بعد أن صلي اللبنانيون صلاة الفجر أمس الاول علي أصوات القصف الإسرائيلي لموقع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة في منطقة الناعمة جنوبي بيروت ثم صلوا صلاة الجمعة علي وقع انفجارين في طرابلس وصفا بأنهما الأكثر دموية منذ الحرب الأهلية اللبنانية. وقبل يومين فوجئوا بإطلاق نحو أربعة صواريخ من الأراضي اللبنانية تجاه شمال إسرائيل وقبلها بنحو أسبوع شيعوا أكثر من 20 قتيلا سقطوا في تفجير منطقة الرويس بالضاحية الجنوبية "معقل حزب الله ". وقبلها استهداف بعدة اسابيع لسيارة لحزب الله في البقاع وإطلاق صواريخ علي مقار الرئاسة والجيش. الانفجاران الأخيران استهدفا مدينة طرابلس التي تعد معقلا للسنة في لبنان والتي تشهد في الاونة الاخيرة نشاطا سلفيا كبيرا. ووقع أول الانفجارين قبيل خروج المصلين من أحد المساجد المستهدفة. أما الثاني فوقع بعده ب 5 دقائق مما أدي إلي زيادة القتلي إلي 42 والمصابين إلي 900 ومازال 110 منهم يتلقون العلاج في المستشفيات وبعضهم بحالة الخطر ... كما أن أحد الانفجارات وقع قرب منزل رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل نجيب ميقاتي واللواء اشرف ريفي قائد قوي الأمن الداخلي السابق. الرسالة فهمها ساسة لبنان. لذا حرصوا علي تطويق الفتنة ولاسيما قيادات تيار المستقبل وزعامات المدينة المفجوعة طرابلس فسارع كثير من نوابها علي شهرتهم بحدة الخطاب بالدعوة لوأد الفتنة والتأكيد علي رفض الأمن الذاتي أو تأسيس ميلشيات لحماية مناطقهم بعد أن دعا قيادي سلفي لذلك. في المقابل فإن كافة القوي السياسية الأخري في لبنان. عبرت عن عزائها الحار وتضامنها مع الضحايا .. وكان أبرزهم علي الإطلاق رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري زعيم حركة أمل الذي حرص علي الاتصال بعدد كبير جدا من السياسيين والمرجعيات الدينية والاجتماعية السنية لتعزيتهم. كما أعربت الجزائر عن ¢استنكارها الشديد¢ للعمليتين الإرهابيتين اللتين استهدفتا مدينة طرابلس وأسفرتا عن وقوع خسائر بشرية جسيمة. مجددة موقفها الرافض لاستخدام العنف ¢بكل أشكاله ومهما كانت مبرراته¢. من جانبه. أدان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي بقوة التفجيرين الإرهابيين. واستنكر الرئيس الإيراني حسن روحاني العمليات الإرهابية الأخيرة التي هزت العاصمة اللبنانية بيروت والغارة الإسرائيلية علي جنوبها. مشددا علي أنها تشير إلي حياكة مؤامرة كبيرة للمنطقة. من جانبه. أعلن رئيس الوزراء اللبناني المستقيل نجيب ميقاتي ان اسرائيل هي المستفيد الاكبر من التفجيرين سواء هي التي نفذت هذه الجريمة أو عبر أصابع تصب في صالحها. وأكد ميقاتي علي توقيف أحد رجال الدين المسلمين وهوالشيخ أحمد الغريب للاشتباه به في أحد تفجيري المسجدين. حيث ظهر في إحدي كاميرات المراقبة في مكان الانفجار امام مسجد السلام. مشيرا الي أن قوي الجيش والامن بدأت إجراءات أمنية مشددة في المدينة وعلي مداخلها لتفادي أية حوادث مماثلة. وقال إن مدينة طرابلس لن تنكسر وهي تتمسك بالدولة العادلة والقوية داعيا السياسيين الي التكاتف والحوار والتوقف عن الخلافات. وذكرت مصادر أمنية ان قوة من شعبة المعلومات قد داهمت منزل الشيخ الغريب في منطقة المنية شمال طرابلس وصادرت منه بنادق حربية رشاشة وقنابل يدوية. في الاطار نفسه نفت حركة ¢التوحيد الإسلامي¢ في طرابلس توقيف أي من عناصرها أو مشايخها علي خلفية تفجيري مسجدي طرابلس. من جهتها. رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن التفجيرات التي هزت لبنان مؤخرا قد تعزز حالة المخاوف والقلق من جر أو انزلاق منطقة الشرق الأوسط في حرب واسعة النطاق بين الطائفة السنية والشيعية. وذكرت أن هذا التفجير يعد الأول من نوعه بأن يتم استهدف مساجد كجزء من سلسلة الهجمات المتصاعدة في لبنان خلال الشهور الماضية. كما أنه بالتزامن مع العراك الطائفي في الحرب السورية وتجدد القتال في العراق.