رفعت سلطات مطار القاهرة أمس درجة استعدادها واعلان حالة الطواريء القصوي مع بدء وصول وفود الدول المشاركة في القمة الاسلامية الثانية عشرة التي تبدأ علي مستوي القادة بعد غد. صرح المهندس "ممدوح ابراهيم" رئيس شركة ميناء القاهرة الجوي بأنه تم التنسيق مع كل القطاعات والأجهزة الأمنية بالمطار لتوفير كل وسائل الراحة للوفود القادمة كما تم تخصيص 30 موقعا بأرض المهبط لانتظار طائرات الرؤساء وكبار الوفود اضافة إلي مواقع إضافية في حالة الحاجة إليها. وصرحت مصادر أمنية بالمطار بأنه من المقرر وصول القادة والرؤساء المشاركين تباعا خلال الساعات القادمة حيث قام وفد من رئاسة الجمهورية بمرافقة بعض الوفود الرئاسية من الدول المشاركة في القمة بتفقد استراحة الرئاسة بالمطار للوقوف علي الاستعدادات الخاصة باستقبال قادة القمة وتم إخلاء مواقع انتظار السيارات أمام صالة كبار الزوار وتخصيصها لسيارات الوفود. كان من أول وزراء الخارجية الذين وصلوا إلي مصر للمشاركة في المؤتمر "أبوبكر القربي" وزير خارجية اليمن بينما تواصل وفود مقدمات الرؤساء حيث وصلت مقدمة رئيس دولة جيبوتي وتضم أربعة أفراد كما وصل "سدندو باكا" ممثل دولة توجو سامي بن الحبيب مستشار الرئيس التونسي وتم تخصيص لجنة في قرية البضائع لتسهيل الافراج عن المعدات والسيارات الخاصة بالوفود المشاركة في القمة خاصة التي ترافق القادة. وأكد الأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو أهمية القمة التي تستضيفها القاهرة خاصة في ظل الظروف الراهنة. وقال علي هامش اجتماعات كبار المسئولين التحضيرية للقمة- ان قمة القاهرة تعد أهم قمة اعتيادية تعقد في السنوات الأخيرة. لأنها تأتي في ظرف حرج ودقيق تمر فيه أجزاء من العالم الاسلامي خاصة منطقة الشرق الأوسط. لم تمر بها في أية فترة من فترات تاريخها المعاصر حيث شهدت تحولا ديمقراطياً إضافة إلي سقوط أنظمة استبدادية. وأعرب الأمين العام عن تمنياته بأن تشهد القمة تجاوبا من قبل زعماء الأمة الاسلامية مع الأحداث والتحديات الراهنة. مشيراً إلي ان هذه القمة لها مغزي خاص حيث يجتمع زعماء الأمة الاسلامية في القاهرة تحت سقف منظمة التعاون الاسلامي بعد خمس سنوات من قمة داكار. وفيما يتعلق بالأمين العام الجديد.. قال إحسان أوغلو ان افريقيا تقدمت بثلاثة مرشحين لكن حدث تفاهم بين الدول وهو ان تقدم السعودية مرشحها الدكتور إياد مدني وزير الاعلام السعودي الأسبق وهو المرشح الوحيد لمنصب الأمين العام خلفاً لاحسان أوغلو الذي تنتهي مدته في نهاية العام الجاري.. ومدني "67 عاما" سيكون الأمين العام العاشر للمنظمة. وان يرأس الأمير سليمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي وفد بلاده في القمة وكانت صحيفة الوطن الكويتية قد ذكرت أمس ان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح سيشارك في القمة.. يشار إلي ان مصدراً دبلوماسياً عراقياً أكد ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سيرأس وفد بلاده نيابة عن الرئيس جلال الطالباني الذي يخضع لفترة نقاهة في ألمانيا بعد خضوعه لبرنامج علاج. وان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري سيمثل العراق في اجتماعات وزراء الخارجية التحضيرية التي تبدأ اليوم وتعقد القمة تحت شعار "العالم الاسلامي.. تحديات جديدة وفرص متنامية" بمشاركة 26 رئيس دولة وزعيماً من الدول الأعضاء. البيان