العام المسرحي في 2012 العنوان الأبرز فيه هو المسرح "الميت" مسرح فقير بلا ميزانيات. بلا عروض جيدة. عروض فقيرة في الفكر والتقنيات. مسرح بلا أجنحة. مسرح بلا ضمير. مسرح بلا مبدعين. مسرح غاب عنه المؤلف المسرحي. مسرح بلا مخرجين. مسرح بلا نجوم. مسرح بلا ممثلين. مسرح بلا إدارة!!.. المسرح في 2012 كالشجرة غير المثمرة. كامرأة عجوز عرجاء. كالرجل بلا عقل. كفتاة قبيحة يهجرها العشاق. هو عام مسرحي بلا إنجازات. وإذا أدخلناه في التقييم أو نطرحه للاستفتاء سيظلم كثيرا فهو خارج المنافسة والتقييم. مسرح مهرجانات وبلا جوائز. مسرح لا يصلح للتمثيل الدولي. مسرح بلا أجنحة. فهو لا يطير للخارج والعروض التي ذهبت للخارج عادت بلا جوائز ومن يدعي غير ذلك فهو واهم أثيم بغيض ظالم لنفسه ونحن نعرف طبيعة المهرجانات الدولية حيث تطلب الوفود شهادات علي انها جوائز وقد حدث أمامي كثيرا وبلا خجل. المهم إرضاء الوزارة وإيهامها بالحصول علي جوائز وهذا كذب وتدليس وظلم لمصر.. المسرح في 2012 هو امتداد 2011 سنة الثورة في 25 يناير ولم تفلح هذه الثورة في إنقاذ المسرح بل أدخلته في "الفوضي" ولماذا لا يدخل المسرح دائرة الفوضي ومصر كلها تعيش في فوضي. ولكن الأمل ألا يدخل المسرح في الفوضي وينقذه رجاله لان المسرح هو في الأساس محرك الثورات والداعي والداعم لها ودائما المسرح المصري يتجاوز الأزمات ولا يضعها ولكن رجال المسرح في هذه المرحلة الفارقة في تاريخ مصر كانوا رجالا عجزة كالعمي لا يرون وكالمصابين بالكساح فلا يقدرون علي المشي والحركة. هم رجال بلا قلب وكان لا يجب أن تعول علي الدولة فالدولة غير موجودة. وفي هذا الزمن هناك من لا تريد المسرح. بل تحاربه وبطعنه في مقتل ونسوا أن المسرح ليس فقط الفنون ولكنه "أبوالتنوير".. المسرح يبني العقل ويحسه أو يدفعه لخلق حالة من "الجدل الإيجابي" يستفزه ليخلق منه إنسانا جديدا متوازنا متناغما ومتصالحا مع الحياة. كما يهذب المسرح الوجدان ويجعله أكثر حبا للوطن وللإنسانية. ماذا نفعل لإنقاذ المسرح؟!!.. نتمني للمسرح في العام الجديد 2013 أن يعود لصوابه ورشده وعقله أن يعود لجذوره وتراثه أن تعترف به الدولة وأن تدرك الدولة أن أمة بلا مسرح هي أمة تعيش في الظلام لذلك نتمني ألا تفقد الدولة عثقلها بازدرائها للمسرح وأن تمنحه متمثلة في وزارة الثقافة الميزانيات المناسبة لكي يعود إلي كامل قوته وصوابه وأن يقدم الإنتاج المسرحي الكبير والجيد.