بلسان واحد.. وقلب واحد.. ومشاعر ملؤها الحب والود والإخاء أكد المسلمون والأقباط ان الفرحة العارمة بالعيد لا تكتمل في مصر إلا بتبادل التهاني والمودة والألفة.. أكدوا ان الدين سماحة وحب وبناء وليس فيه كراهية أو عناد وان من يخالف ذلك فليس من الدين في شيء.. فالعقيدة الداخلية يحاسب عنها الله سبحانه وتعالي. أما الأخوة في الوطن الواحد. فهي مشاعر تولد مع كل مصري في كل بيت.. بل ان التهنئة واجب تفرضه الحياة المشتركة والمصير المشترك علي أرض واحدة وتحت نفس السماء.. لكن نفس شربت من ماء النيل الطاهر.. ويجيب ألا ننسي ان قوة مصر في نسيجها القوي المتماسك إلي يوم الدين بإذن الله.في البداية تري الدكتورة آمنة نصير استاذ العقيدة والفلسفة والعميدة السابقة لكلية الدراسات الانسانية بفرع جامعة الأزهر بالاسكندرية ان للأقباط عقيدتهم الخاصة ويحتفلون بأعيادهم كما يشاءون ومسألة عدم التهنئة اننا عقيدتنا في القيامة ليست لها وجود هذا أمر مرفوض وليس لي شأن به وأنا لست مسئولة فهم يدينون كما يدينون وأما أنا فواجبي لأخي المواطن وجاري أن أهنئه بالعيد ولا يجب أن أفسد له فرحة العيد ولكني أتساءل لماذا خلط الأوراق بهذه الصورة. تقول لمن أطلق تلك الفتاوي اتقوا الله في هذه الآراء وهذه الأقوال ومن يريد أن يهنئ ويعيد علي الأقباط ومن لا يريد أقول له لا تنكد علي الأقباط في عيدهم لأن هذه التصرفات "جليطة وعدم لباقة" ومن آداب الاسلام أن يجامل الانسان أخاه الانسان في أعياده ويهنئه كما أمرنا الرسول صلي الله عليه وسلم بأن نحييهم ونحرص علي مودتهم ومعاملتهم معاملة كريمة وأن نبتعد عن نهج الحقد والكراهية فلابد من الابتعاد عن هذا الاسلوب لأن الاسلام يأمرني بأن أكون ودودا لأن هذا أخي في الوطن وأخي في التاريخ وإذا كان للمسلم أن يتزوج من مسيحية فكيف لا أهنئه.. أليس ابني من الزوجة الذي جدته وعمته وخالته من هؤلاء القوم فهذا واجب علي الزوج أن يذهب معها في احياء عقيدتها واختتمت هديتها بقول الرسول صلي الله عليه وسلم "هلك المتنطعون" وهذا نوع من التنطع بالفكر والقول. أكد الداعية الاسلامي فضيلة الشيخ احمد صابر حسن امام الجيش بماسبيرو في ثورة 25 يناير ان السلفي هو الذي يتبع النهج الذي صار عليه الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة فلا يقال ذلك أبدا انه لا يجوز السلام أو المعايدة علي أهل الكتاب من الأقباط فالاحتفال بالمسيح عليه السلام هو احتفال مشترك فإن كان المسيحيون يحتفلون بالمسيح عيسي علي انه حي فإن المسلمين يحتفلون به حيًا لأنه لم يمت حتي الآن. "إذ قال الله يا عيسي اني متوفيك ورافعك إليَّ ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلي يوم القيامة" والوفاة هنا لا تحمل معني الموت. الوفاة هنا معناها سنة من النوم والوفاة ليس معناه الموت كما يظن البعض لأن المسيح عليه السلام صعد حيا والاسلام يقر بذلك. وقال تعالي "وان من أهل الكتاب إلا لا يؤمنن به قبل موته" وتعني كل البشرية ستؤمن بأن هذا هو روح الله وكلمة الله التي ألقاها إلي مريم الطاهرة وهذه هي المعجزة الكبري التي جاء بها المسيح من مريم وهي بكر طاهرة نقية وقال الله "وإذ حُيتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها" وهنا يأمرنا الله أن نرد التحية سواء بالمثل أو أحسن منها. وأضاف الداعية الاسلامي الشيخ أحمد صابر حسن ان عمرو بن العاص عندما جاء لفتح مصر لتخليص الأقباط من اضطهاد الرومان قوبل بكل حب ومودة من الرهبان كان هناك سبعون ألف راهب لم يعترضوا علي عمرو ولم يهاجموه ثم خلص شعب مصر من بطش الرومان وأخرج البابا بنيامين البطريرك ال 23 في تاريخ البطاركة وقال له انت آمن في العقيدة وآمن علي الكنائس والأديرة وأنت حر ولك ما