تكدس الركاب علي خطوط الصعيد فاق كل التوقعات بعد توقف القطارات وارتباط مواعيد الأتوبيسات بحظر التجوال مما ضاعف من معاناة الركاب وتركهم فريسة لاستغلال سائقي الميكروباص الذين ضاعفوا الأجرة وقسموا المسافات. أزمة موسمية محمود جمال مهندس من محافظة قنا يقول: السفر للصعيد أزمة موسمية مرتبطة بالأعياد ومواعيد بدء الدراسة والامتحانات في ظل تشغيل السكة الحديد فما بالك بعد منع تسيير القطارات. الأزمة زادت بشكل مفزع فعربة واحدة من القطار تنقل عددا من الركاب لا يكفيهم خمسة أو ستة أتوبيسات وبحسبة بسيطة القطار الواحد يغني عن اسطول من الأتوبيسات. عماد فتحي مندوب مبيعات من سمالوط محافظة المنيا يؤكد ان وقف تشغيل القطارات أدي لاتجاه عدد كبير من الركاب للأتوبيس الذي لا يستوعب ضغط الركاب في الظروف العادية حيث يضطر وباقي الركاب لاستقلال أكثر وسيلة مواصلات في رحلة العودة لبلدته فيستقل الميكروباص للخروج من القاهرة والبحث عن وسيلة أخري من بني سويف للمنيا علاوة علي طول ساعات الانتظار بسبب نفاد تذاكر الأتوبيس. مافيا جديدة أحمد بحيري محاسب مغاغة محافظة المنيا يقول ان منع تسيير القطارات بخطوط الصعيد أدي لوقوع الركاب فريسة لسائقي الميكروباص فجميع السائقين استغلوا الأزمة وضاعفوا الأجرة والراكب مضطر لدفع ما يطلبه السائق دون نقاش علاوة علي ظهور مافيا من نوع جديد تتمثل في مكاتب السياحة والرحلات التي استغلت الأزمة لتحميل الركاب من القاهرة لمحافظات الصعيد أضعاف الأجرة المقررة حيث تصل قيمة التذكرة إلي 160 جنيها من المنيب إلي قنا بدلا من 60 جنيها بالإضافة لعدم وجود رقابة علي تلك الشركات مما يضع الراكب تحت رحمة السائق وحالة الأتوبيس. مهمة مستحيلة عبدالرحمن فوزي محام من مركز المراغة محافظة سوهاج يؤكد ان الحصول علي تذكرة أتوبيس لسوهاج أصبحت شبيهة بالبحث عن تأشيرة حج أو عمرة فمن المستحيل الوصول لشباك التذاكر لحجز تذكرة ولذلك يتجه الجميع للسوق السوداء متحملين فارق السعر. فتحي قنديل عضو مجلس الشعب السابق يشير إلي حجم المأساة التي يعانيها أبناء محافظات الصعيد بسبب توقف قطارات السكة الحديد خاصة ركاب المسافات الطويلة الذين يفضلون استقلال القطار عن أي وسيلة أخري حيث يتيح للراكب أكثر من اختيار حسب امكانياته بالإضافة لاتساع مساحة عربات القطار الذي يتيح حرية الحركة والتنقل واستخدام دورات المياه لابد من إعادة تشغيل السكة الحديد فأغلب المواطنين ممتنعون عن السفر إلي بلادهم بسبب توقف القطارات وسيحرمون من قضاء العيد مع ذويهم كما يفعلون كل عام. سيارات إضافية سيد سعيد رئيس محطة شركة الصعيد للنقل والسياحة بموقف المنيب يقول: أعمل بالوردية المسائية وأزمة تزاحم الركاب موسمية تتكرر كل عام بمواسم الأعياد ومع بدء الدراسة ولكن تفاقمت الأزمة بشكل مضاعف هذا العام بسبب الإجراءات الأمنية المفروضة من حظر للتجوال وتوقف القطارات علي خطوط الصعيد مما سبب زيادة في الزحام علي الأتوبيسات التي يفضلها عدد كبير من ركاب خطوط الصعيد لتجنب الوقوع في فخ الميكروباص واستغلال سائقيه ولمواجهة تلك الضغوط فقد دفعت إدارة الشركة بسيارات اضافية لمحاولة استيعاب الأزمة والسيطرة عليها والقضاء علي تكدس الركاب بالمواقف. يشاركه الرأي زميله وليد حسنين رئيس المحطة بالوردية الصباحية مضيفا: تخدم المخطة ركاب خط الصعيد الذي يمتد من بني سويف شمالا حتي مدينة اسنا جنوبا ونعمل يوميا من الخامسة صباحا حتي العاشرة مساء عدا أيام الجمعة حتي السادسة مساء بسبب حظر التجوال وتعمل الشركة بكامل طاقتها وتدفع بالعديد من الأتوبيسات لمواجهة تكدس الركاب والعمل علي ألا يشعر الركاب بوجود أزمة. ويؤكد محمود معلاوي سائق علي خط المنيب نجع حمادي انتظام حركة الأتوبيسات بفضل تأمين الطرق قائلاً: المشكلة الوحيدة التي نواجهها هي الانتظار لأوقات طويلة أمام الأكمنة في مداخل بعض المحافظات التي يطبق فيها حظر التجوال انتظارا لانتهاء وقت الحظر ومواصلة السير بعد ذلك مما يؤدي إلي طول زمن الرحلة ويسبب الارهاق للسائقين خاصة في المسافات الطويلة كالرحلات المتجهة لقنا واسنا ونجع حمادي. حسن أبوالحسن محصل علي خط المنيب نجع حمادي يؤكد ان هناك استعدادات قصوي داخل موقف المنيب وجميع مواقف المحافظات لمواجهة أزمة توقف القطارات في موسم العيد من خلال الدفع بسيارات ومواعيد اضافية لاستيعاب طوابير الركاب أمام شبابيك التذاكر حيث يغادر الموقف أتوبيس كل ربع ساعة ومن المتوقع أن يبلغ التكدس ذروته خلال وقفة عيد الأضحي.