الختامي علمت "الجمهورية" ان مشروع البيان الختامي لقمة القاهرة المنتظر عرضه علي وزراء خارجية الدول الاسلامية تمهيداً لاعتماده خلال قمة الزعماء سيؤكد مسئولية النظام السوري عن استمرار أعمال العنف وتدمير الممتلكات داعيا في الوقت ذاته إلي الوقف الفوري لأعمال العنف والقتل والتدمير والي احترام القيم الاسلامية وحقوق الانسان وتجنيب سوريا مخاطر الحرب الأهلية الشاملة. وشدد مشروع البيان الختامي والذي ناقشه الاجتماع التحضيري لكبار المسئولين علي ضرورة صون وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها مندداً باستمرار عملية سفك الدماء في هذا البلد. كما دعا المشروع إلي حوار جاد بين التحالف الوطني للثورة السورية وقوي المعارضة وبين القوي السورية المؤمنة بالتحول السياسي والذين لم يتورطوا مباشرة بأي من أشكال القمع وافساح المجال أمام عملية انتقالية تمكن أبناء الشعب السوري من تحقيق تطلعاته للاصلاح الديمقراطي والتغيير.. وجدد المشروع دعم الدول الاسلامية لحل سياسي للأزمة في سوريا ودعم مهمة الأخضر الابراهيمي والترحيب بتشكيل التحالف الوطني للثورة السورية وقوي المعارضة. وفيما يتعلق باليمن أعرب مشروع البيان الختامي عن دعمه الكامل لوحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه مشيداً بمبادرة مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة اليمنية وتحقيق الانتقال السلمي للسلطة. وأشاد مشروع البيان الختامي الذي يرفعه كبار المسئولين إلي وزراء الخارجية لمراجعته في صيغته النهائية قبل رفعه للقمة الاسلامية للنظر في اعتماده بجهود السعودية لتنظيمها وعقدها مؤتمرين أحدهما لأصدقاء اليمن والثاني للمانحين في الرياض ونيويورك من أجل حسد الدعم للاقتصاد اليمني.. وبخصوص الوضع في مالي أكد مشروع البيان علي وحدة مالي وسيادتها وسلامة أراضيها مندداً بمحاولات الحركة الوطنية لتحرير أزواد وغيرها من الجماعات المسلحة التي تهدد سلامة أراضي هذا البلد. وأعرب المشروع عن تضامنه الكامل مع حكومة مالي مرحباً بقرار مجلس الأمن رقم 2085 ويتعهد أيضاً بتقديم الدعم للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ومبادرة الاتحاد الافريقي للسلام. ودعا جميع الدول الاسلامية إلي المساعدة في تخفيف معاناة الالاف من اللاجئين والنازحين في مالي مدينا الاعتداءات التي قامت بها الجماعات المسلحة ضد المدنيين وتدمير المواقع التراثية خاصة في مدينة تمبكتو. كما شدد مشروع البيان علي الطابع المركزي لقضية فلسطينوالقدس الشريف بالنسبة للأمة الاسلامية جميعا وضرورة قيام الأمة بالدفاع عن الأماكن المقدسة بكل طاقتها والوسائل المشروعة وأدان المشروع بشدة اسرائيل كقوة احتلال لاعتداءاتها المستمرة علي الأماكن الاسلامية والمسيحية المقدسة في القدس. ورحب في هذا السياق بقرار الجمعية العامة المتحدة الصادر في 29 من نوفمبر الماضي بشأن منح فلسطين صفة دولة مراقبة غير عضو بالأمم المتحدة. كما أدان أيضاً المشروع العدوان الاسرائيلي الهمجي علي غزة في نوفمبر الماضي ومواصلة فرض سلطة الاحتلال عقابا جماعياً علي أبناء الشعب الفلسطيني ولاسيما الحصار غير الانساني المفروض علي غزة. ودعا الدول الاعضاء في المنظمة إلي عقد مؤتمر المانحين علي وجه السرعة بالتنسيق مع دولة فلسطين لتمويل الخطة الاستراتيجية لتنمية مدينة القدس والتي تبنتها القمة الاسلامية في مكةالمكرمة أخيراً.