لنا وعليك ما علينا ولم يؤذه بكلمة. وفيما يتردد بين الحين والآخر عن موضوع الجزية فأود أن أوضح ان الجزية كان متفقا عليها بين عمرو بن العاص والبابا بنيامين كمساعدة يدفعها المقتدر وليست إجبارا لمؤونة الجيش مقابل الدفاع عنهم باعتبار ان العرب رجال حروب. بينما الرهبان رجال عبادة فقط.. أما الآن فالوضع اختلف.. فإن المسيحي بجانب المسلم علي الجبهة بدليل تدمير خط بارليف المنيع في حرب أكتوبر 1973 ثم من خلال فكرة اللواء القبطي يوسف زكي باقي الذي هو ما زال علي قيد الحياة أطال الله عمره. لقد شارك البابا شنودة الرئيس السادات الرأي في حرب اسرائيل يوم عيد الغفران لأن البابا كان يعلم ان اسرائيل تقدس هذا اليوم ولا تحارب فيه. فلماذا الجزية الآن؟! فنحن المسلمون نتبع سنة النبي صلي الله عليه وسلم ونهجه ونحتفل مع المسيحيين بالمسيح الحي الذي لا يموت. يؤكد القمص سرجيوس سرجيوس وكيل عام بطريركية الأقباط الأرثوذكس ان قلوبنا مفتوحة للكل ونحن منذ 2000 عام في مصر لم نسمع عن فتاوي تمنع التهنئة بالعيد متذكرا حياته منذ طفولته حتي شبابه أيام كان يعيش في منزل والده وكان يختار والده عندما يأتي عيد الأضحي المبارك ويتلقي العديد من الدعوات للعشاء من أكثر من أسرة والتي كانت تحدث حرجا في ارضاء البعض والبعض الآخر لم تتمكن الأسرة من مشاركتها العشاء. وأيضا كان يحدث نفس الشيء بالنسبة للأخوة المسلمين شركاء الأرض والوطن كانوا حريصين علي مشاركتنا الاحتفالية ويتناولون أيضا العشاء معنا ليلة العيد وهذا ما عشنا عليه. وعن طلب البعض اقتصار احتفالية ليلة العيد علي الأقباط فقط قال ان هذا بروتوكول منذ أعوام وان المسيحية هي حب كما أوصانا السيد المسيح أن نحب كل البشرية حتي الأعداء وهذا ما فعله السيد المسيح وكان قدوة لنا وفتح أحضانه حتي للذين قاموا بصلبه بل قال لهم وهو مصلوب علي خشبة الصليب "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون". والمسلمون أحباؤنا علي مر العصور وجذور محبتنا معا عميقة عمق التاريخ.. والفرحة تكتمل بتهنئتهم والجلوس معهم علي مائدة الود والإخاء والمواطنة.. أضاف: الكنيسة دائما مفتوحة للجميع والذي يرغب في المشاركة في الاحتفالات يحضر ويحصل علي الدعوات التي يطلبها أو يرسل مندوبا عنه وهذا المتبع منذ القدم. قال المستشار ثروت بخيت عيسي مستشار الكنيسة الأرثوذكسية "نحن نثق في حكمة وأبوة البابا تواضروس الثاني وفي وطنيته وان الكاتدرائية وسائر الكنائس تفتح أبوابها في ليلة عيد القيامة أمام كل من يريد مشاركتنا فرحتنا بعيد القيامة من كل اخواننا المسلمين شركاء الوطن بما يتماشي مع الظروف التي تمر بها بلادنا وبما يتلاءم مع مشاعر الحزن والأسي التي يعيشها أهالي الشهداء ويعيشها كل المصريين. يري مجدي صابر نائب رئيس اللجنة الاعلامية باتحاد شباب ماسبيرو ان الاتحاد ليس له حكم علي الكنيسة ونحن لا نطلب من الكنيسة التدخل في شئوننا السياسية وانها لها الحرية في شئونها الداخلية سواء باستقبال المهنئين أم لا. فدور الاتحاد الدفاع عن حقوق الأقباط والقضية القبطية من الناحية السياسية وان الاتحاد لم ينظم أي فعاليات أو وقفات ليلة عيد القيامة سواء داخل الكاتدرائية أو خارجها.. انتهي عصر التظاهر داخل أسوار الكاتدرائية. فالثورة أشعرتنا بأهمية اظهار مشاعرنا كمواطنين.. أما عن مسألة المسيحي أو المسلم. فالدين لله والوطن للجميع. أما عاطف كامل الإعلامي بالتليفزيون المصري يري ان الاعلام ليس له دور في مثل هذه الفتاوي وان الوسيلة الاعلامية هي الوسيلة لنقل التصاريح والأحداث وان كان هناك لوم. فاللوم يكون علي من يخرجه بهذه التصريحات وليس الاعلام موضحا ان هذا من بين الحملة الشرسة التي تخرج من الاسلام السياسي علي الإعلام.