هل نبتسم غدا أم تطفأ أنوار الشاشة ساعة في يوم جمعة ليس علي يد معالي الوزير صحفي وانما لغضب استاذ كبير وكاتب صحفي شهير؟ هل يفقد صاحب البرنامج حماسه فيعتذر ويتراجع فيتحول من الوقاحة إلي السخافة؟ أم ان رد الفعل العنيف عند الاستاذ عماد له حل آخر غير المحاكمة والتأديب بالقانون؟ .. هل ستجدي الواسطة وتبويس اللحي بعد أن فشل الصحفي الهادئ الوقور في استثارة غضب زملائه وتلاميذه الذين اصابتهم سهام باسم يوسف بعد ان عاد من رحلته التثقيفية إلي أمريكا لدراسة أشهر برنامج سياسي تليفزيوني ساخر ديلي شو يقدمه الكوميدي الأمريكي الشهير جون ستيوارت منذ أكثر من عشر سنوات وقد استضاف مؤخرا أوباما مرشحا وباسم يوسف زميلا واحتفل قبل سنوات بتقديم جائزة أغبي شخص في العالم لجورج بوش عندما كان رئيسا لأمريكا. تنقصه الخبرة ذلك المبتدئ فلم يفكر في الاستعانة بمحام يمنع عنه البلاوي كما يفعل جون ستيوارت سميه الأمريكي.. كانت تلك نصيحة رائد برامج التوك شو العربية عماد أديب.. ولكنها جاءت بعد فوات الأوان. الحكاية بدأت مع أولي حلقات البرنامج في ثوبها الجديد علي ال سي بي سي وكانت سخريته لاذعة جدا طالت كل نجوم القناة التي تذيعه. أول الكلام بصراحة احنا فلول مش هنضحك علي بعض. والدليل قدمه بالصوت والصورة حتي وصل إلي برنامج بهدوء لعماد اديب فأظهر صور كلاب وأطفال جميلة ولكنها نايمة علي روحها والأهم لقطة مع مبارك أهم حاكم حكم مصر وأخري تلحق بها عن مرسي وقراراته أهم قرارات في أربعين يوما. علي لسان عماد السيدة لميس الحديدي ليست رداحة ومجدي الجلاد ليس بائعا في محل طرشي وخيري رمضان ليس مرتبكا وأنا عماد أديب لست منافقا وأرعجي.. ومع ان عادل حمودة ترك القناة بإرادته وانتقل إلي محطة أخري مجاورة فقد ناله من باسم رذاذ. اعتبر الصحفي الكبير هذا وغيره قله أدب وسبا وبيني وبينك القانون سوف أحبسك. لم يصل نفس احساس الغضب الجامح إلي الآخرين بل اعتبروها نكتة قد تكون بايخة ولابد ان منهم من ضحك. فقد نقل عن الجلاد انه قال لباسم ازعل منك لو ما اتريقتش عليا في كل حلقة!! ولما غابت لميس عن الشاشة في اليوم التالي قالوا زعلانة أو متضامنة فهي تلميذة عماد اديب وزوجة أخيه الأصغر ثم اتضح أو قيل ان سر الغياب هو نزلة برد وراحت.. آه لو عمرو أديب دخل في الموضوع وما أدراك من هو عمرو اذا غضب أو لم يغضب.. بالصدفة وصفه محلل نفساني لم يذكر اسمه أو خاف ان ملامح عمرو غير ثابتة تتغير من النقيض إلي النقيض بين لحظة وأخري مما يدل علي شخصيته المتقلبة وعيناه وحاجباه وأنفه تدل علي انه ماكر عنيد يميل إلي الجدال. الخطر يأتي من تأليب صاحب المحطة الذي وصل باسم إلي مقامه وملايينه فقال عماد صادقا ومحرضا انه رجل لا يبعثر أمواله التي جمعها بعرق جبينه ولا يضع دولارات في ساندويتشات الهامبورجر وكان باسم قد وصف دعوة محمد الأمين له علي مائدة عشاء فاخرة في بيته! آخر نصيحة تريقة لم تضحك كثيرا أن يتوجه باسم يوسف إلي التوحيد والنور يشتري ثلاث بطاطين ماركة النمر علشان يتغطي كويس مما ستمطره عليه الأيام نقطة نقطة وبهدوووء. رد باسم انه فعلا في طريقه إلي التوحيد والنور يعني مستعد إلا اذا اترفد! علي الورق كتب عماد اديب مقالا فريدا في عموده اليومي بجريدة الوطن بعنوان بلسم الاعلام يوسف حلب المقال ابيض يوحي بالسوء فالمساحة خالية لا يظهر فيها سوي الفراغ وأرقام من واحد لعشرة هي اسباب نجاح الدكتور باسم المذهل الذي جعله الاعلامي الأول في نسب المشاهدة وكعكة الاعلانات يعني الاجازة ولا حاجة. يبدأ المقال بخلو شوارع مصر من المارة والسيارات بشكل أثار قلق أجهزة الأمن واتضح ان السبب هو سطوع نجم ملك الكوميديا الجديد عم الشباب والرياضة الاعلامي الكبير مائة حلقة في الصفيحة الدكتور باسم يوسف. أما العزاء فيما آلت اليه أخلاق المهنة فبعد صلاة المغرب نسألكم الفاتحة والحمد لله الذي لا يحمد علي مكروه سواه!! لو كان باسم يوسف تبع الحكومة ومجلس الشوري والمجلس الأعلي للصحافة كانوا أكلوا لحمه قبل عظامه. ولو سمع محمد الأمين صاحب ال سي بي سي الكلام لكفي نفسه شر القتال وارتاح ليس فقط من السخرية علي أهل المحطة وانما علي ما قد يطق في دماغ البرنامج. ولكن العقل وحسابات أخري تجعلنا ننتظر باسم غدا وعماد اديب بعد غد ومش ضروري الجرجرة في المحاكم.. دعونا نضحك ساعة ولو علي أنفسنا فأيامنا صعبة!