القراءة المتأنية. والعميقة. والعاقلة - "لنظرية..". أو "مؤامرة.." الفوضي الخلاقة.. والتي ابتدعتها "كونداليزا رايس.." وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة.. تكشف لنا. وببساطة.. الكثير..:- - مما نحن فيه. هنا في مصر.. وفي المنطقة. - وما يجتاح عالم اليوم من فوضي وإرهاب.. - بل. وما نتابعه ونشاهده من سياسات وتصرفات. وتقوم بها الولاياتالمتحدةالأمريكية.. وعلي اتساع الدنيا كلها.. ولذلك... نخطيء كثيرا.. إذا تصورنا. أن.. "نظرية المؤامرة.." التي خرجت علينا بها "كونداليزا رايس.." وكانت مجرد "رؤية شخصية" للوزيرة الأمريكية. وأن هذه "الرؤية الخاصة.." يمكن أن تلقي قبولا أو رفضا من هنا أو من هناك. الشيء المؤكد.. أن ما أعلنته أمريكا. باسم "واحدة.." من مسئوليها الكبار.. ليس إلا "سياسة.." ستنفذها وتلتزم بها الدولة التي خرجت. بهذا التصور. وهذا الفهم والقناعة.. حاملة اسم كونداليزا. أو غيرها. سياسة تحاول بها "التعامل مع الاضطراب..".. والفوضي.. والصراع الذي ينتشر في أرجاء الأرض. سياسة.. تحاول أن تستخدمها وتسخرها من أجل إعادة السيطرة والتحكم فيما يجري..:- أمنيا.. واقتصاديا.. وسياسيا.. وإقليميا.. ودوليا.. والدعوة إلي الفوضي التي تنادي بها "واشنطن..". سواء كانت "خلاقة.." أو "خنَّاقة..". أو سواء كانت حسنة النية.. أو سيئة الهدف والقصد.. نوع "جديد.." من أساليب "إدارة الكون.. الذي تمارسه وعلي مر التاريخ قوي الهيمنة والسيطرة. والتحكم في العالم.. فقد سبق واستخدمت هذه القوي الكبري..:- - أساليب الإبادة البشرية للكثير من الجماعات البشرية.. - وأساليب الاستعمار المباشر. بالسلاح والقوة العسكرية لدول عديدة. - وكذلك.. أساليب الهيمنة الاقتصادية.. والتحكم والاستيلاء علي موارد ومقدرات بلاد العالم الثالث.. - قبل هذا ومعه وبعده. أساليب.. حرمان "الدول المستعمرة.." من أي نصيب في التعليم.. وفي المعرفة.. وفي الصحة.. وفي التنمية. *** اليوم.. العالم كله.. يمر بمرحلة مغايرة.. يمر بحالة غير مسبوقة.. فلم يعد الغزو العسكري.. أوالاحتلال المسلح.. بنفس السهولة التي كان عليها من قبل. ولم تعد شعوب العالم الثالث ودوله. علي نفس الحال. أو المستوي التي كانت عليه من قبل. كما لم تعد "مغامرات الكبار..". "آمنة..". أو بمنأي عن العقاب. ودفع الثمن. وبالتالي.. كان عليهم.. ابتكار أفكار جديدة.. وأساليب ورؤي مختلفة. ربما كان أبرزها.. وأخطرها.. وأهمها.. "الفوضي الخلاقة..!!".. فالفوضي التي يتحدثون عنها.. ويروجون لها..:- فوضي مسرحها "الغير..".. دول الغير.. وشعوب الغير.. خاصة.. وأنهم قد استعدوا لهذه "الجولة.." الجديدة من جولات. التحكم والهيمنة.. "بجيوش عميلة..". ومن أبناء الدول والشعوب الذين قرروا "تصدير الفوضي إليها..".. جيوش من "العملاء الفقهاء.." في السياسة.. وفي الفكر المنحرف. الذي يردد - كما يرددون هم -.. شعارات الديمقراطية وحقوق الانسان. هم أيضا.. جندوا.. وجهزوا العديد من المنظمات والجماعات المتطرفة باسم الدين. ولم يكن هذا تجهيزا "فكريا وعقائديا منحرفا فقط..".. ولكن كان إعدادا إجراميا.. وتخريبيا.. يقوم علي العنف. والقتل والتدمير.. وأنشأوا لهؤلاء جميعا وغيرهم.. مراكز.. للتدريب.. والتأهيل.. والتعليم.. عندهم.. وفي بلادهم.. ليسبغوا عليهم "أوهام وأكاذيب..". المعرفة والتقدم.. بل وفتحوا عددا من جامعاتهم ومعاهدهم ليلتحق "نخب هؤلاء الخونة بها..".. ويتخرجوا منها.. وقد حملوا "البراءات.." العلمية.. والدرجات الرفيعة. *** ما يدعو للحيرة.. وما يستوجب التأمل والبحث.. أن هذه القوي العظمي والكبري. التي تلعب هذه "المغامرة.." الشريرة.. لم يتبينوا وحتي الآن.. أن المحصلة