع تحمل إنتظارها في البيت أو بالعمل دون متابعة سير الإمتحان وشجعني علي ذلك وجود جاراتي اللائي يتفرغن لتوصيل بناتهن للامتحان. نتناول الإفطار بعد بدء توزيع ورقة الأسئلة ونتأكد من أن الامتحان جاء سهلاً. أما فاتن داود بطرس- معلم أول- تحرص أيضاً علي البقاء أمام لجنة نجلتها بعد حصولها علي إذن من عملها لتوفير الراحة لها فهي تمنع الأطفال من اللهو واللعب أمام المدرسة حيث ان المدرسة بمنطقة شعبية علاوة علي حماية بنتها من الشباب اللذين يتجمعون أمام مدارس البنات خاصة بعد إختفاء الدوريات الأمنية أمام المدارس. والأمر لا يختلف أمام لجان امتحانات البنين أمام لجنة مدرسة رقي المعارف بروض الفرج جلست منال محمود- ربة منزل- فهي تحرص علي الانتظار أمام لجنة الامتحان لمقابلة المراقبين لتوصيهم بابنتها بالاضافة الي مراجعة الإجابة بعد الانتهاء من أداء الامتحان مع مدرسي الدروس الخصوصية علاوة علي منعه من المشاجرات مع زملائه. تشاركها الرأي حسناء أحمد- موظفة- قائلة إنها تحصل علي إجازة طوال فترة الامتحانات لمراجعة مواد الامتحان مع نجلها حيث أن الأولاد معدل تركيزهم يكاد يكون معدوم وتنتظره خار اللجنة وتضيف ضاحكة أنها تشعر أنها هي الطالبة التي تؤدي الإمتحانات وليس أبنائها كما إنها تحضر طعام لأمهات باقي الطلاب الذين يقومون بالتبادل باحضار وجبة الإفطار خروجاً عن الروتين اليومي.