.. وكذلك لبعض مديري المسارح دون قيام الحركة النقدية بدورها المنشود بتقييم الإنجازات المختلفة لكل منهم خلال فترة مسئوليته، وبالتالي فإن الحقائق قد تضيع مع توالي السنوات، وقد تتساوي انجازات كل منهم بهذا الأسلوب دون محاسبة المقصر !!، وربما يعود السبب الرئيسي في تجاهل الحركة النقدية للتقييم إلي تداخل المواسم المسرحية بين المسئولين، وعدم التزام كل مسئول جديد بتقديم خطته المستقبلية المستهدف تحقيقها، أو بتقديم كشف حساب بانجازاته الحقيقية في نهاية فترة توليه المسئولية، كما يحدث بالدول المتقدمة حينما يلتزم كل مسئول بمقارنة الأهداف والمشروعات التي أعلن عنها في البداية بما حققه فعليا علي أرض الواقع، مع ضرورة تقديمه للمبررات المنطقية لأي انحراف عن الخطة المستهدفة. جهود جادة إننا بالطبع لا يمكننا أن ننكر تلك الجهود والمحاولات الجادة لبعض رؤساء البيت الفني أو مديري المسارح السابقين، ولكن نري أيضا ضرورة تسجيل تلك التجاوزات الكبيرة لبعض الرؤساء أو المديرين بتخاذلهم عن تحقيق المصلحة العامة، وتركيز جهودهم لتحقيق المصالح الخاصة وفرض مشاركاتهم الإبداعية!!، والإعلان في كثير من الأحيان عن إنجازات وهمية دون أي نشاط حقيقي، وذلك بهدف صرف أكبر قدر من المكافآت وخداع الحركة النقدية!!.ومن هنا تأتي ضرورة وجود حركة نقدية جادة تلتزم بالتقييم الموضوعي لكل فترة زمنية، وإذا كان البعض يبرر غياب الحركة النقدية خلال السنوات الأخيرة بسبب تقلص الصفحات المسرحية المتخصصة، فإنني أري أن هناك عددا كبيرا من الأقلام الجادة والمنزهة عن البحث عن المصالح والمكاسب الشخصية مازالت قادرة علي رصد وتوثيق الأعمال المسرحية بكل مرحلة، وكذلك علي التحليل والتأريخ لهذه المراحل المتتالية. رصد وأعتقد أن هذه الحركة النقدية الحقيقية سوف ترصد بكل الحب والتقدير تلك الانجازات والمحاولات الجادة لبعض رجال المسرح حينما تولوا مسئولية هذا المنصب - مهما اختلفوا في توجهاتهم الفكرية ومناهجهم العملية - وفي مقدمتهم الفنانين: سعد أردش، كرم مطاوع، السيد راضي، محمود الحديني، د. هاني مطاوع، د.أشرف زكي، ويحسب للأخير بلا شك محاولاته الجادة للتخلص من الآثار السلبية لسنوات الظلام التي سبقته، والعمل علي استعادة جمهور المسرح وإصلاح البنية الأساسية للمسارح وإضافة دور عرض جديدة وتنشيط حركة الإنتاج المسرحي، وبالتالي لا يمكن أبدا - من وجهة نظري - أن يتساوي تقييم إنجازاته علي سبيل المثال مع الإنجازات الوهمية لمن سبقه مباشرة، والذي علي سبيل المثال قام بالإعلان عن افتتاح مسرح "متروبول" وهو مازال غير مجهز بعد!!، والذي أهدر المال العام بتغطية أرضية مسرح الطليعة بالسيراميك!!، كذلك لا يمكن أبدا مقارنة هذا المهرجان الدعائي الذي قام بتنظيمه تحت مسمي "مهرجان الكاتب المسرحي" واستنفذ من خلاله جميع ميزانيات الهيئة بتلك الجهود الكبيرة التي بذلها د.أشرف زكي في سبيل إعادة تنظيم "المهرجان القومي للمسرح المصري". ضعف الإمكانيات والشكوي من ضعف الاعتمادات والمخصصات المالية دعوة متكررة تبدأ دائما مع كل مسئول جديد يتولي المسئولية، حيث يكيل الاتهامات بقيام المسئول السابق بتبديد كل الميزانية، والغريب أن المواقف تتكرر وتتشابه، فحينما تولي د.أسامة أبو طالب رئاسة البيت الفني للمسرح اتهم د.هاني مطاوع ضمنيا بتبديد الميزانية وبالمبالغة في الصرف علي مسرحية "هاملت" التي قام بإخراجها، مع أنها المسرحية الوحيدة التي قام د.هاني بإخراجها أثناء توليه المنصب، وهو بالطبع المخرج القدير الذي حقق من قبل العديد من النجاحات وفي المقابل قام د.أسامة بفرض نصه "ليالي الأزبكية" ( المأخوذ عن نص بيراندللو) علي خطة المسرح القومي، ورصد له ميزانيات ضخمة لاستقطاب كبار النجوم، ومع ذلك لم يحقق العرض أي نجاح يذكر!!