تباينت ردود أفعال خبراء الدبلوماسية المصرية حول التصريحات التي نسبت للسفيرة الأمريكية بالقاهرة آن باتريسون والتي أكدت فيها علي استمرار السفارة الأمريكية بالقاهرة لتقريب وجهات النظر بين النظام والمعارضة للوصول إلي نقاط اتفاق وأخذ وعطاء. حيث التقت "الجمهورية" خبراء الدبلوماسية فماذا قالوا؟ وجه محمد العرابي وزير الخارجية السابق إلي السفيرة الأمريكية بالقاهرة آن باتريسون نصيحة محددة وهي الابتعاد تماما عن موضوع الوساطة والتدخل في الشأن الداخلي لمصر معرباً عن أمله في أن تكون السياسة الخارجية الأمريكية تجاه مصر في ظل وزير الخارجية الأمريكي الجديد جون كيري تتسم بالحكمة وعدم التدخل في الشئون الداخلية لمصر خاصة ودول المنطقة عامة. طالب العرابي الولاياتالمتحدة بمراجعة سياساتها الخارجية بالمنطقة علي ضوء الفشل المتتالي في معالجة قضايا المنطقة قائلاً إن الأجدر بها أن نري جهوداً واهتماماً أكبر بالقضية الفلسطينية وإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في المرحلة القريبة القادمة. من جانبه أكد السفير أشرف راشد مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية الأسبق أن قواعد العمل الدبلوماسي والقواعد العامة للقانون الدولي تضع تصريحات السفيرة الأمريكية بالقاهرة آن باترسون والتي ذكرت فيها أن السفارة الأمريكية بالقاهرة مستمرة في تقريب وجهات النظر بين الحكومة المصرية والمعارضة للوصول إلي نقاط أخذ وعطاء في بعض القضايا المهمة التي تتعلق بالدستور والأقليات وحقوق المرأة والصحافة الحرة. وقال إذا صحت هذه التصريحات فهي تتعارض مع تلك القواعد ولا حق للسفيرة في التدخل في شئون الدول الأخري لافتاً إلي أن تلك التصريحات للسفيرة الأمريكية تعد أمراً مستغرباً. من جانبه قال سامح شكري سفير مصر السابق لدي الولاياتالمتحدة إذا صح ما نسب للسفيرة من تصريحات حول سعيها لتقريب وجهات النظر بين الحكومة المصرية والمعارضة فإنها تحمل تدخلا في الشأن الداخلي لمصر. أضاف أنه في حالة صحة تلك التصريحات فإن علي الأطراف السياسية سواء الحكومة أو المعارضة عليها أن تعلن وتكشف هذا الأمر لأنه إذا كان حقيقياً يجب الإعلان عن قبولهما لتلك الوساطة ولهذا الدور وبالتالي قبولهما أمر التدخل في الشئون الداخلية. وطالب السفير شكري من القوي السياسية "المعارضة" أو جبهة الإنقاذ والحزب الحاكم "الحرية والعدالة" أن يقوموا بالرد علي تلك التصريحات. من جهته قال السفير محمد منيسي المشرف العام علي الهيئة لرعاية المصريين في الخارج تحت التأسيس بوزارة الخارجية انه إذا قام البعض بتفسير دور السفيرة الأمريكية انه بمثابة تدخل في الشأن الداخلي في مصر إلا أنه "رأيه الشخصي" يري أن الأوضاع في مصر وصلت إلي مرحلة تحتاج إلي جهد داخلي أو من إحدي الدول التي ترتبط بصداقة قوية مع مؤسسة الرئاسة في مصر وكذلك مع رموز المعارضة والقوي السياسية مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية. أوضح أنه إذا كان لابد من التدخل فيجب أن يكون في حدود وبدون أن تمارس أمريكا أي ضغوط علي الطرفين الحكومة المصرية والمعارضة بمعني أن يكون هذا التدخل في إطار عملية السعي لتقريب وجهات النظر بينهما فقط.