في الوقت الذي كانت فيه أنظار العالم كله تتجه نحو متابعة العدوان الصهيوني علي الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة والحجم الرهيب للغارات التي شنها سلاح الجو الإسرائيلي علي المنازل والمكاتب الإعلامية ومقر رئيس مجلس الوزراء إسماعيل هنية واغتيال قادة حماس.. كانت الأنظار أيضا تتوجه إلي الخرطوم عاقدة الأمل علي أن يساهم المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي في الانتقال بشعوب الأمة الإسلامية والعربية إلي عصر النهضة الشاملة والمعرفة المتكاملة بما يحقق الانطلاق إلي آفاق أرحب من العدالة الاجتماعية والحياة الكريمة تقودها إلي ذلك منظومة تعليمية وكتب تتسم بالابتكار وتسعي إلي التميز بين دول العالم المتقدم. وخلال أعمال المؤتمر الذي مثلت فيه جريدة الجمهورية ضمن وفد صحفي مصري لمتابعة أعماله بدعوة من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "ايسيسكو" كانت أخبار غزة تفرض نفسها علي أعمال المؤتمر.. وكنا نقارن بين تأثير صواريخ حماس التي أطلقها الفلسطينيون علي تل أبيب وأشكول والقدس والتي لم تؤثر في مسار الحرب الدائرة وبين غارات إسرائيل الوحشية وأسلحتها المحرمة دولية وسقوط قرابة ال 150 شهيداً ونحو 1100 مصاب.. وتساءلنا لماذا..؟؟ واتفق الجميع علي أن الفرق والفجوة في التقدم العلمي بين الفلسطينيين والصهاينة كبير لدرجة تفوقهم في الأسلحة ونوعها وتأثيرها.. وطالب جميع المتحدثين بداية من الحاج آدم يوسف نائب رئيس جمهورية السودان الذي ألقي كلمة في الجلسة الافتتاحية نيابة عن الرئيس المشير عمر حسن أحمد البشير ومروراً بكل من الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية والدكتور مصطفي مسعد وزير التعليم العالي المصري بضرورة تقوية القدرات العلمية والبحثية لدي دول العالم الإسلامي حيث إن ضعفها يتمثل في تدني مستوي الإنفاق علي البحث العلمي بصورة لافتة للنظر. إذ لا يزيد معدل الانفاق علي تطوير العلوم والتكنولوجيا والابتكار عن أقل من واحد في المائة..!! بل يوجد من بين الدول الأعضاء ما لا يصل فيها معدل ما تنفقه علي البحث العلمي إلي هذا المستوي المتدني جداً.. هذا فضلاً عن ضآلة الموارد المخصصة لتطوير التعليم العالي والنهوض بالمنظومة التعليمية لكل عام. 700 دولار سنوياً لكل أمريكي!! وفي المقابل نجد أنه ومع مطلع الألفية الثالثة فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية السند الأول للكيان الصهيوني قد أنفقت مقابل كل فرد 700 دولار سنوياً للبحوث العلمية والتكنولوجية علي خلفية أن البحوث العلمية تدر عوائد اقتصادية هائلة وأن كل مليون دولار يتم انفاقها علي البحوث العلمية تحقق عائد 140 مليون دولار.. وتأتي بعد أمريكا اليابان حيث إن كل مليون دولار تدر عوائد اقتصادية يبلغ 124 مليون دولار. عموماً يتضح لي يوماً بعد يوم أن ثروات الأمم لا تقاس اليوم بما لديها من مصانع وبترول وغاز وأراض زراعية ولكن أصبحت تحسب بما لديها من ملكية فكرية واختراعات وابتكارات لتحديد وتطوير كل المنتجات سواء عسكري في شكل أسلحة أو أجهزة حياتية اقتصادية وللأسف فإننا في بلادنا الإسلامية والعربية وكما قال د.التويجري في كلمته الافتتاحية إن الأمة الإسلامية مطالبة بالتمسك والوحدة بدلاً من أن نكون كالأيتام علي مائدة اللئام حتي نواجه الغطرسة الصهيوينة. أيضا وكما قال لي د.مصطفي مسعد وزير التعليم العالي المصري أن المعرفة هي القوة وأن التكنولوجيا هي المحرك لها من جميع المجالات وأننا في مصر وضعنا نصب أعيننا أن تستهدف الرؤية الاستراتيجية مواكبة المعايير الدولية في إتاحة فرص التعليم العالي للجميع والتوجه نحو مجتمع يقوم اقتصاده علي المعرفة أساسه البحث العلمي وأعمدته التطبيقات التكنولوجية ليصبح وبحق التعليم العالي والبحث العلمي شريكاً فاعلاً في عملية التنمية من خلال الربط الوثيق مع الصناعة والمجتمع المدني لتحويل نتائج البحوث إلي ابتكارات ذات قيمة اقتصادية ويرتبط بذلك تطور المناهج الدراسية وربط التخصصات باحتياجات. ولذلك كله فإن مؤتمر الخرطوم قرر استمرار التخطيط الاستراتيجي لمستقبل العلوم والتكنولوجيا في 57 دولة إسلامية وتعزيز جهود الدول لأن الايسيسكو تعد بيت خبرة وليست جهة التنفيذ لدفع الدول الإسلامية نحو مستقبل زاهر يستطيع مواجهة الدول المتقدمة أو علي الأقل الحوار معها لصالح البشرية ولذلك سعدت جداً من المشروع الذي وافق عليه المؤتمر نحو إنشاء أطلس العلوم والابتكار في العالم الإسلامي وكذلك إقرار مشروع إنشاء الشبكة الإسلامية للبحث والتعليم.. المهم وكما قال د.مصطفي مسعد وزير التعليم العالي ان يكون مؤتمر الخرطوم.. نقطة انطلاق العالم الإسلامي نحو التقدم الحقيقي وليس بالكلام فقط. عجايب * حقا هناك فرق بين رئيس حي ورئيس حي آخر.. اللواء عادل عباس رئيس حي البساتين قال للصحافة انتوا حتحاسبوني.. اعملوا اللي تعملوه.. وأغلق خط التليفون..!! منتهي الديمقراطية والحضارة في التعامل مع الصحافة طبعاً إذا حدث ذلك فهي إساءة للمؤسسة التي يمثلها سواء كانت قوات مسلحة أو شرطة أما اللواء عمرو أبوالسعود رئيس حي جنوبالجيزة وبالتعاون مع مدير أمنها وشرطة المرافق بها قاموا مشكورين بإزالة 286 حالة إشغالات ومقاهي وباعة جائلين.. حقاً هناك فرق..!!