هل تبخر الحلم ولن نصل إلي شاطئ الأمان وسندور في دائرة لا نهاية لها أم اننا نسير علي خطي المستقبل ولدينا المقدرة علي تجاوز الأزمات.. هذا سؤال لابد ان نفكر فيه كثيراً الآن بعد ما يقرب من عامين من ثورتنا التي تمنينا ان تجعلنا شعبا موحدا ومتحدا يعيد تنظيم بنيانه ويرتب أوضاعه ويعيد المهمشين ويستعين بأصحاب الكفاءة والخبرات ويطلق العشرات من المشروعات القومية والأهداف الكبري وإن كانت مجرد أحلام حتي نعيش علي أمل الوصول للنهضة والتقدم والتي بها تتحقق كل الاهداف بما فيها شرع الله ونشر دينه في العالم كله لأننا سنصبح قدوة يتطلع إليها شعوب العالم غير الإسلامي كما كان اسلافنا قدوة وباخلاقهم نشروا الإسلام في كل موقع نزلوا به علي الأرض. الواقع يقول إن مبدأ اقتل نفسك بنفسك هو الذي نعيشه الآن فنحن نتقاتل بسلاح اخطر من سلاح السيف والمسدس وهو سلاح الاختلاف والتشعب كل منا يريد نفسه ويفرض رأيه ولا يستمع لغيره ولا يريد ان يري من يخالفه في الرأي وإن كان علي الصواب وبالتالي زادت الفرقة وارتفع سقف المطالب حتي أصبح لا نهاية له في وطن فقير لا يمكنه ان يصمد كثيراً علي هذه الاوضاع في ظل تشتت المطالب فهناك من يطالب بالحرب مع إسرائيل وآخر يطالب بتطبيق الشريعة وثالث يعارض وآخر يريد إمارة مستقلة في سيناء أو في الصعيد أو النوبة وغيره يطالب بالعمل والعلاج وزيادة المرتب وآخر يطالب بمعاداة أمريكا والغرب وعشرات ومئات المطالب التي لا يمكن لعاقل يحب دينه وبلدة ان يفكر بها.. فكيف نحقق ذلك لنرضي كافة الاطراف ونعيد الجميع للعمل واحكام القانون.. الواقع يقول إن هذا هو السلاح الذي نقتل به انفسنا وإن لم نجد له حل فسنموت جميعاً دون ان تحاربنا إسرائيل أو يقتلنا اعداء الإسلام والعرب. ما قاله السيد عمرو موسي بأن حلم الجماهيرية الثالثة علي وشك الانهيار هو إحساس أصبح يسيطر علي كافة المصريين الآن بعد ان تمحورت ثورتنا وتقلصت في الصراعات وأبرزت عشرات الملل والطوائف والاحزاب واصبحت لغة البلطجة السياسية تسيطر علي الساحة بعد ان سيطرت علي شوارعنا واصبحت قضيتنا الأساسية الآن في خطب مشايخ الفضائيات وما يوزعونه من اتهامات بالزنا والمعاشرة لهذا أو ذلك دون حلول لمشاكل المجتمع وكأن ذلك هو الطريق إلي الجنة والخلاص وهم لا يدركون بأن هذا الطريق إلي ضياع أمة كاملة بعيداً عن الدخول في قيمة وحقيقة هذا الأمر. التأسيسية ستنهار قريبا سواء بحكم المحكمة أو برفض العديد من التيارات لها بعد ان حاول البعض الاستئثار بها والأزمة المالية تضرب مئات المؤسسات والشركات والمستثمرين يهربون الواحد بعد الآخر ووسط هذا المشهد لا يخجل المتحدثون ونجوم الفضائيات من الصراخ وابتكار القضايا والمشاكل التي تزيد من تأزم الوضع وتشتت الأمة والحكومة بقيادة الرئيس مرسي مطالبة بالعديد من الإجراءات أولها وآخرها الحسم مهما كانت طرقه وسبله وبما في ذلك استخدام القوة لتطبيق القانون علي البلطجية ومن لا يريدون عودة مصر.. نعم نريد قرارات ثورية وعقوبات شديدة ضد من يقف في طريق عودة أمة لمسارها الطبيعي ولتكون الإجراءات التي اتخذتها بريطانيا مع أزمتها الأخيرة نموذجاً بعد ان أعلن قادتها بأنه لا حقوق للإنسان إذا كان الأمر يتعلق بسلامة الأمة.. لكن للأسف قرارات حكومتنا للآن غير مبشرة وتشعرنا بأننا بعيدون عنها.