، وبالطبع لم يكن من الممكن إنتاج هذا العرض إذا لم يكن يتولي منصبه هذا، بما يؤكد شبهة استغلال النفوذ الوظيفي وإهدار المال العام. والمؤسف أن الفترات السابقة قد شهدت نشر العديد من التصريحات الخادعة، ويكفي أن نذكر أن مسرح "ميامي" قد تم افتتاحه خلال فترة مسئولية جميع رؤساء البيت الفني السابقين منذ فترة القدير السيد راضي!!، ولم يتم افتتاحه فعليا إلا أخيرا أثناء فترة د.أشرف زكي، كما شهدت الفترات السابقة تعثر خطوات بعض مديري المسارح وخاصة من النجوم الذين لم يستطيعوا التفرغ لمسئولياتهم، ومع ذلك لم يقدموا علي تقديم استقالتهم!!، ولذلك ستذكر الحركة النقدية بكل الفخر والاعتزاز موقف ثلاثة من المديرين وهم د.محسن مصيلحي، د.سامي عبد الحليم، الفنان ياسر جلال الذين أقدموا علي تقديم استقالتهم بمجرد شعورهم بعدم قدرتهم علي تنفيذ خططهم وطموحاتهم. محاولات الوقيعة وإذا كان علي الحركة النقدية القيام بدورها المنشود في التقييم والتقويم لمسار حياتنا المسرحية فإنني أري ضرورة توقف بعض الأقلام الصحفية علي محاولات الوقيعة بين المسئولين، حيث نجد وبرغم إصرار كل من د.أشرف زكي والفنان توفيق عبد الحميد علي إظهار مدي التفاهم والتنسيق بينهما (خاصة وأن د.أشرف يتولي حاليا مسئولية قطاع الإنتاج الثقافي والذي يقع ضمن نطاق مسئوليته البيت الفني للمسرح أيضا) إلا أن بعض الأقلام الصحفية حاولت أن تسجل تصريحات بنفاذ جميع ميزانيات المالية، وعدم الاستجابة لطلبات تعزيز الميزانية، وبالتالي تعذر تقديم أي إنتاج جديد قبل بداية الموسم القادم!!، كما كتبت هذه الأقلام عن محاولات جادة لاستعادة جمهور المسرح، والمعني الضمني لتلك التصريحات هو فشل المحاولات السابقة خلال السنوات الأربع الماضية!! كما أوضحت هذه الأقلام جهود الفنان توفيق عبد الحميد في إستصدار التصاريح الخاصة بمسرح "ملك"، وهو المسرح الذي سبق الإعلان عن إنهاء تخصيصه لمسرح الشباب. تحت الاختبار وإذا كان الفنان توفيق عبد الحميد لم يختبر إداريا - كما يردد البعض - حيث لم يمض علي تعيينه مديرا للمسرح القومي سوي شهور قليلة قبل تصعيده لمنصب رئيس البيت الفني للمسرح، خاصة وقد كان المسرح القومي خلالها خارج الخدمة للتجديد وإزالة آثار الحريق، فإنني أري أن ثقافته الحقيقية وخبراته المسرحية منذ مرحلة الهواية بمركز شباب الساحل وبالمسرح الجامعي (بكلية حقوق عين شمس)، ومن بعدها نشاطه الجاد بمرحلة الاحتراف بعد تخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية، ومشاركاته ببطولة بعض الأعمال المسرحية منذ مرحلة الدراسة بالإضافة إلي ثقافته ووعيه المسرحي وبعض سماته الشخصية كالجدية والالتزام جميعها عناصر كفيلة بتحقيق الانضباط المسرحي المنشود وتقديم إنتاج مسرحي مشرف يليق بتاريخ المسرح المصري. دراسة الوضع الحالي وأعتقد أن مطالبة رئيس البيت الفني الجديد بخطة عمل قبل ثلاثة أشهر من توليه مسئولية المنصب يكون فيه ظلم كبير له، لأنه بالطبع مطالب بالدرجة الأولي بدراسة الوضع الحالي ودراسة كل المقترحات ثم اختيار الأمثل ووضع الخطط المستقبلية بناء علي المتاح من الإمكانيات المادية والبشرية.وإذا كنا نأمل من الوزير الفنان فاروق حسني المزيد من الدعم للمسرح والمسرحيين، فإننا بالطبع نأمل من د.أشرف زكي استكمال جهوده وبكل طاقته في زيادة المخصصات المالية للبيت الفني للمسرح، فهو بالطبع علي دراية كاملة بالاحتياجات الفعلية لتطوير البنية الأساسية بما يليق بمكانة "مصر" الثقافية والفنية، خاصة وأن جميع الانجازات التي من المزمع تحقيقها بالبيت الفني للمسرح في الفترة القادمة إذا كانت سوف تنسب للفنان توفيق عبد الحميد فإنها سوف تحسب له أيضا.