هي ازدياد حالة الرفض.. وحالة التمرد.. وحالة الغضب بين أبناء شعوب الأرض كافة.. بما فيها شعوب "الكبار.." والمخططين المدبرين والمديرين لهذا "العبث الإجرامي..".. فالتواصل والتعارف واللقاء بين أبناء الكون.. أصبح واقعا. وملموسا في كل لحظة. وأن اشاعة الكراهية. والعنف.. لا يمكن أن تقف عند حدود من استهدفتهم مخططاتهم ومؤامراتهم.. بل هي بحكم الواقع. أصبحت دعوة عامة. وفلسفة تنتشر في كل الأنحاء. وهي بالضرورة.. لابد وأن تنتقل إلي بلادهم.. وإلي شعوبهم.. وهي بالتأكيد قد وصلت إليهم.. وهي بالتأكيد. أصبحت من الأمراض التي يمكن أن تصيب كل المجتمعات.. وبلا تمييز.. صحيح أن "الكبار.." وشعوبهم.. لديهم قدر من "المناعة.." قد يساهم. في محاصرة خطر الانتشار واحتوائه. الأهم أن معدلات الحركة. والتواصل. واللقاء. والمصالح المشتركة والمتداخلة.. سوف تتغلب في الواقع. علي أي عائق أو مانع.. ولهذا.. كان الظن هو أن خطر انتقال الإرهاب والتطرف والعنف إلي الدول الكبري والمحرضة علي الفوضي.. يمكن أن يدفعها إلي التوقف عن مساندة الجماعات والمنظمات والحركات الإجرامية والفوضية.. وأن تعطي جانبا أو قدرا. ولو قليلا من الاهتمام بأوضاع دول العالم الثالث.. وأن تقدم لهم مساهمة معقولة لتغيير حالهم. وإعادة بناء دولهم علي أسس صالحة.. والعمل معهم علي محاصرة الإرهاب وفاعليه. لكن.. الظاهر مخالف تماما لهذا التصور. فمازالت واشنطن. وغيرها من عواصم الكبار.. تحتضن الإرهاب.. وتساند فاعليه.. وتصدر البيانات المؤيدة والمحرضة.. مثل هذا الذي صدر مؤخرا عن "واشنطن..".. والتي لا تعتبر "جماعة الإخوان.." منظمة إرهابية. *** الأكثر خطورة.. من مواقف الدول الاستعمارية الكبري التي ترعي الإرهاب وتدعم ضد مصر وغير مصر.. هو..:- أننا هنا في مصر.. مازلنا بعيدين عن الادراك الصحيح والكامل للمشكلة.. مشكلة الإرهاب. والتطرف.. والاجرام.. وقبله ومعه المتاجرة بالدين. مازال الكثيرون منا.. ورغم "حسن النية..".. من جانب عدد كبير من المتصدين لهذه القضية بل ولقضية الأوضاع في مصر كلها. مازال العديد منهم - خاصة من حسني النية - يتحدثون ويتناولون الأوضاع وكأنهم مراقبون من الخارج.. وكأنهم في جانب المتفرجين. فالنخب بعيدة.. أو غافلة.. الطيب منهم يعيش في برج "عاجي..".. والخبيث - وهم كثر - لا يتوقف عن ترديد الكلام "التافه..".. بل ويقدم ملاحظاته. أو أفكاره وتصوراته.. إلي "لا أحد..".. يقول عليهم أن يفعلوا.. وعليهم أن يقرروا.. وعليهم أن يغيروا.. من هؤلاء الذين يتحدث إليهم..؟ البعض الآخر.. وربما وبكل الإخلاص يعيد ويزيد في الحديث عن. المشاكل والأزمات والقضايا الواجب حلها والتصدي لها بالعلاج وعلي الفور.. بل ويستجدي "اشارة من الرئيس..". ليتولي الأمور ويعالجها.. والسؤال.. ألم يخطر ببال أحد من هؤلاء..:- - أن الرئيس المعزول.. قد استمر ثلاثين عاما في حكم بلد. لم يترك فيه أحدا.. إلا ودمره وخربه وجرَّف. أي جانب طيب فيه.. - وأن الرئيس المخلوع مرسي وجماعته "قد عقدوا حلفا..". حراما مع أبناء الشوارع والمجرمين والخارجين علي القانون وتجار المخدرات والعملاء.. وجندوا هؤلاء جميعا وغيرهم بالمال والسلاح والتدريب والأمن. - قبل هذا وبعده.. ألا يعرف هؤلاء جميعا أن معظم موظفي الدولة بمؤسساتها المتعددة. كانوا المنفذين الأساسيين والراعين لمسيرة الفساد التي قادها مبارك وجماعته.. وأن معظمهم مازال هو الذي يدير شئون البلاد والعباد. - ثم ألا يعرف "العقلاء.." أصحاب النصائح للرئيس وللحكم.. أن الرئيس الحالي لم يتول المسئولية إلا منذ بضعة أشهر. ليس هذا تبريرا لشيء.. ولا قبولا لواقع مرفوض بالفعل.. وإنما هو دعوة هادئة. لقراءة الواقع بتعقل وحكمة..